أعطى جلالة الملك محمد السادس، الأربعاء بوجدة، انطلاقة مشاريع مهيكلة لتعزيز الخط السككي وجدة- فاس، تروم تمكين هذا المحور الهام من بنية تحتية حديثة تتيح له استيعاب التدفقات الكبرى لحركة النقل في أفضل ظروف السلامة والراحة، كما أشرف جلالته على إطلاق برامج التأهيل الحضري بجماعتي بني درار والنعيمة لإعطاء دفعة قوية لمشاريع التنمية الحضرية بالجهة الشرقية وللمبادرة الملكية لتنمية هذه الجهة. مشاريع سككية لمواكبة الإقلاع الاقتصادي بالجهة وتهم هذه المشاريع المهيكلة، التي تشكل جزءا من العقد-البرنامج (2010- 2015) الموقع بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية، تأهيل وكهربة الخط السككي فاس- وجدة وبناء قطب المبادلات الذي يعد المرحلة الثانية من المشروع الهام «القطب الحضري لوجدة». ومن شأن إنجاز مختلف هذه الأوراش السككية المساهمة في تعزيز الموقع الاستراتيجي لمحور فاس- وجدة، باعتباره محورا سككيا يربط بين شرق ووسط المملكة، ومصاحبة التطورالمتزايد لحركة النقل، لاسيما نقل البضائع بعد الشروع في استغلال الخط الرابط بين الناظور وتاوريرت، إلى جانب تقوية وتحديث المنشآت السككية وكهربة الخط السككي من أجل التجانس مع استغلال الجر الكهربائي والرفع من حمولة المقطورة. ويهم مشروع تأهيل وكهربة الخط السككي فاس- وجدة، تجديد 100 كلم من السكة (30 بالمائة من خط فاس- وجدة)، وكهربة الخط السككي الرابط بين فاس وتازة على طول 120 كلم (الشطر الأول)، وتعزيز البنيات التحتية (الأنفاق، القناطر، المنشآت والبنيات التقنية)، وبناء المحطات الثانوية، وتهيئة محطة بني وكيل حتى تتمكن من استقبال أنشطة نقل البضائع التي سيتم ترحيلها من محطة وجدة. وسيمكن هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 900 مليون درهم، من إحداث نحو 800 ألف يوم عمل خلال مرحلة إنجاز الأشغال وأزيد من 70 منصب شغل أثناء مرحلة الاستغلال. كما يحتم النمو المطرد لحركة النقل، سواء بالنسبة للمسافرين أو البضائع، ترحيل الأنشطة السككية ذات الطبيعة الصناعية خارج مدينة وجدة ومصاحبة النمو الحضري للعمالة عبر إنجاز قطب للمبادلات سيحتضن المحطة الجديدةلوجدة ومركزا متعدد الخدمات. ويندرج قطب المبادلات، الذي رصد له غلاف مالي قدره 260 مليون درهم، في إطار إنجاز المشروع الحضري المندمج « القطب الحضري لوجدة « الذي كان جلالة الملك قد أعطى، في 2010، انطلاقة أشغال إنجاز شطره الأول المسمى»الأرصفة الخضراء». ويهم هذا المشروع بناء محطة للمسافرين من الجيل الجديد بوسعها استقبال حركة نقل تقدر ب5،1 مليون مسافر في أفق سنة 2020، مقابل 800 ألف مسافر حاليا. التأهيل الحضري لجماعتي بني درار والنعيمة وتهم هذه البرامج، التي تهدف إلى تحسين إطار عيش الساكنة المحلية وتعزيز البنيات التحتية الأساسية والحفاظ على البيئة، بالخصوص، تهيئة وتقوية الشبكة الطرقية وترميم وتوسيع شبكة التطهير السائل وإنجاز محطات معالجة المياه العادمة بالجماعتين، وحماية مدينة بني درار من الفيضانات فضلا عن أشغال التبليط. ويهم برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني درار، الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يفوق 176 مليون درهم، في الجانب المتعلق ب» التأهيل الحضري « (57 مليون درهم)، تشييد قاعة مغطاة متعددة الرياضات، وإنجاز ملعب لكرة القدم وتهيئة الساحات العمومية والفضاءات الخضراء، وتجديد شبكة الإنارة العمومية وكذا علامات التشوير، وذلك بمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي الجانب المتعلق ب «التطهير السائل»، يهم هذا البرنامج إعادة تهيئة وتوسيع الشبكة الحالية وبناء محطة للضخ ووضع قنوات للربط وإنجاز محطة للمعالجة بواسطة الأحواض الطبيعية بطاقة 852 متر مكعب في اليوم، وذلك بغلاف مالي قدره 62،4 مليون درهم. كما يهم برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني درار حمايتها من مخاطر الفيضانات (57 مليون درهم) لاسيما عبر بناء سد على وادي صفرو وحاجز بطول1000 متر بين وادي تمدمات والحوض الرئيسي. أما في ما يتعلق ببرنامج التأهيل الحضري لجماعة النعيمة، الذي عبئت له استثمارات قدرها 28 مليون درهم، فسيساهم في تزيين المدينة بفضل أشغال التبليط، والإنارة العمومية والتطهير السائل. وسيساهم هذا البرنامج الممتد على سنتين (2013/2014)، والذي يهم أيضا إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة، في تعزيز مكانة الجماعة كمركز حضري صاعد جديد. وتأتي هذه المشاريع لتعزيز المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية التي تدخل سنتها العاشرة، والتي تروم إضفاء مزايا تنافسية مهمة على مدن الجهة وجعلها أكثر جاذبية.