يتوجه الكويتيون إلى صناديق الاقتراع غدا السبت، في إطار انتخابات نيابية مبكرة، لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، وذلك بعد أن ألغت المحكمة الدستورية الانتخابات الأخيرة وقضت ببطلانها، وبرفض الطعن في المرسوم الأميري الذي يغيّر النظام الانتخابي، وأبقت على منح الناخب صوتاً واحداً في الانتخابات، بعد احتجاج قوى المعارضة على تخفيض العدد من أربعة أصوات إلى صوت واحد. ويصل عدد الناخبين في الكويت إلى 439715 ناخبا وناخبة منهم 206096 ناخبا في حين يصل عدد النساء اللائي يحق لهن التصويت 233619 ناخبة. وسيكون على المشاركين في هذه الانتخابات السادسة من نوعها منذ سنة 2006، والثانية في أقل من عام، اختيار 50 نائبا من أصل حوالي 400 مرشحا ضمنهم ثماني نساء. ويعتبر ضعف مشاركة المرأة من حيث عدد الترشيحات من أبرز مفارقات هذه الانتخابات، على اعتبار أن انتخابات 2013 ستكون هي الأقل في عدد ترشحيات النساء منذ أول مشاركة لهن في الانتخابات سنة 2008. وعلى الرغم من أجواء الصيف الحارة بالإضافة إلى تزامن هذه الانتخابات مع شهر رمضان، فإن العديد من الملاحظين الكويتيين يتوقعون ارتفاع نسبة المشاركة بالمقارنة مع الانتخابات التي جرت في دجنبر الماضي، وذلك على الرغم من استمرار بعض القوى السياسية في مقاطعة الانتخابات، من أبرزها المنبر الديمقراطي والتيار التقدمي وكذا تيار الإخوان المسلمين، رغم أن بعض الوجوه البارزة في هذا التيار تدعم بشكل واضح بعض المرشحين المحسوبين على التيار السني. وفي تصريح لمبعوث بيان اليوم، توقع وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح، أن تكون نسبة المشاركة جيدة بالمقارنة مع سابقتها، مشيرا إلى الأمور في المشهد السياسي الكويتي بدت تتضح أكثر، وعزا الوزير ذلك إلى عدة عوامل أهمها، حكم المحكمة الدستورية القاضي بتحصين الصوت الواحد، بالإضافة إلى عودة بعض المرشحين الذين قاطعوا الانتخابات الماضية إلى المشاركة، مما سيساهم في رفع نسبة المشاركة. وأكد الوزير الكويتي، أن دولة الكويت التي استطاعت أن تجتاز مرحلة صعبة في تاريخها، في حاجة إلى الواقعية في العمل السياسي وإلى الاستقرار، مشيرا إلى مرسوم الصوت الواحد الذي أصدره ورسمه الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ثم حصنه القضاء سيساهم في ترسيخ مبادئ الديمقراطية وتعميق أصول الممارسة البرلمانية التي تميزت بها الكويت بين دول المنطقة. وتنشر الأوساط الإعلامية الكويتية يوميا الكثير من الأخبار عن انتشار ظاهرة شراء الأصوات أو ما يعرف بالمال السياسي، لكن وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح قلل من حجم هذه الظاهرة ومن تأثيرها على العملية الانتخابية، وقال في تصريح لبيان اليوم، إن الحالات التي تم ضبطها وتمت إحالتها على القضاء، هي حالات معزولة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر على العملية الانتخابية. وفي السياق ذاته، أكد وكيل (الكاتب العام) وزارة الداخلية اللواء محمود الدوسري في لقاء مع الصحافة بالمركز الإعلامي لانتخابات مجلس الأمة 2013، الذي أقامته وزارة الإعلام بالمناسبة على «المتابعة الصارمة لظاهرة شراء الأصوات وذلك بناء على متابعات وتحريات ومعلومات جادة ودقيقة ووفقا للقيود والضوابط القانونية وليس اعتمادا على الأقاويل المرسلة»، مبرزا أنه «لدى تلقي معلومات معينة حول بعض وقائع شراء الأصوات تقوم أجهزة الأمن بمداهمة الأماكن التي جرت فيها، وقد تم بالفعل ذلك، وجرى تحرير عناصرها المادية وأحيل الأمر برمته إلى النيابة العامة للتحقيق فيه». وأفاد المسؤول الكويتي أن وزارة الداخلية عبأت حوالي 11 ألف رجل أمن لتأمين هذه الانتخابات، موضحا أنه تم تخصيص 2500 رجل أمن لتأمين الصناديق الانتخابية بشكل خاص كما تقرر وقف الإجازات بمختلف أنواعها في شتى الأجهزة الأمنية. ومن جانبه، ذكر وكيل وزارة العدل عبد العزيز الماجد، في ذات اللقاء الصحفي، أن أعضاء السلطة القضائية الذين سيشاركون في العملية الانتخابية يبلغ عددهم 803 من القضاة ووكلاء النيابة بينهم 462 قاضيا بصفة أصلية و341 قاضيا بصفة احتياطية، وأضاف أن الوزارة قامت أيضا بتجهيز 105 مدارس مزودة بكل المستلزمات الضرورية، وأوضح أن هناك تنسيقا مع مختلف القطاعات الحكومية ضمنها وزارة الصحة التي ستوفر أطباء مقيمين في اللجان الانتخابية لمساعدة القضاة والناخبين معا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية قد تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الظل، خاصة وأنه لن يتم إيقاف عملية التصويت خلال فترة الإفطار، على اعتبار أن القانون الانتخابي يحدد موعد الاقتراع من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء، دون إمكانية التغيير أو التمديد. وبهذا الخصوص قال رئيس قسم إدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة جاسم الفودري إن «الوزارة أنشأت حوالي 100 عيادة موزعة على المحافظات الست مقسمة إلى 50 عيادة للرجال ومثلها للنساء مزودة بكادر طبي من فنيي الطوارئ ويتواجد 36 طبيبا في المقرات وما يقارب 30 سيارة إسعاف» مشددا على إن الهيئة التمريضية ستكون متواجدة على مدار 24 ساعة.