كاتب مسرحي وسيناريست وناقد، من أهم أعماله الدرامية مسرحية «قاضي حاجة» التي أنتجتها فرقة أكاديما بمراكش من إخراج حسن المشناوي وصورت للقناة الثانية 2M، ومسرحية «قايد القياد الباشا الكلاوي» إنتاج النادي الفني كوميديا والقناة الأولى SNRT إخراج حسن هموش، ومسرحية «رياض العشاق» إنتاج المسرح المفتوح بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس إخراج عبد الصمد دينية، ومسرحية «الروكي بوحمارة» إخراج حسن هموش لفائدة النادي الفني كوميديا.. ثم مسرحية «الجدبة» إنتاج مسرح الحال بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة. ومعظم هذه النصوص منشورة. ساهم في كتابة سيناريوهات لحلقات مجموعة من السلسلات التلفزيونية كسلسلة «طالع هابط» القناة الأولى، «ناس الحومة» القناة الثانية.. ومسلسل «دموع الرجال» إخراج حسن غنجة إنتاج القناة الثانية. وكتب عدة أشرطة تلفزيونية منها «آسفة أبي» و»شهادة ميلاد» «الزمان العاك».. له إسهامات في مجال النقد المسرحي والسينمائي والأدبي ونشر عدة مقالات ودراسات بمختلف المنابر الصحافية الوطنية والعربية.. أما هوارة اليوم فهي المنطقة الواقعة على بعد حوالي 60 كلم من مدينة تارودانت وعلى بعد 40 كلم من أكادير وتسمى (أولاد تايمة). لكن هذا التحديد يتلاشى شيئا ما إذا ما عرفنا على أن المنطقة تمتد بين مجموعة قبائل و (دواوير) ويتكلم أهاليها بالعربية (الدارجة). وما يثير الانتباه هو أن هؤلاء (الهواورة) يقطنون في سوس البربرية لهجة ولغة، فهم محاطون بسكان يتكلمون (تاشلحيت) فكان المزج اللغوي بين اللهجة السوسية البربرية وبين اللغة الهوارية العربية الصحراوية. أو بالأحرى لهجات أخرى، لكن على مرِّ العصور ظلت هذه المنطقة محافظة على العربية كلغة رسمية وأصلية. طبعا لابد وأن يكون هناك تأثير وتأثر مع البربر (الشلوح) على كافة المستويات – التراثية والاقتصادية والاجتماعية والفنية – لكن هذا التأثر والتأثير، لا يصل إلى حد الانفصال الكلي عن مقومات الإنسان الهواري وهويته. ومما جاء على لسان أحد أبناء هوارة: إن اللغة الهوارية الأصلية بقيت محصورة أساسا في بعض المناطق، نذكر على سبيل المثال (احمر – الطالعة – المهادي) حيث لازالت توجد المأثورات الشعبية تغنى بلغة هوارية، لكنها ليست بنفس الشكل الذي عليه الحال في الأماكن سالفة الذكر. وكخلاصة لهذا الجرد التاريخي والجغرافي، تجدر الإشارة إلى قضية في غاية الأهمية وبالغة الخطورة أيضا حيث إن هذا المأثور الشعبي الهواري، أصبح مهددا بالضياع لعدة أسباب نذكر منها: - موت معظم هذا التراث بموت أصحابه اللهم ما بقي منه على الألسنة والشفاه. - عدم الاهتمام بتدوينه حيث لم يلتفت إليه فضاعت بعض أنواعه كما هو الحال بالنسبة لما يعرف عندهم (بحوران) فلم يعد يبق منه إلا ّ الاسم فقط. - دخول بعض الآلات الحديثة حيث أصبح هذا المأثور يفقد رونقه وجماليته مع زمرة الشباب الحاليين، ومحاولتهم لما يسمى بالتجديد فعمدوا إلى حشر كلمات بين الأغاني الأصلية فاختلط الثبر بالتراب. - ظهور موجة الكاسيط ودور التسجيل، وبظهور الأقراص الممغنطة، اليوم، ازداد الأمر خطورة، حيث أصبح كل شيء يوجه للاستثمار فأصبح أهل المنطقة يتسابقون إلى دور التسجيل قصد كسب المال كل منهم يكيف تراثه حسب هواه وحسب ما تمليه عليه ظروف الحاجة والسوق. فكانت الغاية المال والنتيجة : ذوبان التراث. تعدد الظواهر الفنية الشعبية بهوارة: يمكننا أن نحصرها حسب اطلاعنا في ثلاثة: الزواج – المواسم - عاشوراء. 1 - الزواج: خلال الأيام التي يكون فيها الاستعداد للعرس عند كل من أهل العروسين وقبل أيام العرس بقليل )7 أيام( على أكثر تقدير، يأتي الجيران والأهل والأقارب إلى منزل أهل العروس وكل امرأة من )الدوار( تأتي وعلى رأسها طبق قمح أو فول، أو سكر، كل امرأة على قدر استطاعتها، وتضع مؤونتها في وسط الدار، هذه المؤونة عبارة عن كومة من خليط حبوب القمح بمختلف أصنافه والسكر ومحاصيل أخرى، تدس إحدى النساء شيئا في قعر هذه الكومة، قد يكون )دبليج( من النقرة، وقد تكون )رمانة( أو أشياء أخرى، تم تتجمع النساء على شكل دائري حول هذه الكومة، فيعزلن السكر عن القمح وتبقى الحبوب، التي ينقونها من كل الطفيليات. والنساء اللواتي تنقين الحبوب تنشدن أناشيد وأغاني الابتهاج والفرح، وهذه العملية عندهم تسمى )بالتنكية( فتواصلن عملهن على هذه الحال إلى أن تصلن إلى قاع )الكومة( أو وسطها حيث يوجد الشيء المستور )دملج( أو )رمانة( أو....أو.... وما يجب التأكيد عليه هو أن السر لا يكمن في القيمة المادية للشيء الموجود بقدر ما تكمن قيمته في فرحة المرأة العارمة وانعكاس ذلك على نفسيتها وشعورها وإحساسها الداخلي، لأنه قد يكون فأل خير عليها والذي عثرث عليه بمثابة )ساروت الربح( كما تسميه النساء. ذالك أنهن كلهن تنقين وتغنين وفي قرارة نفوسهن إحساس وأمل بالعثور على ما هو مستور بداخل الحبوب, من يدري؟ ربما يمثل هذا بالنسبة لهن باب الحظ أو السعد، خصوصا بالنسبة للفتيات الموجودات بينهن، فقد يكون هذا الشيء بالنسبة لهن مفتاح الأمل والبشرى بالمستقبل السعيد في بيت الزوج المنتظر. وبعد أن تنتهي النساء من عملية )التنكية( هذه، تصبح الحبوب جاهزة للطبخ بكيفية خاصة معروفة عند أهل البادية بالضبط وتسمى )الشرشمة( فتوزع على نساء وأطفال الدوار قسطا قسطا. وتأخذ النساء الحاضرات نصيبهن؛ أما الغائبات منهن فيُرسل نصيبهن إليهن في منازلهن، ونسجل هنا ملاحظة أو مفارقة: وهي أن العملية الأخيرة أو العادة وهي )الشرشمة( التي تستعمل في حفلات الزفاف عند هوارة، تستعمل عند سكان بعض المناطق غير هوارة في اليوم السابع من وضع المرأة حملها لكن بدون العملية الأولى وهي )التنكية( الخاصة بالعروسين، كما هو الحال في الشياظمة بناحية الصويرة على سبيل المثال.