كاتب مسرحي وسيناريست وناقد، من أهم أعماله الدرامية مسرحية «قاضي حاجة» التي أنتجتها فرقة أكاديما بمراكش من إخراج حسن المشناوي وصورت للقناة الثانية 2M، ومسرحية «قايد القياد الباشا الكلاوي» إنتاج النادي الفني كوميديا والقناة الأولى SNRT إخراج حسن هموش، ومسرحية «رياض العشاق» إنتاج المسرح المفتوح بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس إخراج عبد الصمد دينية، ومسرحية «الروكي بوحمارة» إخراج حسن هموش لفائدة النادي الفني كوميديا.. ثم مسرحية «الجدبة» إنتاج مسرح الحال بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة. ومعظم هذه النصوص منشورة. ساهم في كتابة سيناريوهات لحلقات مجموعة من السلسلات التلفزيونية كسلسلة «طالع هابط» القناة الأولى، «ناس الحومة» القناة الثانية.. ومسلسل «دموع الرجال» إخراج حسن غنجة إنتاج القناة الثانية. وكتب عدة أشرطة تلفزيونية منها «آسفة أبي» و»شهادة ميلاد» «الزمان العاك».. له إسهامات في مجال النقد المسرحي والسينمائي والأدبي ونشر عدة مقالات ودراسات بمختلف المنابر الصحافية الوطنية والعربية.. لكن علينا أن نتساءل كيف يصمد هذا التراث أو هذه الثقافة الشعبية أمام (موجة) العصر والمعاصرة. وأمام الموضة الجديدة للتقنية الغازية يقول صالح الدكاني «إن المعاصرة ليست هي الانسلاخ العام عن الجذور أو التوجه كلية إلى الغرب... لكن المعاصرة في أن نحيا تجربتنا الواقعية دون أن نقطع صلتنا بتراثنا الماضي ودون أن ننعزل عن العالم من حولنا» (15) (- جريدة المحرر فاتح يوليوز 1979 الأدب الشعبي والدراسات الشعبية صالح الدكاني). هكذا إذن يتضح أن ثقافتنا الشعبية على الخصوص عاشت بين جدلية الحياة والموت، جدلية الخفاء والظهور إلا أنه مع ذلك لا يجب إغفالها أو تناسيها، لأنها لصيقة بالذات التي أنجبتها وبالواقع الذي أوجدها وبالظروف التي جاءت بها إلى هذا الواقع.. فأن نهمش ثقافة ما، معناه أننا نهمش الإنسان، وأن نقتل ثقافته معناه أننا نسيء إلى هذا الإنسان وتشيؤُه في نفس الوقت. «والخلاصة أن دراسة الإنسان الثقافية، يجب أن لا ينظر إليها في معزل عن الإنسان وواقعه خاصة في زمننا الذي يعرف تسارعا في آليات التغيير وتنوع التبعية وسيطرة منطق الاستهلاك» (16). (- الثقافة العربية – عدد 2 – السنة 1986 إشكاليات الثقافة بالمغرب). هوارة: التاريخ والجغرافية بعدما أتمَّ المسلمون فتح مصر، كان من الطبيعي أن يتابعوا فتوحاتهم ويتجهوا غربا صوب بلاد المغرب، فلم يكد عمرو بن العاص أن يفرغ من فتح الإسكندرية حتى بدأ يعد العدة لفتح برقة (ليبيا)، ويذكر بعض المؤرخين أن برقة لما بلغتهم أخبار انتصارات عمرو بن العاص لمصر، بعثوا إليه قبل أن ينتهي من فتحها رسلا منهم يعرضون عليه فيها دخولهم في الإسلام. وبين أراضي برقة ومصر كانت تقطن قبائل لواثة الشهيرة، كما كانت تسكن واحات الصحراء الليبية: بطون من قبائل هوارة، نفوسة، جرمة، ففتحها عمرو بن العاص دون أن تعترضه القبائل البربرية، وأرسل عقبة بن نافع لفتح الواحات الصحراوية الليبية، ومن هناك كتب القائد الإسلامي إلى الخليفة عمر يهنئه بفتوحات المسلمين. «وهوارة هؤلاء من بطون البرانس باتفاق من نسابة العرب والبربر ولد هوار بن أوريغ بن برنس، إلا ما يزعم بعضهم أنهم من عرب اليمن وعن هؤلاء يزعمون بأن هوارة وصنهاجة ولمطة وكزولة وهكسورة يُعرفُ جميعهم بالبرانس وأن المسور جدهم جميعا... قالوا وولد المثنى بن المسور خبر وولد خبوز بن المثنى ريغ الذي يقال فيه أوريغ بن برنس، ومنه تفرقت قبائل هوارة». قالوا: إنما سميت هوارة لأن المسور لما جال في البلاد ووقع في الأسر قال: «لقد تهورنا هكذا عند نسابة بعض البربر، وعندي والله أعلم هذا الخبر مصنوع، وأن أثر الصنعة باد عليه»(17) (ابن خلدون العبر – ج ن م ق : 282 و 283) أما بطون هوارة فكثيرون، أكثرهم بنو نبه وأوريغ، اشتهر نسبة لشهرة نسبه من بينهم فانتسبوا جميعا إليه. وكان لأوريغ أربعة من الولد: هوار أكبرهم، ومقر، وقلدن ولكل واحد منهم بطون كثيرة، وكلهم ينسبون إلى دوائر. وأما بطون أداسْ بن زحيكْ بن ما دغيسْ الأمراء الذين دخلوا في هوارة فكثر، فمنهم هراغة وترهوتة، وشتاته، وأنداوة ، ومنزونة، وأوطيط، ومنبرة، هؤلاء جميعهم باتفاق من ابن حزم وسابق أصحابه. أما عن مواطنهم: فكانت مواطن الجمهور من هوارة هؤلاء، ومن دخل في نسبهم من إخوانهم البرانس والصُّمغُر (البتر) لأول الفتح بنواحي طرابلس وما يليها من برقة كما ذكره المسعودي والبكري، وكانوا ظواعن وأهلية (18). (ابن خلدون العبر ص 285/286) فمنهم من قطع بلد الرحل إلى القفر – جاوزوا لمطة من قبائل الملثمين فيما يلي بلاد (كوكو) من السودان اتجاه إفريقية ويعرفون بنسبهم «هكارة» قلبت العُجمة واوه كافا. خرج منها عبد الواحد بن يزيد مع عكاشة الغزازي على حنظلة – فكانت بينهما وبينه حروب شديدة – هزمهما (حنظلة) على إثرها وقتلها سنة 124ه. أيام هشام بن عبد الملك، وخرج على يزيد بن حاتم سنة 156ه منهم يحي بن قانون، وزحف إليه قائد طرابلس (عبد الله بن السمط الكندي)على شاطئ البحر، فانهزم وقتل عامة هوارة (3) (ابن خلدون/ العبر 286.) وكان منهم مع عبد الرحمان بن حبيب (مجاهدين مسلم) من قواده، ثم أجاز منهم إلى الأندلس مع طارق بن زياد رجالات من كوردن واستقروا هنالك... ثم ثارت هوارة من جديد على إبراهيم بن الأغلب سنة 196ه وحاصروا طرابلس وافتتحوها فخربوها.