تجاوز عدد اللاجئين الذين فروا من سوريا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في مارس 2011، مليوني شخص علما بأن العدد الإجمالي ارتفع إلى مليون شخص خلال الشهور الستة الماضية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتضيف المفوضية أن أكثر من 700 ألف شخص فروا إلى لبنان وأن النازحين السوريين أصبحوا أكثر عددا من أي لاجئين آخرين. وما تزال فرنسا والولايات المتحدة تسعيان من أجل توجيه ضربة عسكرية محدودة إلى النظام السوري بسبب المزاعم باستخدام القوات النظامية أسلحة كيميائية في منطقة الغوطة الخاضعة للمعارضة المسلحة. ومن المقرر أن يلقي كبار السياسيين الأمريكيين كلمات أمام لجنة في الكونغرس في وقت لاحق من يوم الثلاثاء بهدف حشد الدعم من أجل التدخل العسكري الأمريكي. لم يتمكن سوى 118000 طفل لاجئ من متابعة دراستهم بشكل أو بآخر. وتقول المفوضية في بيان الثلاثاء «سوريا تنزف بسبب اضطرار النساء والأطفال والرجال إلى عبور الحدود. وفي الغالب لا يحملون معهم سوى الثياب التي على ظهورهم». وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن نحو مليون ممن اضطروا إلى النزوح أطفال وثلاثة أرباعهم تقل أعمارهم عن 11 عاما. ولم يتمكن سوى 118000 طفل لاجئ من متابعة دراستهم بشكل أو بآخر، وخمسهم تلقوا مشورة. وتحذر المفوضية من أن سوريا تواجه «جيلا ضائعا» لأنهم لا يملكون الموارد المطلوبة من أجل إعادة بناء سوريا مستقبلا. واستقبل لبنان أكبر عدد من اللاجئين بالرغم من أنه أصغر بلد مجاور لسوريا وأقلها قدرة على استيعاب اللاجئين والتعامل مع أزمتهم. ويُعتقد أن ثمة لاجئا سوريا من بين كل ستة لبنانيين ثم يأتي الأردن في المرتبة الثانية وتركيا في المرتبة الثالثة من حيث استقبال اللاجئين السوريين. وتستضيف البلدان المجاورة لسوريا أكثر من 97 في المئة من اللاجئين السوريين وتقول المفوضية إن تدفق اللاجئين «يضع عبئا ثقيلا على البنى التحتية لهذه الدول واقتصاداتها ومجتمعاتها». وناشدت المفوضية دول العالم من أجل توفير «دعم عالمي ضخم» لمساعدة البلدان المجاورة على التعامل مع الأزمة. وتحاول منظمات الإغاثة العالمية التعامل مع الأزمة إذ إنها لا تملك سوى 47 من الموارد التي تحتاجها حتى توفر «الحاجات الأساسية للاجئين»، حسب أنطونيو غوتريس. وأضاف أن المسؤولين في هذه المنظمات يتوقعون وصول اللاجئين إلى ثلاثة ملايين شخص مع نهاية عام 2013. ومن ضمن موجات المهاجرين الكبيرة تدفق لاجئين على منطقة كردستان في العراق منذ منتصف غشت الماضي. ويوجد في العراق رابع أكبر عدد من اللاجئين إذ يتجاوز عددهم 170 ألف لاجئ. هذا بالإضافة إلى اللاجئين الذين فروا من سوريا، إذ هناك 4.25 مليون شخص اضطروا إلى النزوح داخليا، حسب المفوضية. وتقول الأممالمتحدة إن النزاع في سوريا تسبب في أسوأ أزمة لاجئين في العالم خلال العشرين سنة الماضية مقارنة بأزمة اللاجئين الناجمة عن الإبادة في رواندا والتي أدت إلى نزوح الكثير من سكان البلد في عام 1994.