الموقع الذي يجب أن يكون فيه اليساريون الحقيقيون هو موقع تغليب معسكر الإصلاح والتقدم لا معسكر التراجع والجمود في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التعبوية المنبثقة عن أشغال دورة أبريل للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، احتضنت إحدى قاعات بلدية مولاي علي الشريف (الريصاني) بإقليم الراشدية يوم السبت 18ماي الجاري لقاءا ضم، إلى الجانب الهياكل التنظيمية، كلا من النائب البرلماني عمر الزعيم ورؤساء الجماعات والمستشارات والمستشارين الجماعيين والنقابيين وكل الفعاليات الحزبية بالإقليم، وأطره مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي المكلف بقطب التنظيم وحياة الحزب، الذي أوضح في البداية أن حزب التقدم والاشتراكية ينظر اليوم للصراع القائم في الحياة السياسية ضمن خانة الصراع بين من يحملون هم الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، وبين من يريدون الحفاظ على مصالح ومواقع وامتيازات، والسعي إلى الهيمنة على المشهد السياسي بأساليب تحكمية منيت بالفشل الذريع والإخفاق المريع في السنوات الماضية. وقال عديشان بأن كل المحاولات التي تتناول الوضعية السياسية الحالية ولا تستحضر سياقها العام المتسم بتداعيات الربيع الديمقراطي ببلادنا، وتوفر البلاد على دستور جديد، ودوافع إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، وإعمال المنهجية الديموقراطية في التعامل مع هذه النتائج، وتشكيل حكومة من أربعة أحزاب متحالفة حول برنامج سياسي، اقتصادي واجتماعي، لا تدرك الاتجاه التقدمي والديموقراطي للإصلاح.، وبالتالي فإن الشعار الأساسي، الذي يهم الحزب اليوم هو ضرورة العمل على إنجاح التجربة الحكومية وإحداث قطيعة نهائية مع كل أشكال الهيمنة والتحكم، ودخول المشهد السياسي الوطني بشكل طبيعي لمرحلة التدافع الديموقراطي الحقيقي، والتنافس الشريف. وأضاف المتدخل أن التجربة الحكومية الحالية ينبغي تقييم عملها انطلاقا مما التزمت به في تصريحها الحكومي، الذي على أساسه نالت ثقة البرلمان، وفي ضوء ما تتعرض له من هجمات شرسة، بعضها واضح، وبعضها من خلف الستائر، ومن هذا المدخل عملت اللجنة المركزية في دورتها الاخيرة على تسطير الإيجابيات، كما وقفت أيضا على النواقص، انطلاقا من منهجية الحزب الدائمة المتسمة بالتحليل الموضوعي، و قدمت الاقتراحات من أجل تسريع وتيرة الإصلاحات والخروج من دائرة التساؤلات والحيرة ، وهي الاقتراحات التي أوردها الحزب في وثيقة البديل التقدمي. وقال المتحدث بأن الحزب يرى بأن الموقع الذي يجب أن يكون فيه اليساريون الحقيقيون هو موقع تغليب معسكر الإصلاح والتقدم لا موقع الاستسلام لمعسكر التراجع والجمود. من جهة أخرى أكد مصطفى عديشان بأن التصعيد الممنهج ضد حزب التقدم والاشتراكية في هذه المرحلة الحساسة، هو تصعيد موجه من قبل أطراف ليس من مصلحتها استمرار التجربة الحكومية الحالية، وبالتالي تلتجئ للاتهامات المجانية وتخوين الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، ووزراء الحزب بالتحديد، وهي منهجية استمرار سياسة تصفية الحسابات مع الحزب بسبب تشبثه باستقلالية قراره، ودفاعه القوي على أن المرحلة التي تمر منها البلاد، هي مرحلة تتطلب من الجميع الدفع في اتجاه استقرار البلاد، ومواجهة كل الانحرافات وذلك بتسريع وتيرة الإصلاحات من قبل حكومة عبد الالاه بنكيران. وجدد عديشان التأكيد أن حزب التقدم والاشتراكية لن يصطف إلا مع التيار العارم ببلادنا، تيار الدفاع باستماتة عن المصالح العليا للوطن والشعب.