كاتب مسرحي وسيناريست وناقد، من أهم أعماله الدرامية مسرحية «قاضي حاجة» التي أنتجتها فرقة أكاديما بمراكش من إخراج حسن المشناوي وصورت للقناة الثانية 2M، ومسرحية «قايد القياد الباشا الكلاوي» إنتاج النادي الفني كوميديا والقناة الأولى SNRT إخراج حسن هموش، ومسرحية «رياض العشاق» إنتاج المسرح المفتوح بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس إخراج عبد الصمد دينية، ومسرحية «الروكي بوحمارة» إخراج حسن هموش لفائدة النادي الفني كوميديا.. ثم مسرحية «الجدبة» إنتاج مسرح الحال بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة. ومعظم هذه النصوص منشورة. و) بعض المعاير الحكمية في الشعر الهواري: كان الشاعر الهواري يطرح القضايا بضرب الأمثال في الشعر، وبطريقة غير مباشرة كان يبوح بموقفه اتجاه من يعنيه ويقصده بالكلام الجارح أحيانا كما في قوله: اللِّي مَا عندُو الصَّاكْ لاشْ يحنِّي واهيَا لالاَّ.. لا يديرْ الحنَّة ورديَّة.. اللي مَا عندُو الحلقْ لاشْ يغنِّي واهيَا لالاَّ لا يشفِّي فيا عدْيانِي .. فكان يشير بطريقة فنية وبأداء جميل إشارة تنفذ بسرعة إلى أذن المعني بها لتصل إلى قلبه كي يتعظ بها ويعمل بما تحتوي عليه معاني هذه الأشعار. يقول الشاعر في حق الإنسان الذي لا يستحق عناية أو تكريما: إيّْهْ وإيهْ تدبيرْ، واللذِي ما عْنَى بيكْ لوحُو اللي بدلْ النقرة بالقَزْديرْ ماشمّْتْ إلاَّ بْرُوحُو وفي وضع آخر يقول فيما يسمى ب (تزرارْتْ) وينشدها صاحبها غالبا وهو فوق حصانه، ويعني بكلامه هذا الشخص الذي ينفع الغير، ولا ينفع أهله أو أقاربه.... سلَّكْ بلَّكْ ما هْنا منْ نبْلا بِيكْ .. يا خبزْ السوقْ يا طعامْ البرَّانِي .. يقول الشاعر الهواري أيضا: إلى بْغا يركبْ، يركبْ على عاودْ دْهمْ وركباتُو من الهندْ، والهندْ منُّو تلحفاَّتْ المضَاوَة واشْ أ الغزالْ نتكلمْ أو لا ندِّي العدَاوَة ..؟ ولنستمع إلى نصيحة الشاعر للذي لا يفي بوعوده : سيرْ يا اللي قالْ كلمَة وما قدّْ عليِها.. إيديرْ لْفمُّو لجامُو حتَّى يْزينْ كلامُو حورَّان ْ: يتشكل صفان من الرجال أو النساء يكونان متقابلين وجها لوجه وبينهما مسافة تقدر بثلاثة أو خمسة أمتار، يذهب أفراد الصف الأول، وهم يؤدون حركات بواسطة الأرجل، في اتجاه الصف الثاني وفي نفس الوقت ينشدون الأغاني، وبعد أن يصلوا إلى أفراد الصف الثاني يرجعون إلى أماكنهم فيقفون وهم يصفقون بأياديهم، فيأتي صوبهم أفراد الصف الثاني بنفس الكيفية وهم ينشدون أيضا أشعارهم... إمَّا للرد على كلام خصومهم، إن كان الأمر يتعلق بهجاء متبادل بينهم، وإمّا لإتمام الأغنية إن كان الأمر يتعلق بمدح أو حكمة أو أشعار يتفاخرون بها. وقد يشتد الصراع بين الصفين أو (الريفين) (1) بمصطلح هوارة، إذا تعلق الأمر بهجاء الجماعة كلها أو أحد أفرادها. ولا يمكن للريف الواحد أن يقول أغنيتين متتابعتين، إذْ يحتم عليه أن يفسح المجال للريف الثاني كي يرد عليه بأشعاره المغناة هو الآخر الشيء الذي يخلق تجانسا ونظاما بين الصفين. وعادة ما يبدأ أفراد (هوارة) بهذه الأغنية: الريف (2) الأول: هذا حوران.. هذا حورانْ.. الريف (2) الثاني: ومَّات الكروش ماقدو يلعبُو وقد يبدأون بما يلي: وذلك حسب اختيار كل قبيلة: الريف الأول: واش جابو ياوي للجحادْ.. يا اللي يمانو شريف علاوية تتكرر الأغنية ثلاث أو أربع مرات ثم يعدّيها الريف الثاني بقوله: الريف الثاني: يا أولاد الملك يا الرجالة شادين الكلمة. فيتمم الصف الأول: الريف الأول: الشنعة فكل بلاد. والذي يلاحظ على هذا النوع من الأداء (حوران) أنه لا يسير في معظم أطواره هجاء، بل تظهر فيه بعض الأغاني التي لا تتضمن هجاء بالمرة، لكنها في العمق تدل على أن هناك صراعا ثنائيا بين الريفين وجماعيا بين الأفراد ككل، حيث يأتي الفرد من (الريف الأول) بأغنية، وعلى الذي سيجيبه (من الريف الثاني) أن تكون أغنيته أحسن وأفضل وأجمل مما قاله خصمه. أو على الأقل يظهر على أنه في مستوى إتمام الأغنية التي قالها خصمه، ومن هنا تبرز لنا خاصية أساسية هي أن هذا النوع من الأداء يدل على حذق ووعي تامين بالموقف من جهة وعلى ثقافة شعبية كبيرة من حكم وأمثال ومواعظ، وفي أحوال أخرى إلى النكتة للتقليل من شأن الخصم، الشيء الذي يجعل هذه النصوص من فنِّ (حوران) غير مضبوطة وغير محصورة الأشعار لأنها متجددة باستمرار.