الملك يجدد الثقة في الحكومة الحالية ويكلف ابن كيران بتشكيل أغلبية جديدة جدد جلالة الملك الثقة في رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، وكلفه اعتبارا من يوم الاثنين، بتشكيل أغلبية جديدة لترميم حكومته، بعد انسحاب حزب الاستقلال منها. وتوصل جلالة الملك محمد السادس أول أمس الاثنين باستقالات الوزراء الخمسة المنتمون لحزب الاستقلال، كانوا قد قدموها لرئيس الحكومة يوما قبل حلول شهر رمضان الحالي، وقبل جلالة الملك استقالتهم، حسب ما أعلن عنه بلاغ للديوان الملكي. في الوقت الذي بدأ فيه عبد الإله ابن كيران مشاوراته من أجل تشكيل أغلبية جديدة. وأضاف البلاغ الصادر قبيل موعد الإفطار لأول أمس الاثنين أن جلالة الملك طلب الوزراء المستقيلين مواصلة تصريف الأعمال الجارية إلى غاية تعيين الوزراء المكلفين بالقطاعات الوزارية المعنية، وبالتالي تمكين رئيس الحكومة من البدء في مشاوراته بهدف تشكيل أغلبية جديدة. بلاغ الديوان الملكي تزامن مع أول أيام المشاورات التي باشرها رئيس الحكومة لتشكيل تحالف جديد، لتعويض حزب الاستقلال الذي اختار الانسحاب من الحكومة الحالية التي يقودها العدالة والتنمية. وباتت أيام الوزراء الاستقلاليون المستقيلين، معدودة في الحكومة، حيث أصبحوا مجرد «وزراء تصريف الأعمال الجارية»، إلى حين تعيين الوزراء المكلفين بالقطاعات المعنية. وكان رئيس الحكومة قد استهل الجولة الأولى من مشاورات ترميم الأغلبية الحالية، مع رئيس التجمع الوطني للأحرار، ساعات قليلة قبل بلاغ الديوان الملكي، وهو اللقاء الذي اعتبره الكثير من المتتبعين بأنه يؤشر لاستمرار التجربة الحالية، وبداية تحالف جديد يكون التجمع الوطني للأحرار أحد مكوناته، انطلاقا من الرغبة التي عبر عنها المكتب السياسي لهذا الحزب في الانضمام إلى التجربة الحكومية الحالية. وأكدت مصادر وثيقة أن اللقاء الأول بين زعيمي الحزبين مكن من تذويب الخلافات وتقريب وجهات النظر بينهما حول انضمام رفاق مزوار إلى التحالف الحالي الذي يضم، بالإضافة إلى العدالة والتنمية، كل من التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، لتشكيل أغلبية جديدة. وزاد من مبلغ التفاؤل حول مستقبل التجربة الحالية، واستمرار الحكومة الحالية في مهامها إلى نهاية ولايتها، أن جلالة الملك رجح موقف العدالة والتنمية على موقف الاستقلال، ومنح الأول فرصة ثانية لتشكيل أغلبية جديدة، فضلا على أن اللقاء الأول في درب المشاورات بدا روتينيا وسهلا، وقد سبقه رغبة الأحرار في الإسهام في ترميم الأغلبية الحالية. وتشير بعض المصادر إلى أن مزوار سيبلغ المكتب السياسي للحزب بفحوى لقائه مع رئيس الحكومة، والعرض الذي قدمه له للمشاركة فيها، بالرغم من أن الأحرار لم يضعوا أية شروط للانضمام إلى التحالف الحكومي. وعلى ضوء التطورات المتسارعة الأخيرة فإن رئيس الحكومة أمامه فرصة كبيرة لترميم أغلبيته، وتسريع المفاوضات لإنهاء حالة الانتظار التي طبعت الأزمة الحكومية منذ قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة في 11 ماي الماضي. ويواصل عبد الإله ابن كيران مشاوراته مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، على التوالي مع الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري، على أن ينهي الجولة الأولى من هذه المفاوضات في اجل أقصاه نهاية الأسبوع الجاري، قبل أن يبلغ قيادة التحالف بنتائج هذه الجولة، ثم بعد ذلك سيقود مفاوضات مع الحليف الجديد حول هيكلة الحكومة والحقائب المقترحة.