مهرجانا بيلماون وإمعشار بإنزكان وتيزنيت في حاجة إلى تصنيفهما كتراث وطني لا مادي أكد الباحث المغربي أحمد بومزكو، مؤخرا بإنزكان، أن الرهان حاليا ينصب على العمل على تصنيف طقوس بيلماون وإمعشار وغيرها من التعبيرات الفرجوية الكرنفالية التي تزخر بها منطقة سوس كتراث وطني لا مادي في أفق الدفاع عنها ضمن ملف واحد لدى منظمة اليونسكو. وأوضح بومزكو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال يوم دراسي حول «بيلماون: تراث في خدمة التنمية» نظمته اللجنة الإقليمية لكرنفال بلماون بودماون اليوم بإنزكان، أن هذا الرهان « يستدعي إنشاء خلايا للتفكير والدفاع عن الملف، وحينها سنشتغل على ترشيح هذين النشاطين في إطار ملف واحد». وشدد المتحدث على كون الدفاع عن مثل هكذا ملف لدى منظمة اليونسكو «يستدعي عملا شاقا والتزامات كبيرة في أفق أن تكون تظاهرتا بيلماون وإمعشار موعدين سنويين متميزين لمدينتي إنزكان وتيزنيت بما يجعل منهما وجهة سياحية على المستوى الوطني». وبعدما ذكر أن من معايير تصنيف طقس أو شكل تراثي معين كتراث إنساني لامادي لدى هيئة دولية مثل اليونسكو الاستجابة إلى شرط الانفتاح على الثقافات الأخرى ضمن معيار التسامح، شدد على أن مهرجان إمعشار بتيزنيت استطاع أن يراكم تجربة معتبرة في انفتاحه على الثقافات المتوسطية بفضل مشاركته في فعاليات مهرجان مماثل بالناضور، فضلا عن سعيه للتأسيس لمشروع ثقافي مع جزر الكناري في إطار العلاقات التي تربط هذه المنطقة الإسبانية بجهة سوس ماسة درعة. وبشأن الصمود التاريخي الذي أبان عنه هذان الطقسان بكل من إنزكان وتيزنيت وغيرهما لاسيما في سياق تبنيه من قبل عدد من الجمعيات الموضوعاتية التي تنتصر لقضايا الهوية المحلية، أفاد بأن «الناس والشباب يعون بأن مستقبل هاتين المدينتين يرتبط حتما بالالتفات لهذا التراث ووضعه في إطار تنظيمي ممأسس يتجاوز ما طبعه من عفوية وتلقائية خلال العقود الأخيرة». واعتبر بومزكو أن الأشكال الفرجوية التي تزخر بها مدينة تيزنيت تحديدا من قبيل «إمعشار» أو السماع الصوفي النسوي الذي يسمى محليا ب «أكراو» هي ما يمثل قوة المدينة وشخصيتها إلى جانب ما تختزنه المدينة العتيقة من جاذبية ورصيد حضاري ليس أقلها كونها قد غدت اليوم عاصمة للصناعة الفضية على المستوى الوطني. وقال إن مدينة تيزنيت، التي تدرك جيدا أنها لن تتطور بالمراهنة على المناطق الصناعية بحكم قربها من أكادير عاصمة الجهة، ما انفكت تبحث عن تعبئة طاقاتها الذاتية لتكون منطقة جذب للسياحة الوطنية والخارجية لاسيما عبر تثمين تراثها وغناها التراثي، مشيرا إلى أن هذا الانشغال بالذات هو ما جعل تيزنيت تخصص أشغال جامعتها الشتوية، خلال العام الماضي، لموضوع «الاستثمار الثقافي» لتسليط الضوء على دور المهرجانات الثقافية الإقليمية من قبيل «تيفاوين» بتافراوت و «أملال» برسموكة في مسلسل التنمية المحلية. يشار إلى أن أشغال اليوم الدراسي حول موضوع «بلماون: تراث في خدمة التنمية»، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة إنزكان آيت ملول بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين من مختلف المشارب والتخصصات، تمحورت حول سلسلة من العروض همت بالأساس «تاريخ بلماون» و «بلماون في الثقافة المغربية» و «بالشيخ: موروث بلماون بودماون» و «تجربة كرنفال بلماون بودماون». كما تضمن البرنامج أيضا عروضا حول «تجربة إمعشارن بتيزنيت» و»بلماون كمحرك للتنمية المحلية»، فضلا عن تسليم شواهد وأشرطة فيديو للجمعيات المشاركة في الدورة الأولى لكرنفال بلماون بودماون، بالإضافة إلى معرض تراثي يجسد ثقافة بلماون.