قرر مجلس الوزراء الأردني، أمس الأحد، توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي كي يتحمل أعباء استمرار تدفق آلاف اللاجئين السوريين للمملكة وما يشكله ذلك من "تهديد للأمن الوطني الأردني"، حسب ما أفاد مصدر رسمي أردني. لاجئون رغما عنهم بسبب الحرب الأهلية في سوريا (خاص) قالت وكالة الأنباء الأردنية إن "مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها، صباح أمس الأحد، برئاسة رئيس الوزراء عبد الله النسور التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في الأممالمتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الإنساني الصعب، الذي يتحمله الأردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين، وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الوطني الأردني". وأضافت أن "مندوب الأردن الدائم لدى الأممالمتحدة الأمير زيد بن رعد سيقوم بتقديم هذه الرسالة، التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الأردن للإعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين". وأوضحت الوكالة أن الرسالة ستتطرق إلى أن "عدد اللاجئين السوريين وصل إلى نحو نصف مليون لاجئ، منذ بداية الأزمة السورية في مارس 2011، وبمعدل يصل إلى 1500 إلى 2000 لاجئ يوميا والتأكيد على أن استمرار هذه الأزمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للأردن لتحمل هذه الأعباء من شأنه تهديد الأمن الوطني الأردني ويشكل في الوقت نفسه تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين". وكان النسور أكد في البيان الوزاري لحكومته، الذي تلاه أمام مجلس النواب مساء الأحد الماضي أن "التبعات التي يتحملها الأردن جراء استمرار المأساة، التي تمر بها سوريا الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة". وأشار إلى أن ذلك "رتب ضغوطا اقتصادية واجتماعية وعلى البنية التحتية والنظام الصحي والتعليمي وعلى البيئة والسكن ومعدلات البطالة والفقر". وأضاف "لنضع العالم أمام مسوولياته الأمنية والإنسانية ونبلور توجها دوليا واضحا للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين"، مشيرا إلى أن "ما يزيد الأمر خطورة التوقعات، التي تشير إلى أن الأزمة في سوريا مرشحة للاستمرار الأمر الذي سيضاعف انعكاساتها على الأردن على مدى الأشهر المقبلة". وقال آندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في الأردن، الاثنين الماضي إن "المملكة تؤوي الآن 500 ألف لاجئ سوري بينهم 400 ألف مسجلين لدى المفوضية". وناشد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الأحد الماضي العالم بأن "يشارك الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني". وتتوقع الأممالمتحدة أن يصل عدد اللاجئين في الأردن الى 1،2 مليون سوري بنهاية العام الحالي. وفي الإجمال فإن نحو 1،3 مليون سوري فروا من بلادهم إلى الدول المجاورة، منذ بداية النزاع الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص، بحسب الأممالمتحدة. من جهة أخرى، سيطرت القوات النظامية السورية على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام السوري وناشطون أمس الأحد، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيدا من التقدم في اتجاه مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمعارضة المسلحة في جنوب محافظة حمص. وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولحزب الله اللبناني سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير، بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو". وتقع هذه القرية الأخيرة على تلة تعطيها أهمية استراتيجية، إذ تمكن القوة الموجودة فيها من الإشراف على المحيط الذي يصبح في مرمى نيرانها. كما أشار عبد الرحمن إلى أن قوات النظام "أمنت لنفسها طريقا من الحدود اللبنانية وبمحاذاة نهر العاصي وصولا إلى جنوب غرب مدينة القصير".