رئيس الحكومة يرحب بكل المبادرات الساعية لتوظيف الموارد الطبيعية خدمة للمناطق القرويّة وساكنة الأرياف عقد المكتب الوطني لجميعة تنمية عالم الأرياف، يوم الأحد الماضي بالرباط، لقاء مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لإطلاعه على المشاريع التي تقوم بها الجمعية لفائدة ساكنة الأرياف، وخاصة مشروع المطابخ الشمسية الذي تسعى الجمعية لتعميمه بعد نجاحه في ضواحي إقليم تنغير، حيث سبق للجمعية أن وزعت نماذج من هذه المطابخ على 150 أسرة بدوار أيت أوفي بالجماعة القروية أيت سدرات الجبل السفلى والواقعة على ضفة مضايق دادس بإقليم تنغير.وقد أطلع اسماعيل العلوي رئيس جمعية تنمية عالم الأرياف، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على أهمية هذا المشروع وانعكاساته الإيجابية على الساكنة القروية وخاصة المرأة، وأيضا على الاقتصاد الوطني وبالتحديد على صندوق المقاصة، وأيضا على البيئة من خلال الحفاظ على الغابات. وكان هذا اللقاء الذي احتضنه منزل مولاي اسماعيل العلوي، رئيس جميعة تنمية عالم الأرياف (أدمر)، والذي جمع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع عدد من الفاعلين الاجتماعيين المنتمين لهذه الجمعية التي تهتم بالتنمية القرويّة، الأحد الماضي بالرباط، (كان) مناسبة قدم خلالها ذات الفاعلين نماذج من المشاريع والابتكارات التي يشتغلون عليها لرئيس الحكومة، ويقترن الأمر بآليات مرتبطة باستغلال الطاقة الشمسية، شارحين لكل من عبد الإله بنكيران واسماعيل العلوي كافة طرق ومراحل عملها زيادة على آفاق استعمالاتها. وفي كلمة له أمام ملاقيه، عبر رئيس الحكومة عن استحسانه لكل العروض التي قدّمت أمامه، معربا لأصحابها عن متمنياته بنجاحهم ضمن كافة الأنشطة التي يقومون بها لأجل المساهمة في تحقيق التنمية وسط العالم القروي وصعوباته. بنكيران أورد، ضمن ذات المداخلة التي تناولها، عن فرحه واعتزازه المتلازمين تجاه كل الذين يتخذون المبادرة لتوظيف الموارد الطبيعية خدمة للمناطق القرويّة وساكنة الأرياف.. فيما أعرب ذات النشطاء عن امتنانهم بمنحهم فرصة لقاء رئيس الحكومة والتعريف بمشاريعهم. الاستقبال كان مناسبة أيضا ناقش فيها بنكيران مع ضيوف إسماعيل العلوي من مستثمرين ورجال أعمال مهتمين بتنمية الأرياف سبل تطوير الاستثمار في المجال القروي مخبرين رئيس الحكومة بعدد من المشاكل التي تواجههم. ومن جانبه عبر عبد الإله بنكيران للمستثمرين عن استعداد الحكومة لتشجيع الاستثمار الذي يشتغلون عليه وفق القوانين الجاري بها العمل. وكان اللقاء أيضا مناسبة لإطلاع رئيس الحكومة على مختلف مجالات اشتغال الجمعية المغربية لتنمية عالم الأرياف (أدمر) التي تأسست في نهاية تسعينيات القرن الماضي؛ أي بداية بروز المجتمع المدني كقوة اقتراحية وكقوة ميدانية تشتغل في مجالات التنمية المستدامة.. وتمكنت (أدمر) من بصم مسارها الجمعوي بتراكمات مهمة في مجالات مختلفة ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وأضحت الآن بفضل ثلة من المناضلين والمناضلات رقما حقيقيا في معادلات العمل الميداني إلى جانب ساكنة العالم القروي والمناطق النائية. في بداية اشتغالها اضطلعت جمعية تنمية عالم الأرياف بمهمة حيوية في المجال الاجتماعي وهي محاربة الأمية بالنظر إلى ما تمثله هذه الآفة المجتمعية من تحد للدولة والمجتمع وأيضا باعتبارها عائقا