نماذج ناجحة لرياضيين حافظوا على نجوميتهم حتى بعد الاعتزال... رياضيون أبطال كثر مروا على الرياضة الوطنية، وحققوا إنجازات رائعة أعلت راية المغرب في المحافل القارية الدولية، لكن قليل من نجح في الحفاظ على بريق اسمه وتحقيق إنجازات بعد الاعتزال، في وقت انصاع الكثيرون للأمر الواقع واختاروا العيش خلف الظل. عزيز بودربالة ونوال المتوكل وبادو الزاكي ونزهة بيدوان، مصطفى الحداوي وغيرهم... نماذج حية لرياضيين واصلوا تأقلهم حتى بعد انتهاء مشوارهم الرياضي، فمنهم من قرر اقتحام عوالم أخرى كالفن والإشهار، وآخرون تسلقوا المجد في أقوى المؤسسات الرياضية دوليا، أو انكبوا على العمل الجمعوي، أو اختاروا البقاء رياضتهم من بوابة التدريب أو التكوين. وبمناسبة شهر رمضان الفضيل، اختارت «بيان اليوم» أن تستعرض نماذج أبرز الرياضيين الذين نجحوا في المحافظة على مسارهم الناجح، مبرزة التحول الإيجابي لهم، وكيف تمكنوا من الحضور بقوة في الحياة العملية، وأبوا ان يجعلوا الاعتزال نقطة سلبية تقبر بذلك ما أنجزوه من مجد رياضي. نوال المتوكل: بطلة من ذهب تسلقت درجات المجد بهيئات رياضية عليا (2/ 2) لم تكتف نوال بالحضور على صعيد المؤسسات الرياضية الوطنية، إذ تم انتخابها عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى سنة 1995، قبل أن تصبح نائب الرئيس، وبعدها ستصبح نوال عضوا باللجنة الأولمبية الدولية، وسنة ستكون ضمن اللجنة المكلفة بأولمبياد سيدني 2000، ثم ستصبح رئيس لجنة التفيش ثم عضوا بلجنة التنسيق لأولمبياد لندن 2012. نوال الذي اختيرت أفضل رياضية عربية في القرن العشرين من طرف قناة (الجزيرة القطرية)، لم تقتصر على هذا، وباتت عضوا باتحادي ألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب الفرانكوفونية، كما أن اختيرت ضمن اللجنة المكلفة بالترويج لملف ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2006، بالنظر إلى القيمة المضافة لاسمها في المنظومة الرياضة قاريا ودوليا. وعلى مستوى الجوائز الشخصية، تملك نوال رصيدا هائلا يعكس وزنها بالخارطة الرياضية، إذ كافأها الاتحاد الدولي لألعاب القوى سنة 2001 ب «وسام قيدومي» على مجهوداتها، وفي 2003 منحتها الجمعية الدولية الإيطالية (بريمو كايو سيلنيو مسيناتي) جائزة الروح الرياضية، وهي السنة ذاتها التي حصلت فيها على جائزة «فلو هيمان» من مؤسسة الرياضة النسوية الأمريكية للشخصيات الرياضية. ومع توالي السنوات، ومنجزات المتوكل تكبر، فأضحت سنة 2007 نائبة لرئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، وفي أكتوبر من نفس السنة ستتولى منصب وزيرة الشباب والرياضة، وفي 2010 عينت رئيسة لجنة تسويق أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، إلا أن 26 يوليوز 2012 سيظل تاريخا محفورا في ذهن البطلة المغربية، عندما انتخبت نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى الآن. تنخرط نوالا في العمل السياسي، إذ تترأس اللجنة الرياضية لأحد الأحزاب، فقد قررت نوال أن تخصص جزء من وقتها القليل للعمل الجمعوي، وأسست الجمعية المغربية «رياضة وتنمية». إذن نوال المتوكل مثال متميز وعصامي عن التحول الإيجابي للرياضي بعد انتهاء مسيرته، فهي صنعت نفسها بنفسها، وتحولت من فتاة عادية إلى بطلة أولمبية ومسيرة رياضية ناجحة بكل المقاييس. وبخصوص مسارها الناجح بعد الاعتزال الاضطراري تقول نوال: «عادة ما تكون الخطوة الأولى دائماً صعبة، خاصة بالنسبة لفتاة في مجتمع مغربي مع كل التحفظات المعروفة، لكن لقيت الدعم الكافي من الأسرة وعلى وجه الخصوص الأب كان -الله يرحمه- الذي كان دائماً بجانبي، لحظة بلحظة، وكان هناك تواصل مبني على الثقة، التي تبقى هي الأساس، نفس الدعم تلقيته من أخى الأكبر فؤاد، ليشكل الدعم العائلي سندا مهما في مسيرتي سواء أثناء الممارسة أو بعد دخولي عالم التدريب وبعده مجال التسيير ، وهنا لا بد من القول بأنني كنت محظوظة كذلك بزواجي من السيد منير بنيس الذي تفهم وضعيتي وساندني بكل قوة، والفضل يرجع له في الكثير من الأشياء التي وزصلت البيهل فيس السنوات الأخيرة. دخلت مجال التسيير من بابه الواسع، وحدث انقسام طبيعي بخصوص تقييم تجربتي كبطلة عربية ومسلمة وإفريقية، خاصة بالنسبة للمتتبعين لتكتيك لبطلة خرجت من دون شيء، وحاولت أن تنافس أميركيات من مستوى عالي، وبعد العمل داخل عدة لجان عمل صعدت إلى القمة الى أن أصبحت نائبة رئيس اللجنة الدولية الأولمبية. عضويتي داخل الاتحاد الدولي لألعاب القوى يرجع الفضل في الوصول لعدد من الأعضاء العرب اللي ساندوني بقوة، كما كانت هناك مساندة من طرف القارة الإفريقية، وحدث ان كنت أول مرأة تدخل «الياف» بعدما كان هناك احتكارا من طرف الرجل منذ 1912، وبعدما كان هناك منظور دوني يعني من انبتق من الحلبة عليه البقاء في الحلبة، الى سنة 1995 غيرت هذه النظرة الى الأبد. النظرة الدونية التي تنظر تعاني منها المرأة العربية والمسلمة كان تترجم حتى على مستوى الصحافة الأجنبية، الا أننا تحدينا أنفسنا قبل نتحدى الآخيرن، وبينا كيف أن المرأة العربية والمسلمة لها القدرة على التحمل والخلق والابداع في مختلف المجالات، والرياضة من بين هذه المجالات التي قالت فيعا كلمتها بسمو ويقيمة جعلت الجميع يفتخر بها. بعد الاعتزال الضطراري بسبب الاصابة قال البعض سامحه الله أن اسم نوال غادر الميدان وراح لسلة المهملات، فقررت أن أدافع عن الرسالة، وأدين في مسيرتي أيضا للمرحوم انطونيو سامارانش التي فتح الباب للأبطال وأعطاهم الكلمة، وسمح باحتلاهم المكانة الخاصة به داخل تنظيمات الرياضة الدولية».