عبر هتافات الفرح والألعاب النارية احتفل آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد بفوز الشاب محمد عساف بمسابقة "آرب أيدول" الشهيرة لاكتشاف المواهب الغنائية. ورغم معاناة الشعب الفلسطيني والانقسام الداخلي الذي يواجهه منذ عام 2007 بسبب الخلاف بين حركتي فتح التي تسيطر على الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة، اتحد الفلسطينيون على دعم عساف والتصويت له خلال مشواره بالبرنامج الذي كلله الليلة الماضية بالتتويج باللقب ليصبح أول فسطيني يفوز ب"آرب أيدول" وببرنامج من هذا النوع بشكل عام. وبرز عساف منذ دخوله اختبارات الأداء في "آرب أيدول"، حيث قدم اختباره في مصر قادما من غزة، وكان إعجاب لجنة التحكيم بصوته يزداد على مدار حلقات برنامج، كما حظي بإعجاب الضيوف من الفنانين. وتفوق عساف في النهائي على المصري أحمد جمال والسورية فرح يوسف. وفي نهائي "آرب آيدول" الذي أقيم بالعاصمة اللبنانية بيروت السبت، شكر عساف معجبيه في حوار مسجل قائلا "شكري على دعمكم لن يكون كافيا أبدا". وتلقى عساف (23 عاما)، الذي نشأ في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيينبغزة، خلال الأسابيع الأخيرة اتصالات دعم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسئولين فلسطينيين، حضر بعضهم حفلات "آرب أيدول" في بيروت لتشجيع الفنان الصاعد. وعن هذا الأمر أكد عساف "حضورهم منحني طاقة أكبر للتقدم والغناء بشكل أفضل وتمثيل فلسطين في أجمل صورها". وعقب إعلان فوز عساف الليلة الماضيو، أعلن "آرب أيدول" أن الرئيس محمود عباس منحه لقب سفير النوايا الحسنة مع كل المزايا الدبلوماسية، حيث سلمه القرار نجل الرئيس ياسر عباس وسفير فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، بحضور وزير الثقافة أنور أبو عيشة، ورجل الأعمال منيب المصري. وذكرت وكالة (معا) الفلسطينية اليوم أن عباس هنأ أبناء فلسطين بفوز عساف. ووجه الرئيس رسالة للمناسبة قال فيها "أهنئ الفنان المبدع محمد عساف، وأهنئ شعبنا بابنه البار الذي استطاع بفنه ومحبته لوطنه أن ينقل رسالة الشعب الفلسطيني إلى الأمة العربية، بأن هذا الشعب ورغم الاحتلال والمعاناة، فإنه متمسك بحب الحياة، وسيستمر في ممارسة حياته مبدعا ومنتجا يؤمن بالغد وبأنه لن تحول كل العقبات دون تحقيق الإنجازات والإبداع". وكان برنامج "آرب أيدول" قد أعلن عقب فوز عساف أن وكالة الاممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) عينت الشاب الفلسطيني ليكون أول سفير إقليمي للأونروا للشباب للاجئي فلسطين. ولدى قبوله المنصب، قال عساف "إنه لشرف كبير لي أن أصبح سفيرا للاجئين الفسطينيين. إن كل الذكريات الطيبة التي أحملها من مدرسة الأونروا في خان يونس بقطاع غزة حيث أتيحت لي الفرصة لأن أدرس وأنمو، لا تزال حية. وإن كوني لاجئا يجعلني قادرا على أن أتفهم بشكل أفضل من غيري التحديات التي تواجهنا والفرص المتاحة أمامنا. إنني ملتزم بتقديم أقصى ما لدي لمساعدة الأونروا على النجاح في تزويد الشباب اليافع مثلي بنفس الفرص التي أتيحت لي"، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للوكالة. ومن المقرر أن يعود عساف إلى غزة خلال الايام المقبلة، كما ينتظر أن يحيي ثلاث حفلات في الضفة الغربية.