تحسن واعد في المؤشرات الصحية عبر العالم أفاد تقرير أممي بأن البلدان حققت تقدما كبيرا في اتجاه بلوغ أهداف الألفية الثمانية من أجل التنمية بحلول 2015، وأن الأهداف التي لم يتم تحقيقها ما تزال في متناول اليد، شريطة أن تضاعف البلدان المعنية بهذا الخصوص جهودها. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقديم هذا التقرير الذي تم تعميمه أول أمس الاثنين، أنه وعلى مدى هذه العشرية من الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، "علمنا أن الجهود الإنمائية الدولية، عندما تكون هادفة، يمكن أن تحدث فرقا". وفي هذا الصدد، شدد بان كي مون على مضاعفة الجهود لتجاوز الفجوات التنموية، مشيرا إلى أن "الوقت قد حان لتكثيف جهودنا لبناء عالم أكثر عدلا ومستقبل آمن ومستدام للجميع". وتسعى الأهداف الإنمائية للألفية، التي تم الاتفاق عليها في قمة للأمم المتحدة خلال 2000، إلى الحد من الفقر، ونشر التعليم، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان صحة الأم والطفل، والحفاظ على البيئة، ومكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وتعزيز شراكة عالمية من أجل التنمية. ومن الأهداف التي تم تحقيقها تلك المتمثلة في التقليص إلى النصف عدد من يعيشون في فقر مدقع، وتحسين شروط الحصول على الماء الصالح للشرب لأكثر من ملياري شخص. وسجل التقرير أن البلدان المعنية بهذه الأهداف حققت أيضا تقدما كبيرا على المستوى الصحي، وتقترب من بلوغ مضامين هذا الهدف بالكامل بحلول 2015، موضحا أن هذه الأهداف تتمثل في الحد من نسبة الوفيات الناجمة عن الملاريا والسل، وأيضا الحيلولة دون انتشار الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة. وأشار المصدر ذاته إلى أن ما بين عامي 2000 و2010 تراجع معدل الوفيات الناجمة عن الملاريا بنسبة تجاوزت 25 في المائة، ما مكن من تفادي 1.1 مليون حالة وفاة بالمرض، فيما حصل 51 مليون مريض بالسل، ما بين عامي 1995 و2011، على العلاج المناسب ما سمح بإنقاذ حياة 20 مليون شخص. وفي ما يتعلق بفيروس نقص المناعة المكتسبة، سجل التقرير تراجع الإصابات الجديدة وتلقي 8 ملايين، من بين 34 مليون شخص مصاب بالمرض، العلاج المضاد للفيروسات، مشيرا إلى أن من شأن استمرار هذه الوتيرة أن تضمن على نطاق واسع أو شامل إمكانية الحصول على علاجات مماثلة. ومن بين الأهداف الأخرى التي تم على صعيدها تحقيق نتائج ملموسة، استحضر التقرير التراجع المسجل في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية وأيضا عدد من يعيشون في أحياء الصفيح، موضحا أنه ما بين 2000 و2010 تمكن أكثر من 200 مليون نسمة من الاستفادة من تحسين شروط الوصول إلى المياه ومرافق الصرف الصحي، ومن سكن أكثر استدامة، على نحو تجاوز بكثير هدف 100 مليون المحددة ضمن الأهداف الإنمائية للألفية. وبالرغم من هذه النتائج الإيجابية، لا تزال البلدان المعنية بهذه الأهداف الإنمائية بعيدة عن تحقيق أهداف أخرى، مثل تلك المتعلقة بصحة الأم وتعميم التعليم وزيادة فرص الحصول على خدمات الصرف الصحي وتحقيق المساواة بين الجنسين.