مهرجان الدقة والإيقاعات بتارودانت يحظى بإقبال جماهيري كبير احتضنت مدينة تارودانت مؤخرا على مدى ثلاثة أيام، فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الوطني للدقة والإيقاعات الذي راكم خلال السنوات الست الأخيرة رصيدا مهما من الشهرة والموقع وضعته في مصاف المهرجانات الأكثر إقبالا، من حيث الوفود المشاركة، ومن حيث التدفق الجماهيري الشغوف بهذا النوع من التراث المغربي الأصيل، وبوأته مكانة متميزة ضمن المواعيد الثقافية الصيفية الكبرى التي يعرفها المغرب. دورة هذه السنة والتي حظيت بالعناية والرعاية المولويتين تميزت بالتنوع والتعدد من حيث المنتوج المقدم ومن حيث اختلاف طبيعة وألوان الأطباق المقدمة لعشاق الفنون الإيقاعية الممزوجة بالكلمة الموزونة، وكانت مناسبة لربط الصلة بين فن الدقة الأصيل الذي يشكل هوية فنية لمدينة تارودانت المترامية الأطراف والمعقدة التضاريس، وبقية الإيقاعات المغربية في تنوعها وغناها الفني، والقادمة من مختلف مناطق المغرب، في تجانس وتناغم فريدين، لتشكيل طبق فني غني ومنعش، وعيش سفر ثقافي متميز عبر إيقاعات المغرب العميق. وعرفت دورة هذه السنة مشاركة أمهر الفرق الفنية من باب الصحراء (كلميم)،أحيدوس الأطلسية، إيقاعات الواحات من زاكورة والدقة المراكشية المنصهرة كليا مع الدقة الرودانية والهرمة والكدرة المشفوعين بالطرب الحساني، والميزان الهواري الروداني دون إغفال فن أجماك الذي يعتبر من أهم الفنون الإيقاعية بالمنطقة والدقة الدمناتية ذات النمط الفرجوي النوعي. منظمو المهرجان لم يغفلوا مقاربة النوع حيث حظيت المشاركة النسائية بأهمية غير مسبوقة من حيث الكم والكيف: عيساوة نسائية لأول مرة وكناوة بصيغة المؤنث من مكناس، علاوة على المشاركة النسائية المتنوعة في الفلكلور الأمازيغي المحلي. كما استضافت دورة هذه السنة مجموعتين إيقاعيتين ذات إشعاع وطني، وهما تكادة ذات المزيج المكثف من الإيقاعات ومجموعة إنوراز الأمازيغة. لقد تحولت ساحة 20 غشت وساحة العلويين وساحة باب الحجر والكلية المتعددة الاختصاصات وحديقة إبراهيم الروداني ورواق باب الزركان وقصر البلدية إلى مسارح لفقرات المهرجان والندوات المرافقة لفعالياته.