في حدث فلسطيني سعيد، لا يتكرر كثيرا في حياة شعب يعاني من الاحتلال والانقسام، نظم آلاف الفلسطينيين مساء أمس السبت احتفالات في قطاع غزة والضفة الغربية؛ ابتهاجا بفوز المتسابق الفلسطيني محمد عساف بالمركز الأول في برنامج "أراب أيدول" (محبوب العرب) للمواهب الغنائية الشابة، الذي تبثه قناة "mbc" السعودية. وأعلنت القناة مساء أمس عن فوز "عساف" بلقب "آراب أيدول" في الموسم الثاني من البرنامج بعد شهور من التحضيرات والتمرينات والمنافسات مع متسابقين من مختلف الدول العربية. وإضافة إلى "عساف"، تبارى في الحلقة النهائية من برنامج "أراب آيدول" كلا من السورية فرح يوسف، والمصري أحمد جمال. وجابت مسيرات محمولة على سيارات الكثير من شوارع مدن غزة والضفة؛ احتفاءً بفوز "عساف"، وأطلق محتفلون الألعاب النارية في السماء، ورفعوا أعلام فلسطين وصورا ل"عساف". وهذه إحدى المناسبات القليلة التي تتوحد فيها غزة والضفة المنقسمتين منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في يونيو/ حزيران 2007. وفي القدس، علت أصوات الألعاب النارية في محيط البلدة القديمة وطافت المسيرات المحمولة بالمركبات شوارع وأحياء المدينة وخاصة في بيت حنينا حيث رفع المقدسيون الأعلام الفلسطينية وصور محمد عساف وهتفوا له وسمعت أصوات السماعات تردد أغاني محمد عساف وخاصة أغنية "علي الكوفية". وقام عدد من الشبان بالرقص وسط الشوارع وهم يهتفون فرحا بفوز عساف ولوحظت الفرحة بشكل كبير على وجوه المشاركين اللذين اندفعوا بالمئات للشوارع في منتصف الليل. وعقب إعلان النتيجة، توجه "عساف" بالتحية إلى "من صوّت له والشعب الفلسطيني المناضل". وأهدى فوزه باللقب إلى "أرواح الشهداء والأسرى والجرحى وكلّ الشعب الفلسطيني والعالم العربي وإلى كلّ إنسان حرّ". كما قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس منحه درجة سفير نوايا حسنة وجواز دبلوماسي ولفه بالعلم الفلسطيني عند عودته للبلاد. ويقطن الفلسطيني "عساف" في مخيم خانيونس للاجئين جنوبي قطاع غزة، ويبلغ من العمر 23 سنة، ويدرس الصحافة في إحدى جامعات غزة.