تابع الوفد البرلماني المغربي جولته في دول أمريكا الوسطى، وكانت غواتيمالا المحطة الثانية لأعضاء الوفد بعد دولة المكسيك، حيث التقى الوفد، الذي كان مرفوقا بسفير المغرب بغواتيمالا السيد محمود الرميقي، بمسؤولي البرلمان الجهوي Parlacenوهو تكتل برلماني جهوي لدول أمريكا الوسطى يضم في عضويته 20 نائبا برلمانيا عن كل دولة من الدول الست العضو وهي: السالفادور، غواتيمالا، الهندوراس، نيكاراغوا، باناما وجمهورية الدومنيكان. ويسعى البارلسان إلى اندماج إقليمي على المستويين السياسي والاقتصادي للدول الأعضاء، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإقرار السلم في بعض الدول التي عرفت أو تعرف حروبا أهلية. وتناولت المحادثات بين الطرفين قضايا مختلفة أهمها التطورات التي يشهدها المغرب في سياق إقليمي مضطرب والوضع الحقوقي بالمغرب، حيث قدم أعضاء الوفد البرلماني المغربي لمحة عن أهم الأوراش الكبرى للإصلاحات التي انخرط فيها المغرب والتي تدبر بحكمة سياسية في إطار الانتقال الديمقراطي الذي يعيشه المغرب. كما ذكروا بالانتخابات السابقة لأوانها والحكومة التي يقودها لأول مرة حزب معارض، ما يعطي لمفهوم التناوب الديمقراطي على الحكم دلالة حقيقية، كما أعطت الرفيقة شرفات أفيلال، نائبة رئيس مجلس النواب ورئيسة الوفد، لمحة عن أهم المكتسبات التي حصلت عليها المرأة المغربية كجزء من أهم الأوراش التي أفرزتها دينامية التغيير التي يشهدها المغرب سواء على المستوى السياسي أو الحقوقي أو الاجتماعي، والتي توجت بإقرار دستوري لمبدأ المساواة والسعي إلى المناصفة ما يجب اليوم تفعيله وأجرأته. بدورهم أكد أعضاء البرلمان الجهوي إعجابهم بالتطور الهادئ والمهم الذي يعرفه المغرب واهتمام الدول الأعضاء بدعوة المغرب للانخراط بهذا التكتل كعضو ملاحظ على غرار بعض الدول الصديقة كالولايات المتحدة والتايوان. بعد ذلك كان لأعضاء الوفد، الذي كان طيلة الزيارة مرفوقا بسفير المغرب بغواتيمالا، لقاء بمجلس النواب الغواتيمالي حيث استقبل من طرف رئيس لجنة العلاقات الخارجية الذي كان مرفوقا أيضا برئيس لجنة الهجرة ورئيس لجنة المالية، وأكد الجانبان على عمق العلاقات بين البلدين كما جددوا الدعوة لتفعيل وتنشيط لجن الصداقة بين المؤسستين. وقدمت النائبة شرفات أفيلال رئيسة الوفد دعوة رسمية باسم رئيس مجلس النواب المغربي إلى رئيس مجلس النواب بغواتيمالا لزيارة المغرب من أجل التوقيع على عقدة الشراكة والتعاون بين البرلمانين. واختتم الوفد زيارته إلى غواتيمالا بلقاء رسمي مع نائب وزير الخارجية الغواتيمالي حيث جدد أعضاء الوفد البرلماني المغربي عزمهم على تطوير وتمتين العلاقات بين البلدين، خاصة بعد أن عمد المغرب مؤخراً على فتح سفارة له بدولة غواتيمالا نظرا للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، كما نوه أعضاء الوفد بالموقف الدائم لدولة غواتيمالا والداعم لقضيتنا الوطنية ونوهوا أيضا بدعم غواتيمالا للمغرب أثناء انتخاب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي في شخص السيد عبد الواحد الراضي. من جانبه أكد السيد نائب وزير الخارجية الغواتيمالي إعجابه بالتطور الديمقراطي والانفتاح السياسي الحاصل في المغرب وما رئاسة امرأة لوفد برلماني إلا دليل على عمق الانفتاح والتطور الحقوقي بالمغرب، كما جدد دعوته لتطوير العلاقات الديبلوماسية بين البلدين ووجه دعوة للسفير المغربي لإلقاء محاضرة حول قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي داخل مقر وزارة الخارجية بحضور رئيس مجلس النواب المغربي للاطلاع أكثر على مستجدات القضية الوطنية، كما قدم الشكر الجزيل لوزارة الخارجية المغربية على الدعم الذي تخصصه سنويا عبر تقديم منح دراسية لبعض الطلبة الغواتماليين.