تخليف غابات الطلح وتحسين المراعي وإنشاء المناطق الخضراء وتحسين أنظمة الإنتاج النباتي تم الثلاثاء تقديم برنامج محاربة التصحر الخاص بالمنطقة الصحراوية على مدى عشر سنوات خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تخليدا لليوم العالمي لمحاربة التصحر تحت شعار « يجب ألا نترك مستقبلنا للجفاف لنستعمل اراضينا في حدود مؤهلاتها وحسب خصوصيات المناطق». ويرتكز هذا البرنامج، الذي يندرج في اطار ملائمة برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر حسب خصوصيات المناطق، على عدة تدخلات مركزية، بغلاف مالي يقدر بحوالي 360 مليون درهم دون احتساب الأنشطة المصاحبة، تهم محاربة زحف الرمال على مساحة 660 هكتار وتخليف غابات الطلح على مساحة 10 آلاف هكتار (أي ما يعادل 1000 هكتار في كل سنة) وتحسين وتدبير مستدام للمراعي وإنشاء المناطق الخضراء والتحسيس بمخاطر التصحر وتحسين أنظمة الإنتاج النباتي. كما يشمل هذا البرنامج مجموعة من العمليات لمحاربة التصحر من خلال إعداد انشطة الدعم الأفقية المرتبطة بالمجال الغابوي، والقطاع الفلاحي، والموارد المائية، وتهم اقتصاد الطاقة وتعويض خشب الوقود ببدائل أخرى وحماية وتثمين التنوع البيولوجي وتحسين جودة القطيع وتحسين أنظمة الإنتاج. وتستهدف عملية تحيين برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر حسب معطيات للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تعزيز ملاءمته مع خصوصيات مختلف مناطق المملكة،على نحو يساهم في النهوض بما حققه من مكتسبات، ويمكن من الاستفادة من التجارب الرائدة في اطار تنفيذ المخططات السابقة. واعتبر المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر الدكتور عبد العظيم الحافي، في كلمة له بالمناسبة، ان تنظيم هذه اللقاء بالسمارة، والذي يصادف تخليد الذكرى المأوية لإحداث أول مصلحة للمياه والغابات بالمغرب، يهدف الى وضع وإعادة تأهيل النظام البيئي الصحراوي في الصدارة والى إعادة التوازنات البيئية لهذا النظام الذي يتوفر على طاقات مهمة، وأيضا يعاني من الهشاشة واكراهات التغيرات المناخية. وأوضح المندوب السامي ان وضعية النظام البيئي تتطلب وضع مقاربة ملائمة للنهوض بالشأن البيئي بصفة عامة مبرزا ان إعادة تأهيل النظم البيئية رهينة بتدبير المجال ولا تكمن في المعارف العلمية والتقنية التي قطع فيها المغرب أشواطا بعيدة. وذكر أن هذا البرنامج يأتي تماشيا مع أهداف الورش الملكي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يؤسس لوضع العنصر البشري في صلب الاهتمامات التنموية مشيرا الى ان المندوبية ومن خلال هذا البرنامج تعمل على التوفيق بين التنمية المستدامة والتنمية البشرية، وإعطاء صورة جديدة تمكن من وضع مقاربة تراكم تجارب السنوات الماضية من اجل دعم الاتجاه الصحيح وتصحيح وتقويم ما يجب تقويمه لهذه المقاربة. ومن جانبه، اعتبر والي جهة كلميمالسمارة عامل اقليمكلميم عبد الفتاح البجيوي ان تنظيم هذا اللقاء التواصلي بالسمارة يروم الاطلاع عن قرب عن المجهودات التي تقوم بها المنظومة المحلية في مجال المحافظة على الغابة وتدبير هذه الثروة. وأشاد البجيوي بالعمليات الاستثمارية التي قامت بها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربات التصحر من خلال توظيف الغابة كرافعة وكقيمة مضافة للتنمية القروية داعيا كل الفعاليات المحلية إلى مواكبة المجهودات التنموية التي تعرفها المنطقة في هذا المجال والانخراط من أجل التحسيس بأهمية الغابة والمحافظة عليها حتى تسترجع هذه الغابة دورها في المجال التنموي. وأكد باقي المتدخلين خلال هذا اللقاء الذي حضره عامل إقليمالسمارة وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، على ضرورة تنظيم القنص، وإحداث محميات، وإعادة اعمار الغابة والمنطقة بالوحيش الذي يمكنه ان يتأقلم مع النظم البيئية المحلية، والعمل على بلورة ما تم الاتفاق عليه خلال هذا اللقاء، وتكثيف المراقبة، ومتابعة الأشخاص الذين يتاجرون بالفحم المستخرج من أشجار الطلح والأركان بدون ترخيص، وخلق نباتات مثمرة كالنخيل والزيتون، وتعزيز المصالح الإقليمية للمياه والغابات بموارد بشرية ولوجستيكية.