فنادق أكادير ممتلئة عن آخرها والسياح يقضون لياليهم بالهواء الطلق طابور طويل من السيارات والحافلات والشاحنات ترمقه أعينك وأنت على وشك الدخول إلى مدينة أكادير. بمحطة الأداء أمسكروض، تجد أمامك حوالي كيلومترا ونصف امتدادا لسيارات ينتظر من بداخلها دورهم للعبور نحو مسالك المدينة. محطة الأداء أمسكروض كان العبور منها بالأمس القريب أكثر ليونة وسهولة. مدينة أكادير عاشت خلال شهر غشت الماضي على إيقاع اكتضاض غير مسبوق، اكتضاض شمل الشقق المفروشة والبيوت المخصصة للكراء، الممرات والأرصفة ومرائب السيارات، والأسواق وفضاءات المدينة ككل. العائلات السوسية توجهت صوب مدن أخرى، تاركة بيوتها لوسيط عقاري كي يتصرف في كرائها للزوار والأجانب الذين استهوتهم فكرة قضاء عطلة صيفية بالمدينة. 1000 درهما لقضاء ليلة واحدة في شقة من غرفتين ومطبخ وحمام، مع ضرورة تحديد عدد الليالي المرغوب في قضائها بشكل مسبق. أما لقضاء ليلة بشقة مفروشة ومن المستوى الجيد، فقد يكلف الأمر 3000 درهما أو أكثر. باب المزايدات يبقى مفتوحا أمام كل الأثمنة. فمنها ما قد يرتفع ليلامس سماء الخيال ومنها ما يبقى واقعيا ومقبولا. حي «تيليلا»، البعيد نسبيا عن وسط المدينة ب 10 كيلومترات، يعرف نشاطا غير مسبوق في كراء الشقق المفروشة. وقد يتجاوز مبلغ كراء شقة بهذا الحي 1000 درهما. أحياء الهدى والداخلة والموظفين نالت هي الأخرى نصيبها من هذا النشاط، فكراء الشقق بهذه الأحياء قد يتجاوز 1500 درهم لقضاء ليلة واحدة. حسب ما وقفت عليه بيان اليوم، فنسبة ملئ الفنادق بالمدينة تجاوزت 120 بالمائة، ما دفع مسيري الفنادق إلى زيادة عدد الأسرة وتخصيص أروقة جديدة لاستقطاب أكبر عدد من السياح. بيان اليوم علمت من مصدر وثيق الاطلاع، أن عددا من السياح الأجانب لم يجدوا الغرف التي حجزوها إلكترونيا بشكل مسبق، ما دفعهم لتقديم شكاية في الموضوع إلى إدارة الفنادق المعنية. حركة السير بالمدينة تعرف ضغطا كبيرا. في أوقات الذروة، جنبات الشوارع تمتلئ عن آخرها بالعربات والسيارات المركونة. التدفق الكبير للسيارت والدراجات النارية، على مستوى شارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس بأكادير تسبب في أزمة سير خانقة. مرائب السيارات ممتلئة عن آخرها. والكل يلهث وراء إيجاد مكان لسيارته. الاكتضاض الذي تعيشه مرائب السيارات بالمدينة دفع المجلس البلدي والسلطات المحلية بأكادير إلى تخصيص ساحة الأمل كمرآب للسيارات بشكل مؤقت. ساحة الأمل كانت بالأمس القريب فضاء لاستجمام العائلات السوسية وترفيه الأطفال وإقامة السهرات والفرجات الفنية في الهواء الطلق كما هو الشأن مثلا بالنسبة لحفلات مهرجان تيميتار.. مجلس المدينةبأكادير كان صادق على بناء موقف سيارات من سبع طوابق كخطوة لتجاوز الاكتضاض الموسمي الذي تعيشه مرائب السيارات في هذه الظرفية من السنة. إلا أن الفكرة لم تعرف طريقها بعد إلى الترجمة على أرض الواقع. المسافة الفاصلة بين مدينة أكادير وبلدة تغازوت الشهيرة بشاطئها ومخيمها قد يقطعها السائح وهو على مثن سيارته في مدة تقل عن 15 دقيقة، لكن، مع الاكتضاض الذي تعرفه الطرقات المؤدية نحو مدينة أكادير، بات يلزم السياح أكثر من ساعتين للوصول من وإلى تغازوت التي تعتبر قبلة لمن تستهويهم رياضات الركمجة والرياضات المائية. الحركة التجارية لبائعي الوجبات السريعة باتت استثنائية. حسب ما وقفت عليه بيان اليوم بأحد محلات بيع السندويش المجاورة للشاطئ، فالعائد اليومي لصاحب هذا المحل يتجاوز 40 ألف درهما. الاكتضاض المفرط الذي تعرفه المدينة أثر بشكل سلبي على مجاري الواد الحار، إذ تسبب الضغط الكبير في انبعاث روائح كريهة في عدد من أحياء المدينة، لعل أبرزها، أحياء بوتشكات والحي الحسني وتالبرجت. توفر الأمن وتكثيف المداومة، يمنح السياح حرية قضاء لياليهم بطمأنينة بين الفضاءات العمومية للمدينة، كالحدائق العمومية والشاطئ مثلا. إذ يستنجد البعض منهم بالبحر أو المساحات الخضراء بالهواء الطلق لأخذ قسطا من النوم والراحة نظرا لامتلاء الفنادق والشقق المخصصة للكراء. وعلى غرار باقي المدن المغربية، فالمواد الغذائية متوفرة بشكل جيد في جميع أحياء المدينة، إذ أن السلطات المعنية تحرص بشكل كبير على ضمان توفير وحسن توزيع الخبز والحليب والخضر والفواكه... وتعتبر مدينة أكادير ثاني وجهة سياحية في المغرب، بعد مدينة مراكش، إذ استقطبت سنة 2012 أزيد من 26 في المائة من عدد المبيتات على المستوى الوطني، ما يجعلها رافعة للصناعة السياحية بالمغرب.