اجتماع دولي ثلاثي يضم الأممالمتحدةوموسكو وواشنطن بعد غد الأربعاء في جنيف أدرجت الأممالمتحدة «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام في سوريا على لائحة المنظمات المرتبطة بالإرهاب٬ وذلك غداة إعلانها عن اجتماع دولي ثلاثي يضمها وموسكو وواشنطن ويعقد الأربعاء في جنيف للتمهيد للمؤتمر الدولي الهادف إلى ايجاد تسوية للازمة السورية. و في واشنطن٬ أعلنت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي إضافة جبهة النصرة الإسلامية السورية إلى لائحة المنظمات «المرتبطة بالإرهاب». وبذلك٬ يتم تجميد أصول الجبهة ويفرض حظر على تسليمها أسلحة. وكان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني قد أعلن في أبريل الماضي مبايعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري ليؤكد بذلك العلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. وقد حاول الجيش السوري الحر إثر ذلك تمييز نفسه عن الجبهة بإعلانه أن العمليات العسكرية التي يقوم بها لا علاقة لها بما تقوم به الجبهة٬ وان ما يجمعهما هو «معارك بحكم الأمر الواقع» ضد النظام تفرض عليه أحيانا. وكانت الحكومة الأميركية قد أدرجت العام الماضي جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية. من جانبها،قررت حكومات الاتحاد الأوروبي٬السماح للبنوك الأوروبية بتقديم خدمات مصرفية للمعارضة السورية٬ مخففة بذلك عقوبات اقتصادية تهدف إلى مساعدة مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون القوات النظامية. ويأتي هذا القرار بعد أيام من رفع الاتحاد الأوروبي حظرا كان فرضه على مبيعات السلاح إلى سوريا للسماح بإرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة٬ على أمل تغيير ميزان الحرب٬ المستمرة منذ عامين٬ والتي قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص. ويأمل الاتحاد الأوروبي من ذلك إتاحة خدمات مالية ستمكنه مساعدة مقاتلي المعارضة في تمويل مساعدات إنسانية وإعادة تشغيل المرافق الأساسية. وسيكون٬ وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة٬ بدأ سريانها أمس٬ بمقدور حكومات الاتحاد السماح للبنوك بتقديم خدمات مصرفية في سوريا٬ شريطة التشاور مع المعارضة٬ وألا تتعارض مع تجميد الأصول المفروض على شركات أو مسؤولين سوريين. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن استعدادها لدخول مدينة القصير السورية لمساعدة المدنيين العالقين وسط القتال من دون شروط. وقالت اللجنة في بيان لها انه «وفقا لتقارير متعددة واردة من داخل القصير هناك العديد من الجرحى الذين لا يتلقون العناية الطبية التي يحتاجونها بشكل طارئ ٬كما تشهد المدينة نقصا حادا في المواد الطبية والغذائية والمياه». وأضافت»نحن على أهبة الاستعداد للدخول فورا إلى المدينة لتقديم المساعدات إلى المدنيين شرط أن نتمكن من العمل بحياد تام وبدون أي شروط مسبقة من أي نوع كانت». وأعربت اللجنة عن «قلقها حيال العواقب الشديدة التي لحقت بالمدنيين المتواجدين وسط المعارك والقتال في القصير». وكان الجيش النظامي السوري قد أعلن سيطرته على مطار الضبعة العسكري بمنطقة القصير بعد معارك استمرت أياما والذي كان يشكل منفذا أساسيا لمقاتلي المعارضة المتحصنين في الجزء الشمالي من مدينة القصير بعدما اقتحمها من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية من جانب آخر، قالت مصادر مقربة من ائتلاف المعارضة السورية إن الضغوط التي مارستها السعودية على مختلف المجموعات التي حضرت مؤتمر إسطنبول أفضت إلى كسر احتكار الإخوان المسلمين