«هاتيكفاه» تحل بدل «فدائي» وصل التهويد الإسرائيلي للبشر في القدس بعد أن طال الحجر حيث بات النشيد الوطني الإسرائيلي «هاتيكفاه» يسمع في بعض مدارس القدس ويردده تلاميذها من أبناء الشعب الفلسطيني بعد إن شرعت تلك المدارس بتدريس المناهج الإسرائيلية. وبدأت خمس مدارس بالقدس الشرقية تابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي بتدريس المنهاج التعليمي الإسرائيلي الذي يسلخ كل صفة فلسطينية وعربية وإسلامية عن فلسطين عامة والقدس خاصة ويكرس النشيد الوطني الإسرائيلي «هاتيكفاه» التي تعني «الأمل» لتحل محل النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي» في عملية وصفت بأنها تهويد حتى للطفل الفلسطيني على مقاعد دراسته. وعلى ذلك الطالب أن يتعلم التاريخ الإسرائيلي ويستبدل فدائي فدائي فدائي.. يا أرضي يا أرض الجدود ب « هاتيكفاه « التي تتغنى باليهودية والعودة لأرض الأباء والأجداد وفق الرواية الصهيونية، وذلك في عملية تعليمية أساسها يقوم على التزوير والاستبدال حتى وأن وصل الأمر لان يعتبر تاريخ القائد الإسلامي خالد بن الوليد هو تاريخ شلومي بن عامي أو أي صهيوني يمجد في التاريخ الإسرائيلي. ولا تتوان المناهج الإسرائيلية التي شرع التدريس بها في بعض مدارس القدس أن تدرس تاريخ مشوه للفلسطينيين قائم على الاستبدال والتزوير والترحيب بالقادمين الجدد من اليهود لأرض الإباء والأجداد التي هجروا منها قبل ألاف السنوات وحل محلهم شعوب أخرى من الغرباء قبل أن يبدأ الشعب الإسرائيلي بالعودة لوطنه قبل عقود، في إشارة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم عام 1948 لإقامة إسرائيل بعاصمتها القدس العربية التي استبدل اسمها في المنهاج الإسرائيلي ب «يورشليم « اليهودية كعاصمة أبدية لإسرائيل. وفي حين بدأ تدريس المنهاج الإسرائيلي في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، دعا سمير جبريل مدير التربية والتعليم في مدينة القدس أهالي الطلبة المقدسيين إلى اليقظة من تدريس أبنائهم المنهاج الإٍسرائيلي كبديل للمنهاج الفلسطيني في مدرسة عبدالله بن الحسين، ومدرسة ابن خلدون، وابن رشد، وصور باهر للذكور، وصور باهر للإناث. وأوضح المختص في شؤون التعليم في القدس راسم عبيدات أن تدريس المنهاج الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية التي تدرس المنهاج الفلسطيني بالعادة هو تهويد للبشر كما تهود السلطات الإسرائيلية الحجر فيها. وأوضح أن مشروع الاحتلال واضح على صعيد السيطرة الكاملة على العملية التعليمية واحتلال وعي الطلاب الفلسطينيين والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية في مدينة القدس، منوها إلى انه تم خداع الأهالي من خلال إيهامهم بان تطبيق المنهاج الإسرائيلي›البجروت› يفتح الطريق أمام أبنائهم وبناتهم من الطلاب والطالبات للتوظف في المؤسسات الإسرائيلية في ظل عدم الاعتراف بالتعليم الفلسطيني . وتابع: ‹»حتى لو صحت هذه الفرضية الكاذبة، فإن تطبيق المنهاج الإسرائيلي يشكل خطرا جديا على وعي وذاكرة الطلبة ومستقبلهم الوطني، فالمطلوب منهم التعلم عن دور إسرائيل فيما يسمى تطوير القرى والمدن الفلسطينية والتعلم عن ما يسمى بنشيد الاستقلال لدولة إسرائيل بدل النشيد الوطني الفلسطيني، وكذلك التعلم عن أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وليس مدينة فلسطينية محتلة، وعن التسامح الديني، والتعلم كذلك عن الشخصيات الدينية والتاريخية الصهيونية التي لعبت دورا بارزا في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني مثل: بن غورين وبيغن وشامير وغيرهم، وكذلك التعلم عن الرموز والأساطير التوراتية اليهودية وعن أعيادهم وكنسهم وصلواتهم واحتفالاتهم وما يسمى بالاستقلال بدل النكبة، وكذلك سيتعلم الطلبة عن الهيكل بدل المسجد الأقصى». وأضاف عبيدات: أنها عملية احتلال وكيّ للوعي الفلسطيني وتزوير فاضح للتاريخ وسطو على هويتنا وقوميتنا وتشويه لثقافتنا وإنكار لوجودنا، وفرض كامل للرؤيا الصهيونية ليس على المنهاج التعليمي، بل على كل التاريخ واغتصاب لهويتنا الثقافية. من جانبه حذر مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل من خطورة هذه الخطوة والتي أعتبرها بالسابقة الخطيرة، كونه سيتم إبعاد الطالب والطالبة المقدسية عن بيئتهم وعن مجتمعهم وعن نشيدهم الوطني وعلمهم الفلسطيني وشهدائهم وأسراهم وكافة رموز قضيتهم، وبالتالي احتلال الجيل الناشئ فكرياً وتجهيله. وأشار جبريل إلى أن 48% من طلبة القدس يدرسون في المدارس التي تشرف عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال وبالتالي الخوف يتضاعف من تعميم التجربة، منوهاً إلى أن الطلبة يتوجهون إلى هذه المدارس بسبب أزمة المدارس في القدس ونقص الغرف الصفية الذي يصل إلى ألف غرفة صفية، لافتاً إلى أن مديرية التربية والتعليم في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية قد افتتحت 41 مدرسة في محافظة القدس هذا العام الدراسي. ولا بد من الذكر بأن مدينة القدس تعاني من نقص حاد في الصفوف الدراسية وفي عدد المدارس التابعة للسلطة الفلسطينية أو وزارة الأوقاف الإسلامية، وذلك في ظل ارتفاع الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة، حيث يضطر الكثير من الأهالي باللجوء لمدارس بلدية الاحتلال خشية أن يبقى أولادهم جالسون على قارعة الطرق ويتسكعون في الشوارع بلا تعليم ، فيكون الذهاب لمدارس البلدية التي شرعت بتدريس المناهج الإسرائيلية اقل تدميرا للأبناء من تشردهم في الشوارع وعلى قارعة الطرق حتى وأن درسوا تاريخ خالد بن الوليد على أنه تاريخ شلومي بن عامي وسمعوا بأسماء الشعراء اليهود دون أن يذكر اسم الشاعر محمود درويش كشاعر فلسطيني قال شعرا وهو يتجول في المنافي بشتى أصقاع العالم.