الثروة السمكية تعطي قيمة مضافة للمنتوج السياحي بالمنطقة على الشريط الساحلي لخليج وادي الذهب تحتضن مساحات مائية مهمة أحياء مائية من فئة الصدفيات، تسهر وحدات متخصصة على تربيتها في ظروف بيئية وإنتاجية تجعل من هذا المنتوج السمكي ثروة سمكية تؤمن التنوع في الإنتاج، وتعطي قيمة مضافة للمنتوج السياحي بالمنطقة. يحتوي خليج وادي الذهب، وفقا لمعطيات لمندوبية الصيد البحري بالداخلة، على إمكانات مهمة وملائمة لإقامة نشاط تربية الأحياء المائية التي يمكن ان يكون لها دور فعال بالنسبة للتنمية السوسيو اقتصادية بالجهة . ومن أهم أصناف الأحياء المائية والصدفيات المعروفة محليا اللميعة، والمحار، وحلزون البحر، وسكين البحر، وبلح البحر، في تنوع يجعل من هذه الأصناف منتوجا سمكيا يكثر عليه الإقبال، ويستدعي استراتيجية لتطويره والنهوض به للمساهمة في تطوير اقتصاد المنطقة التي تتوفر مياهها على ثروة سمكية مهمة يعتمد عليها اقتصاد الجهة بصورة أساسية الى جانب تربية المواشي. وكثيرة هي مشاريع تربية الأحياء المائية التي تم إنجازها منذ بدء العمل بمخطط تهيئة خليج وادي الذهب لسنة 2001 ومنها حوالي 9 وحدات لتربية الأحياء المائية تنشط خصوصا في تربية المحار بخليج الداخلة وتنتج كل واحدة منها ما بين 40 الى 200 طن من المحار سنويا وفقا لما أكده احمد كيدة رئيس إحدى هذه الوحدات. وعلى بعد 15 كلم بمدخل مدينة الداخلة بخليج وادي الذهب توجد أقرب وحدة لتربية المحار المخصص أساسا للسوق المحلية، تسهر شركة محلية على أن يكون هذا المنتوج السمكي علامة مميزة ليس فقط ضمن المنتوجات السمكية ولكن السياحية وهو ما يجسده الإقبال الذي يلقاه هذا المنتوج من قبل المستهلكين والباحثين عن لحظات سياحية متفردة في منطقة تجمع بين جمال الطبيعة وسحر البحر. وابرز رئيس الشركة احمد كيدة ان هذه الوحدة لتربية المحار تنتج سنويا حوالي 40 طنا من المحار المخصص للاستهلاك المحلي بالداخلة مما يعطي هذه الوحدة هوية محلية ويجعلها واحدة من الوحدات التي تساهم في تزويد السوق المحلية بمنتوج سمكي ذو قيمة غذائية عالية. وأضاف هذا المستثمر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان صغار المحار أو ما يعرف ب»المحار البذور» التي تربى بهذه الوحدة يتم استيرادها إما من فرنسا أو بريطانيا لتربى في أكياس توضع في مياه خليج وادي الذهب ضمن مساحة مخصصة لهذه العملية . وأوضح ان صغارالمحار تبقى لمدة تتراوح بين تسعة أشهر وسنة قبل ان تنضج وتصبح جاهزة للاستهلاك ، وهي فترة تعد من بين أقصر فترات نمو هذا المحار على الصعيد العالمي التي قد تمتد في بعض البلدان الى ثلاث و أربع سنوات. وعزا احمد كيدة ذلك إلى طبيعة مياه خليج وادي الذهب والظروف المناخية والبيئية الممتازة التي تتم فيها عملية تربية المحار وباقي الأصناف المائية والبحرية بهذا الخليج فضلا عن الطرق المعتمدة والملائمة في تربية هذه الأنواع البحرية. ويزور هذه الوحدة الكثير من السياح الأجانب وعموم المواطنين الذين يجدون في المكان فضاء للتعرف على لون من الاستزراع السمكي وتقنياته وتذوق بعض من أطباقه الشهية. وقال صاحب هذه الوحدة ان نحو 300 زائرا من ضمنهم عدد كبير من السياح الأجانب يفدون يوميا على فضاءات هذه الوحدة خصوصا خلال فترات العطلة الصيفية والعطل الأسبوعية. وأقيم على ضفة الخليج الصخرية بهذه الوحدة فضاء يجمع بين البحر والصحراء، أتث بطاولات وكراسي،على بعد أمتار قليلة جدا من مياه الخليج التي تتوشح بالزرقة واللون الزمردي، في دعوة إلى اكتشاف سحر طبيعي لا يضاهى والوقوف على إعداد أطباق طرية و لذيذة. وإلى جانب المحار يكتشف الزائر من خلال لوحات زين بها الفضاء بالاضافة إلى المحار، أنواعا أخرى من الأحياء المائية كالتي يطلق عليها محليا اللميعة و القصيبة وإصبع العبد وغيرها. ويسهرعلى تربية المحار بالوحدة فريق يتكون من سبعة أشخاص يعتمدون تقنيات في تربية المحار تقوم على وضع قوائم حديدية على شكل طاولات في الماء ووضع صغار المحار في أكياس في إطار من الحرص على توفير البيئة الملائمة لتربية المحار وتجنيبها العوالق والرمال . وبحسب كيدة فان وحدة من المعهد الوطني للبحت في الصيد البحري بالداخلة تقوم أسبوعيا بزيارة للوحدة حيث تقوم بأخذ عينات من المحار لفحصها في مختبرات المعهد الى جانب التحليلات المخبرية التي يقوم بها من أجل ضمان سلامة المنتوج وجودته. إنها قيمة مضافة على صعيد تنوع المنتوج السمكي في بعده الاقتصادي والسياحي والغذائي لكن إذا ما اعتمدت في ذلك التقنيات الملائمة التي تؤمن الحفاظ على البعد البيئي في فضاء بحري تتضافر الجهود من أجل تنميته ووضع ترسانة مرجعية له فيما يخص توجيه وتدبير الاستثمارات السياحية على الضفة الغربية بواجهتيها المطلتين على الخليج ( خليج وادي الذهب) وعلى المحيط الأطلسي.