جلالة الملك يحدد التوجهات الرئيسية لمواصلة الإصلاحات ويدعو لاتخاذ قرارات شجاعة في مجال التعليم أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب العرش الموجه إلى الأمة يوم الجمعة الماضي، أن المغرب اعتمد في مساره التنموي على اختيارات صائبة وناجعة تقوم على أربع دعامات أساسية... تتمثل الأولى في قيام الدولة بدورها الاستراتيجي في تحديد الاختيارات الأساسية، والنهوض بالأوراش الكبرى، والتحفيز والتنظيم، وتشجيع المبادرة الحرة، والانفتاح الاقتصادي المضبوط. فيما تكمن الدعامة الثانية في توطيد الصرح الديمقراطي من خلال العمل على ترسيخ دولة القانون، واعتماد إصلاحات حقوقية ومؤسسية عميقة، وتوسيع فضاء الحريات، والممارسة السياسية الناجعة القائمة على القرب والمشاركة. وتقوم الدعامة الثالثة على جعل المواطن في صلب عملية التنمية. أما الدعامة الرابعة، فهي تمكين الاقتصاد الوطني من مقومات التأهيل والإقلاع بتوفير التجهيزات الهيكلية واعتماد مخططات طموحة. ودعا الخطاب الملكي الحكومة والبرلمان وكافة الفاعلين إلى مضاعفة الجهود للتطبيق الأمثل لكل الاستراتيجيات التنموية التي تتمثل الغاية المثلى منها ليس فقط في تحفيز الاستثمار والمبادرة الحرة، وإنما بالأساس، في جني ثمارها الإيجابية على مستوى تحسين ظروف عيش المواطنين، وتوفير فرص الشغل للشباب. في هذا الصدد، دعا الخطاب الملكي إلى اتخاذ قرارات شجاعة، لتحقيق الملاءمة بين التكوين العلمي والمهني والتقني، وبين مستلزمات الاقتصاد العصري، كمقدمة لا محيد عنها لإصلاح النظام التعليمي، الذي يواجه عراقيل ديماغوجية ويستنزف طاقات الدولة ومواهب الفئات الشعبية في أنماط عقيمة من التعليم تنذر بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية، بدل أن يكون قاطرة لها. وبخصوص الوحدة الوطنية والترابية، أكد الخطاب الملكي أن المغرب لن يفرط في شبر من صحرائه، وسيواصل دعم جهود المنظمة الأممية وأمينها العام ومبعوثه الشخصي للمضي قدما في تفعيل الرؤية الطموحة، التي حددها الخطاب الأخير للمسيرة الخضراء بجعل الصحراء المغربية في صدارة الجهوية الموسعة ومواصلة الجهود الدؤوبة للتنمية التضامنية لأقاليمها والحرص على إعادة الهيكلة العميقة للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، مع تكثيف الجهود لرفع الحصار عن المغاربة بمخيمات تندوف.