أفضل انجاح العمل ولو على حساب راحتي قال محمد فاخر مدرب فريق الرجاء البيضاوي، إن الموسم المنصرم كان شاقا وصعبا على صعيد التنافس، بعدما ظهر الفريق الأخضر مرشحا فوق العادة لانتزاع اللقب، مشيرا أن العمل بفريق من حجم الرجاء لا يسمح له شخصيا بالراحة في ظل التحضير للموسم الجديد. وأضاف فاخر في حوار مع «بيان اليوم» قبيل السفر إلى المجر للدخول في معسكر إعدادي، أن اختيار هنغاريا يأتي ثمرة اتفاقية تعاون مع أحد الأندية الهنغارية التي يشرف عليها نجل مدرب سابق للرجاء، وسيمتد ما بين 11 أو 12 يوما تتخلله لقاءات ودية هناك قبل العودة للمغرب. وكشف فاخر أن جميع اللاعبين سيلتحقون بمعسكر المجر، ومن بينهم اللاعبون الجدد، وأيضا ديوكوندا بعد وصوله للمغرب، (باستثناء الملتحقين بمعسكر المنتخب المحلي)، مشيرا إلى برنامج غني باللقاءات الودية للفريق الأخضر مع أندية أجنبية وتونسية ومصرية ومغربية. هل استفدت من عطلة واستفدت منها للراحة ولو نسبيا؟ أعتقد أنه من الصعب الخضوع للراحة في عطلة عندما يتعلق الأمر بمسؤولية تأطير فريق كبير في حجم الرجاء. فعند انتهاء الموسم الرياضي كان لابد من قراءة الحصيلة وتحضير تقارير، حيث أن ثلاثة أسابيع غير كافية لوضع الحصاد في الميزان والعمل على التهييء للموسم الجديد ثم الاستفادة من الراحة. دخول الموسم الجديد يفرض الانتباه إلى ما ينقص الفريق بشريا ثم التواصل مع اللاعبين في فترات طويلة بالنسبة للجدد والذين تم فسخ عقودهم لأن إنهاء الارتباط يفرض توفير حقوق الطرفين، وينبغي أن لا ننسى أننا في بداية الاحتراف ونسعى جميعا للتأقلم مع قوانينه، ولا وقت للراحة ما دمنا نعمل من أجل إنجاح الموسم الجديد. فترة الاستراحة نشتغل فيها ونضع أسس الموسم، وهذا على حساب الوقت والصحة إضافة إلى العائلة، وأحيانا أغيب عن أبنائي وقتا طويلا بسبب التزامات التحضير وتفادي ما قد يفاجئنا في مسار الموسم. في هذه السنة سننافس على عدة جبهات. هناك البطولة الاحترافية التي يمكننا الفوز بلقبها للمشاركة في كأس العالم للأندية التي ستقام في المغرب مرة ثانية في الموسم الموالي، وهناك كأس العرش وعصبة الأبطال الإفريقية وكأس العالم، وليس سهلا تحضير فريق متكامل يسجل حضورا محترما في هذه المواعيد، ولذلك لابد من التضحية رفقة المسيرين، وأفضل إنجاح العمل ولو على حساب راحتي، فهذا يريحني خلال الموسم حيث أكون قد أعددت الفريق. يبدو أن الموسم كان شاقا ومتعبا؟ أعلنت عند بداية الموسم الأخير أنني أتحمل مسؤوليتي، وقلت أنا المسؤول عن النتيجة حتى وإن كانت سلبية. لقد استقطبنا لاعبين على مسؤوليتي، والحمد لله كانت العملية جيدة بالرغم من جمع تركيبة بشرية ضمت لاعبين كانوا متميزين في فرقهم، قضينا سنة بدون عناء ولا مشاكل وذلك بفضل التواصل بيننا في العمل. لم يكن الموسم سهلا في مدار التنافس لأن فريقنا ظهر مرشحا فوق العادة لانتزاع اللقب، مما جعل الأمر صعبا علينا جميعا، على اللاعبين والطاقم التقني والمسيرين، فكل المباريات صعبة ولمسنا أن فرقا اعتبرت لقاء الرجاء لقاء السنة، ونشكر اللاعبين والجمهور الذي دعمنا بقوة ومكننا من الانتصار في بعض المباريات في آخر الأنفاس، وكسبنا الازدواجية جميعا. لماذا اخترتم هنغاريا محطة للتحضير؟ في الموسم الأخير زارنا ابن المدرب بول أوروتز الذي سبق أن درب فريقي الرجاء والدفاع الحسني الجديدي. بول أوروتز أشرف على تدريب الرجاء في الفترة ما بين 1970 و1972، وهو الذي أطر جيلا في الفريق وجهزه لينطلق في حصد الألقاب بداية من سنة 1974، ومن بين اللاعبين آنذاك ظلمي، جواد، بكار، عبد الرزاق فاخر، آيت الرامي، فتحي، العرابي وغيرهم. ابن هذا المدرب مكلف حاليا بناد في هنغاريا وحل بالمغرب ليزور الفرق المغربية التي دربها والده، استقبلناه ومعه سفير هنغاريا بالمغرب، فبدوره وجه الدعوة لرئيس الرجاء، حيث اقترح توقيع اتفاقية بين الطرفين، وبداية ثمارها أن يستفيد فريق الرجاء من تجمع تدريبي بهنغاريا على حساب النادي هناك، وفي فترة مقبلة سنقوم باستضافة الفريق الهنغاري في دجنبر أو يناير، وحتى سفير هنغاريا ساهم في العملية بتسهيل الحصول على التأشيرة بالنسبة لجميع عناصر الرجاء، وهذا هام جدا، فلو برمجنا تجمعا في دولة أخرى بدون اتفاقية لعانينا الكثير. ما هي المدة المبرمجة في هنغاريا؟ مدة التجمع التدريبي في هنغاريا بين إحدى عشر أو اثني عشر يوم قبل شهر رمضان، وبذلك فضلنا الانطلاق في هذه الفترة بتداريب مكثفة. فبعد تجمع هنغاريا سندخل في برنامج آخر تتخلله لقاءات ودية، وأتمنى أن ينطلق الموسم بمباريات البطولة لأن الجامعة هي المشرفة على أنشطة كرة القدم وتعمل من أجل استقرار الفرق، وبذلك فدخول الموسم بإقصائيات الكأس قد يحدث تصدعا لأن فرقا تبدأ بالتعثر والإقصاء مما يؤثر سلبا على الجمهور والمسيرين، فمن الأليق دخول الموسم بمنافسات البطولة وبعد دورات تبرمج الجامعة إقصائيات الكأس، وأتمنى أن ينتبه مسؤولو الجامعة لهذه الإشارة! ماذا عن التركيبة البشرية لفريق الرجاء؟ وهل من جديد؟ قيل الكثير عن الانتقالات في فريق الرجاء، والحقيقة أن جميع اللاعبين يشاركون في تجمع هنغاريا وضمنهم جدد من بينهم إدريسا كوليبالي، عصام الراقي، ويمكن أن يلتحق بنا في بداية الأسبوع القادم اللاعب ديوكوندا لاعب فريق مازيمي عندما يحل بالدار البيضاء، وبعد يومين سيلتحق بالرجاء في هنغاريا، فاللاعبون على استعداد لاستئناف المسار. هل رخصتم لبعض اللاعبين بالانتقال؟ لاعب واحد اختار فسخ العقد الذي يربطه بالرجاء وباقي اللاعبين يشاركون في تجمع هنغاريا. الرجاء يشارك للمرة الثانية في كأس العالم للأندية وهذه النسخة في المغرب، ما رأيك؟ إننا محظوظون بإقامة كأس العالم للأندية في المغرب، وهذه التظاهرة تخول للنادي البطل بالبلد المضيف المشاركة بالمسابقة، والرجاء تشارك للمرة الثانية في كأس العالم، وهذا ليس سهلا لأن الفرق التي خاضت هذا الحدث العالمي عددها قليل، والمشاركة مفخرة لكل رجاوي ومغربي، وأتمنى من الله أن نقدم عروضا جيدة ونكون في مستوى طموح جماهيرنا الرجاوية والجماهير المغربية. المدرب الذي يحرز الألقاب يجتهد أكثر عقب كل إنجاز، كيف تعيش هذا المسار؟ لابد من الصبر والتضحية لتحقيق الإيجابيات وإنجاح الموسم والتضحية على حساب العائلة في فترة العطلة السنوية وعلى حساب الصحة، وهناك عقد مع المكتب المسير يحدد الحق والواجب للطرفين، وعقد أكبر ومعنوي مع الجمهور، جمهور طموح وشغوف، ولذلك نقوم بعمل مضن ونجتهد لكسب الإيجابيات، فنحن ندرك ما ينتظرنا كما نعلم أن السنة لن تكون سهلة لأن جميع الأندية تتهيأ لتكون أقوى، الوداد البيضاوي، الجيش الملكي، الفتح الرباطي، المغرب التطواني، المغرب الفاسي وغيرهم ممن سيتنافسون من أجل اللقب. المدرب الذي يسعى لإنجاح عمله عليه أن لا يخطئ في ثلاثة أشياء .. أولا: الفريق الذي سيشتغل معه (يعرف أين يضع رجليه) وأن لا يتحمل المسؤولية بسرعة وأن ينسى الجانب المالي. ثانيا: أن لا يهمل التركيبة البشرية ويعمل على تقويتها بلاعبين مميزين لأنهم أدوات العمل. ثالثا: التحضير الجيد بحصص مكثفة هادفة ولقاءات ودية توفر الانسجام والتناغم وسط المجموعة، ومن أهمل هذه النقاط الثلاثة سوف يعاني الكثير في الموسم الرياضي. ما هي رسالة محمد فاخر لجمهور الرجاء؟ أتمنى أن يكون جمهورنا في نفس الاستعداد الذي كان عليه في الموسم الماضي، بنفس التشجيع والدعم لأن ذلك يقوي حظوظنا في إنجاح الموسم، وما سيشجعنا أن هناك مشروع برنامج تتخلله لقاءات ودية، حيث سنجري مباراتين مع الفريق الذي يستقبلنا في هنغاريا وفي يوم 19 يوليوز نواجه فريق نيس ثم نادي بوكا جونيور (ننتظر جوابه) ونادي إسبانيول برشلونة الإسباني، وفريق مغاربي (إما الصفاقسي أو النادي الإفريقي أو الترجي أو نجم الساحل)، إضافة الى مواجهة فرق مصرية (الإسماعيلي أو الأهلي)، وفرق وطنية في المغرب وبرنامجنا مكثف، نتمنى أن ننجزه بنسبة كبيرة ويساعدنا على التهيؤ بشكل جيد.