مدعومين من قطر للائتلاف، وأن تلك الضغوط سمحت بالتحاق الكتلة الليبرالية التي يتزعمها المعارض البارز ميشيل كيلو. وقالت مصادر لوسائل الإعلام إن قائمة الخمسة وعشرين عضوا تمت الموافقة على عضويتهم بمن في ذلك النساء اللاتي عارض الإخوان التحاقهن بالائتلاف، وهو ما يقلل من سيطرة الجماعة على القرار المعارض. وفي سياق متصل بفك القبضة الإخوانية على الائتلاف المعارض، طالب مقاتلو الداخل في المعارضة السورية بالحصول على نصف مقاعد الائتلاف الوطني السوري المعارض، وحذروا من أن الائتلاف لن تكون له شرعية دون تمثيل قوي للمقاتلين فيه. وذكر بيان صدر باسم القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية “لقد علمنا أن هناك تسويات حول توسعة الائتلاف تتضمن إدخال عدد من السياسيين ويقابله عدد مماثل من القوى الثورية العاملة على أرض الوطن". وطالبت قوات المعارضة تمثيلها “كقوى ثورية وعسكرية بخمسين في المائة من الائتلاف الوطني وأي محاولة للمماطلة والتشويش والالتفاف على التمثيل العسكري والثوري الشرعي في الداخل لن يكتب لها النجاح بأي شكل أو تحت أي ضغط ونقول لكم أخيرا إن شرعية الائتلاف لن تؤخذ إلا من الداخل وأي التفاف على القوى الثورية بتمثيلها بالنسبة المذكورة سوف تسحب منكم هذه الشرعية". واتهم البيان بأن الائتلاف قد فشل في تمثيل الثورة السورية، وأنه غير قادر على الوفاء بواجباته بسبب الخلاف الداخلي المزمن. وأكدت المصادر الخاصة أن الوجود السعودي التركي كان له دور بارز في تليين مواقف مختلف الأطراف المنتمية للائتلاف سواء أكانوا من معارضي الخارج، أم من مقاتلي الداخل، وأن الائتلاف أصبح معبّرا عن جزء واسع من ألوان الطيف المعارض. وفي أول موقف للائتلاف الموحد كان إعلان رفض أي مشاركة في مؤتمر جنيف ما لم تحصل المعارضة على ضمانات قوية بأن الأسد سيكون خارج عملية التفاوض، ولا تأثير له في المرحلة الانتقالية. كما اشترطت خروج قوات حزب الله وإيران التي قالت إنها تغزو سوريا. وقال رئيس الائتلاف بالإنابة جورج صبرا أمس “لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أية جهود دولية في هذا الاتجاه في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية".وأضاف صبرا “إن الحديث عن أي مؤتمرات دولية وحلول سياسية للوضع في سوريا يصبح لغوا لا معنى له في ظل هذه الوحشية". ويشارك مقاتلو حزب الله في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية، خصوصا في مدينة القصير الإستراتيجية التي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وقد تكبد الحزب خسائر كبيرة في الأرواح خلال الأسبوعين الماضيين. و لم يلق موقف المعارضة الذي يلوح بمقاطعة مؤتمر جنيف رضا روسيا، حيث اتهمت روسيا الائتلاف السوري المعارض بالسعي لإحباط جهود السلام من خلال جعل رحيل الرئيس بشار الأسد شرطا للمشاركة في المؤتمر. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الائتلاف يعطي انطباعا بأنه “يبذل كل ما بوسعه لمنع بدء عملية سياسية... وللوصول إلى تدخل عسكري" في سوريا. وتسعى موسكو إلى الحيلولة دون الوصول إلى اتفاق يدفع حليفها الأسد إلى التنحي حتى لا يبدو الأمر كأنه هزيمة لها وتراجع لدورها في منطقة الشرق الأوسط، مع أنها لا تمانع في أن يكون الأسد بلا تأثير في المرحلة الانتقالية. ويقول مراقبون إن الاجتماع هدفه وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال مؤتمر جنيف والأطراف التي ستكون ممثلة فيه، لكن الاجتماع قد يفجر المزيد من الخلافات خاصة أن روسيا تريد أن تنال قائمة وفد المعارضة قبولا لدى نظام الأسد.