فلسطين تواصل احتفالها بعساف الذي خرج من حواري المخيم لاجئا ويعود نجما للعرب بعد فوزه ب «أراب أيدول» تواصلت الاحتفالات خلال الأيام الماضية في الأراضي الفلسطينية بمناسبة فوز النجم الفلسطيني محمد عساف نهاية بلقب «أراب أيدول»، في حين وزع المعجبون به الحلوى والمثلجات على المواطنين فرحا بالفوز الذي دفع الفلسطينيين للسهر حتى ساعات الفجر، احتفالا بالمناسبة. وفيما عمت الفرحة الضفة الغربية وقطاع غزة ابتهاجا بفوز عساف الذي ترافق مع احتفالات شعبية وإطلاق المفرقعات النارية وإطلاق العنان لأبواق المركبات التي بددت سكون الليل الفلسطيني احتفالا بالفوز، استطاع ذلك الفنان استقطاب حركة حماس الإسلامية لتهنئته بالفوز من خلال سجدته التي سجدها على مسرح أراب أيدول بعد إعلان فوزه شكرا لله عز وجل، حيث بادر النائب يحيى موسى عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية التابعة لحركة حماس، إلى توجيه التحية له بمناسبة فوزه بلقب البرنامج. وتعرض موسى لانتقادات شديدة وتعليقات لاذعة على صفحته على الفيسبوك، بعد أن أدلى بتصريحه حول تهنئته بفوز عساف، كونه نائبا في التشريعي وقياديا في حركة حماس. وينتظر الغزيون الذين ظلوا يحتفلون بحصول عساف على اللقب الكبير وصوله ، للعودة مجددا لإقامة احتفالات الفوز بحضور النجم باللقب الغالي، والتي ستكون بدايتها لحظة دخوله القطاع من بوابة معبر رفح البري. فعلى وقع فوز النجم عساف ظل سكان القطاع حيث مسقط رأسه في أحد مخيمات اللاجئين في منطقة الجنوب، يحتفلون بالفوز الكبير بفارق الأصوات الشاسع عن أقرب منافسيه. في مشهد أظهر شغف الغزيين بالفرحة في ظل حياة مريرة يعيشونها بسبب الحصار والحرب والانقسام السياسي. فالشاب محمد عساف اللاجئ الذي تقطن عائلته مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، سيعود هذه المرة للمخيم الذي تركه قبل أكثر من شهرين نجما كبيرا يعرفه كل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وسيكون بإمكانه الحديث عن مشاكل اللاجئين الفلسطينيين بشكل كبير في ظل تنكر إسرائيل كدولة احتلال لحقوقهم، بعد أن اختارته فور فوزه على الفور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» سفيرا للنوايا الحسنة للشباب. وبهذا الشأن «تطمح الأونروا بان يساهم عساف في التعريف بها بشكل أكبر، ورفع اسمها، حيث لا يعرفها الكثير في العالم»، هكذا يقول السيد روبرت تيرنر مدير عمليات «الأونروا» في غزة. وستبحث «الأونروا» بحسب ما أبلغ تيرنر وضع خطة لعمل النجم الفلسطيني الشاب، وحين سألته «القدس العربي» إن كان قد صوت لعساف، رد مبتسما بالإيجاب. وأثر النجم الفلسطيني كثيرا بمحبيه وبسكان فلسطين عامة حين أهدى فوزه والدموع تفيض من عينيه للشهداء والجرحى، والأسرى في سجون الاحتلال. ويقول نشطاء من الشبان عملوا كثيرا لفوز النجم عساف، أن حملاتهم خاصة في غزة أثمرت عن إيصال نحو ثمانية ملايين رسالة نصية قصيرة دعمته، كان لها الأثر الكبيرة في فوزه. ومنح الرئيس عباس النجم عساف لقب سفير للنوايا الحسنة، مع كل المزايا الدبلوماسية، وسلمه القرار نجل الرئيس عباس وسفير فلسطين بلبنان أشرف دبور، بحضور وزير الثقافة أنور أبو عيشة، ورجل الأعمال منيب المصري. وسيسهل الجواز الدبلوماسي الجديد لعساف حرية التنقل والسفر من وإلى غزة، وخلال تنقلاته بين الدول العربية، في ظل ما واجهه من معوقات في السفر، كادت أن تحرمه من المثول أمام لجنة التحكيم لتختاره ضمن المشاركين. بعد الفوز وصف الرئيس الفلسطيني عساف بأنه مثال لقدرة الشباب الفلسطيني على الإبداع والتميز، إذا ما أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن معاناة شعبهم. وفيما تداول النشطاء الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد بان عساف استطاع أن يوحد الفلسطينيين في غنائه اقترحوا – من باب التندر- أن يكلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة التوافق الوطني خاصة بعد استقالة الدكتور رامي الحمد الله وقبلها الرئيس الفلسطيني وكلفه بتسيير الإعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. واعتبرت حركة فتح فوز عساف في برنامج أراب أيدول عرساً فلسطينياً عربياً بامتياز، ورسالة حب وسلام من فلسطين، من مخيماتها وأزقتها وربوعها وسهولها إلى شعوب الأرض قاطبةً. وكان الفنان ومقدم برنامج عرب أيدول أحمد فهمي صرح بان عساف حصد أكثر من 60 مليون صوت بفارق شاسع عن اقرب منافسيه احمد جمال وفرح يوسف في البرنامج. ويعد محمد عساف أول فلسطيني يفوز بلقب «أراب أيدول»، وهو من مواليد ليبيا لأبوين من اللاجئين الفلسطينيين. وعندما بلغ الرابعة من عمره، عاد مع عائلته إلى غزة حيث نشأ وترعرع في مخيم خان يونس للاجئين في القطاع. وكان عساف قد وصف نفسه بأنه «إبن فلسطين» وأيضا «إبن الأونروا»، حيث أن والدته تعمل مدرسة لدى الأونروا، وهو نفسه تلقى تعليمه في مدارس الأونروا.