حقيقيا لكل مجهود تنموي، وهي أحد الأسباب الرئيسية في احتلال المغرب لمراتب متأخرة في سلم التنمية البشرية، قبل أن تضطلع هذه الجمعية بمهمة فك العزلة عن ساكنة العالم القروي والمساهمة في إنجاز مشاريع تنموية لفائدة المرأة والشباب. وبعد ذلك توسع نشاطها في مرحلة لاحقة ليشمل مجالات أخرى تتمحور بالأساس في فك العزلة على المواطنين بالعالم القروي في المناطق الجبلية على وجه الخصوص عن طريق بناء الجسور والقناطر، وفي هذا الإطار يقول اسماعيل العلوي في حديث لبيان اليوم، إن مناضلي الجمعية ضمنهم مجموعة من المتقاعدين في السكك الحديدية كمحمد مشارك والحاج إبراهيم وهو مواطن مغربي مقيم في الخارج، الذي التحق بالجمعية فيما بعد، واضعا خبرته رهن إشارة الجمعية، اضطلعوا بعمل ميداني مهم ساهم في التخفيف من معاناة ساكنة الدواوير والقرى المعزولة، بالنظر إلى الخبرة والتجربة التي يتوفر عليها هؤلاء في بناء القناطر الصغيرة، متينة ومشيدة وفق معايير تقنية عالية، وقد وضعوا هذه الخبرة رهن إشارة الجمعية بالإضافة إلى المساعدة التي يقدمها المكتب الوطني للسكك الحديدية للجمعية والذي رحب بالفكرة وبالعمل الذي تقوم به الجمعية ووضع رهن إشارتها السبائك الحديدية التي لم تعد صالحة لسكة القطار، ونفس الشيء بالنسبة لمؤسسة مناجم خاصة المقاولة المكلفة بمنجم كماسة والتي تكلفت بنقل السبائك إلى الأودية الموجودة داخل الأطلس الكبير والمتوسط، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد بلغ عدد الجسور التي أنشأتها الجمعية حوالي 11 جسرا في إقليمالحوز بالإضافة إلى قنطرتين بإقليمأزيلال وقنطرة واحدة بإقليمشيشاوة وقنطرة أخرى هي قيد الإنجاز بالإضافة إلى قنطرة واحدة بإقليم بولمان، وأكد اسماعيل العلوي أن هذه الإنجازات تضاهي من حيث جودتها ومتانتها ما ينجز في مستويات أخرى، فالحديث عن إنشاء قنطرة لا يقف عند هذا الحد بل يتبعه عمل آخر متمثل في تهيئ المسالك التي تمر منها الشاحنات والمواطنين والماشية، مشيرا إلى أن الجمعية مستمرة بإصرار في الاشتغال على هذه الواجهة الأساسية والحيوية لكنها في حاجة إلى دعم كاف لكل الجسور المبرمجة، على اعتبار أن هناك أربعة قناطر في طور الإنجاز في كل من تازارت وأيت عقا وأسيف المال والواد لخضر، كما تم الانتهاء من دراسة 20 قنطرة بمناطق جبلية وقروية وهناك 9 طالبات لبناء جسور إضافية. كما تشتغل الجمعية على تجربة أخرى، وصفت بالرائدة، وتتمثل في إنجاز مشروع لترميم وإعادة تأهيل قرية أزرو قرب تحناوت بإقليمالحوز بدعم من التعاضدية الفلاحية التي تبنت المشروع الذي سيعيد الحياة لهذه القرية التاريخية التي يوجد بها مسجد وزاوية يعودان إلى العهد الموحدي. ويقوم هذا المشروع، وفق ما شرحه اسماعيل العلوي، على ترميم الدور الآيلة للسقوط ومساعدة الساكنة على إحياء بعض الأنشطة التقليدية التي ستمكن من استقطاب السياح للمساهمة في تنمية هذه القرية التي توجد بها كذلك مقبرة يهودية قديمة يتردد عليها السياح من ديانة يهودية. هذا بالإضافة إلى مجموعة من المبادرات التنموية التي أطلقتها في منطقة الغرب الشراردة بني حسن وضواحي سلا والتي تهم بالأساس المرأة القروية ودمجها في التنمية، وكذا لفائدة شباب العالم القروي بهدف تأهيلهم وإدماجهم في النسيج الاقتصادي وتحسين مستواهم المعيشي عن طريق تلقينهم مهارات مهنية تمكنهم من التوفر على دخل قار.