استمرار احتجاجات الأطباء ومطالبتهم بتعيين مدير جديد يتوفر على الكفاءة المهنية تتوالى الأيام والشهور بالمستشفى الإقليمي بمدينة إنزكان وتتشابه، فالأوضاع المزرية بهذا الصرح الصحي لم تبرح مكانها ومخلفات الإدارة السابقة لازالت هي السائدة بالمستشفى الشئ الذي لم يستسغه الأطباء التابعون لهذه المؤسسة الصحية التي تتقاذفها التيارات وتتربص بها الأيادي غير النظيفة منذ سنتين. هذا، ما أجج غضب أصحاب البذلة البيضاء فخرجوا عن صمتهم وأصدروا بيانا واضح المغزى والهدف باسم النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، أبرزوا من خلاله أهم ملامح التدبير السيئ الذي كاد في أحايين كثيرة أن يفجر الوضع بالمؤسسة الصحية الأولى بعمالة إنزكان أيت ملول. البيان، استنكرعدم تفعيل القانون الداخلي للمستشفى المنصوص عليه في النظام الداخلي للمستشفيات الصادر في الجريدة الرسمية رقم 2-5923 ربيع الخير الموافق ل07 مارس 2011، وعدم توفر الإقليم على مركز للتشخيص ذي معايير علمية يحفظ كرامة المريض والطبيب على السواء، بالرغم من ضخامة الكثافة السكانية بالإقليم وارتفاع نسبة التدفق اليومي للاستفادة من الخدمات الصحية. سوء تدبير الصيدلة الاستشفائية، كان مثار احتجاج الهيئة الطبية بالإقليم حيث عبرت عن عدم رضاها بالمعدات المقتناة والتي لا تكتسي طابع الأولوية، مشيرة، كذالك إلى انعدام شروط تخزين الأدوية والمستلزمات الطبية من طرف المدير السابق. من جهة أخرى، ندد البيان الصادر نهاية الأسبوع الماضي بالأموال الطائلة التي تم صرفها على الأوراش المفتوحة في ميدان البناء والصيانة والترميم داخل فضاء المؤسسة الاستشفائية في الوقت الذي تفتقر فيه إلى أبسط التجهيزات الضرورية للقيام بالفعل الاستشفائي (التجهيزات التقنية والبيوطبية خاصة في مجال التعقيم (autoclave) والمختبر والفحص بالصدى والأشعة). الخصاص الحاد والمهول من الموارد البشرية وانعدام الأمن داخل المستشفى، مشكلان، يؤرقان أيضا بال كل العاملين بالمستشفى الإقليمي بالمدينة مما ينعكس سلبا على العطاء والمردودية المطلوبين، لاسيما، وأن الفضاء الصحي كان ويظل قبلة للعديد من المتسكعين وأصحاب سوابق، القادمين من حيي الجرف وتراست والذين يلتجؤون إلى خيار التهديد والترهيب لقضاء مآربهم داخل المستشفى وخاصة بقسم المستعجلات الذي يئن تحت وطأة التهميش والخصاص المهول من الحد الأدنى من أدوات الاشتغال. وفي سياق ذي صلة، طالب المحتجون من خلال نفس البيان الوزارة الوصية بالإسراع بتعيين مدير جديد تتوفر فيه شروط الكفاءة المهنية والقدرة على امتصاص غضب المتدخلين في المنظومة الصحية بعمالة إنزكان أيت ملول ورأب الصدع الذي تم افتعاله من طرف المسؤول السابق بإقحامه لعناصر غريبة، لا علاقة لها بالميدان، في الصراع الدائر بين الرئيس والمرؤوسين لغاية هو الوحيد الذي يعرفها. هذا، وكانت بعض الأنباء تقول باقتراب تعيين مدير جديد يشغل نفس المنصب بأحد المستشفيات التابعة للجهة والذي تربطه علاقة تنظيمية بالمدير الجهوي الحالي. وفي خطوة استباقية وخوفا من تكرار نفس سيناريو المسؤول السابق، حذرت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام من مغبة تنصيب مسؤول بمواصفات سابقه، طالبة في الآن ذاته الوزير الوصي على القطاع والهياكل التابعة له والجهات المسؤولة منها المجلس الأعلى للحسابات بتقصي الحقائق وإجراء افتحاص دقيق للوقوف على الاختلالات التدبيرية التي أزكمت الأنوف وعكرت صفو كل المنتسبين للمنظومة وكل المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة.