صدم فنانون مصريون جراء إقدام وسائل إعلام جزائرية على نشر تصريحات منسوبة إليهم، يؤكدون أنهم لم يتفوهوا بها أبدا، وذلك على هامش حضور وفد منهم لقاء أقيم في الجزائر مؤخرا حول» نبذ العنف في إفريقيا»، وهي التصريحات التي جاءت مستهدفة الوحدة الترابية للمغرب، وحقوقه الوطنية المشروعة. ولم تتردد الفنانة المصرية المعروفة سوسن بدر، رفقة الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية، في التوجه إلى السفارة المغربية بالقاهرة، حيث قدمت خلال لقائها بالسفير المغربي «اعتذارا رسميا» للمغرب وللمغاربة عن «هذه التصرفات غير المسؤولة وغير المقبولة، وعن هذا الموقف الذي تعرضت له في الجزائر». وأكدت بدر كذلك، بأن «اللعبة لم تنطل على أي واحد من الفنانين المصريين، حيث انسحبنا في أقل من خمس دقائق من بدء اللقاء»، مبدية أسفها مما نسبته لها وسائل إعلام جزائرية مغرضة من «تصريحات مفبركة وغير حقيقية». بداية، تستحق الفنانة سوسن بدر التقدير لرد فعلها، ولجرأة التصريح بما تعرضت له من تحايل في الجزائر، كما أن ما حدث يكشف حقيقة كثير من الإعلام الجزائري، وبعده الكبير جدا عن أبجديات المهنية والأخلاقيات، ويفضح الأجندات والارتباطات الحقيقية التي يتحرك ضمنها، وهذا مؤسف فعلا، ومثير للشفقة. من جهة ثانية، يبين ما جرى للفنانين المصريين، درجة التيه والجنون المترسخين في عقول عدد من أركان وأجهزة النظام العسكري الجزائري، خصوصا في علاقتهم بالمغرب وبوحدته الترابية، ذلك أنهم لا يترددون في اقتراف كل المناورات والدسائس، حتى الغبية منها. التيه والجنون المشار اليهما يبدوان فاضحين وواضحين أيضا، عندما نعرف أن الأجهزة الجزائرية لم تنس الإساءة إلى المملكة، حتى وهي مدعوة اليوم الى التفكير أكثر في الشأن الداخلي لبلدها ومستقبله السياسي، فكل القضايا، ولو كانت ذات حساسية داخلية كبيرة، فهي تصير ثانوية وبلا أية أهمية أمام فعل الإساءة إلى البلد الجار. ليس أبلغ اليوم من الدعاء لجنرالات الجار الشرقي بالهداية وبنعمة العقل، وأن يلتفتوا إلى تحدياتهم الداخلية، وإلى مطالب وانتظارات شعبهم، فذلك أولى وأجدى، وأحق بالتخطيط وبالعمل، بدل كل هذه الصبيانيات التي لن تنفع، ولن تزعزع المغرب مطلقا. مقابل صورة الغباء التي فضحها الفنانون المصريون، تحضر في الذاكرة صور ومشاهد فنانين جزائريين، وعرب وعالميين، وهم يتناوبون قبل أيام على منصات «موازين» في الرباط، ولم يكن دورهم سوى تحقيق متعة الاحتفاء، وبهاء الفرجة. هو الفرق إذن بين العقل وبين الغباء. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته