الصبيحي... يجب القطع مع كل أشكال الهيمنة وجعل المشهد السياسي ساحة للتنافس الشريف احتضنت مدينة سيدي سليمان لقاء تواصليا يندرج في إطار اللقاءات الجهوية التحضيرية للدورة العاشرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المزمع عقدها في 13من شهر ابريل الجاري. وترأس عضو الديوان السياسي للحزب، محمد أمين الصبيحي أشغال هذا اللقاء الهام بحضور عبد السلام الصديقي عضو الديوان السياسي للحزب كذلك. وذكر الصبيحي الذي يتولى منصب وزير الثقافة، في بداية تدخله بالمناخ العام الذي يعيشه المجتمع العالمي، حيث تستمر الأزمة المالية في منطقة اليورو، وكذا حالة الاضطراب في سوريا ومصر وتونس ومالي وتأثيرها، على المنطقة كما ذكر بمستجدات قضية الصحراء الوطنية، مؤكدا، على تشبث حزب التقدم والاشتراكية بمقترح الحكم الذاتي وعلى ضرورة تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة النزاع المفتعل الذي يهدف إلى إفشال المقترح. وركز محمد أمين الصبيحي في معرض حديثه على طبيعة الصراع السياسي الحالي الذي تتصوره بعض الأطراف كصراع بين معسكر حداثي وبين معسكر محافظ، بينما – يقول الصبيحي- الصراع الحقيقي هو " بين من يحملون هم الإصلاح ومحاربة الفساد بكل أشكاله وبين من يسعون إلى الإبقاء على الوضع السابق. صراع بين من يريد التجاوب مع الجماهير الشعبية وبين من يدافع عن مصالح ضيقة الشيء الذي يكشف غياب معارضة واضحة الملامح". وأكد الصبيحي على ضرورة العمل الجاد والمستمر لإحداث القطيعة مع كل أشكال الهيمنة وجعل المشهد السياسي الوطني ساحة للتنافس الشريف ومواجهة كل المحاولات الرامية إلى إفشال المشروع الحكومي، وذلك بتقييم للتجربة الحالية التي سجلت ايجابيات من بينها الحرص الشديد على استقرار البلاد دون المس بالمكتسبات، وسجل المتحدث التعامل الجاد للحكومة مع عدد من الملفات الكبرى والنتائج الإيجابية المحصل عليها، لكن لازالت هناك ملفات عالقة، يوضح المتحدث، تتطلب إجراءات جريئة خاصة في ظل هذه الوضعية الدولية المتسمة بالصعوبة، وذلك لتجنب الانزلاقات التي تعرفها بعض الدول. كما أوضح المتدخل أن المرحلة تقتضي عدم الاستسلام وذلك من خلال وحدة الصف داخل الأغلبية الحكومية و الكف عن الخطاب المزدوج ومباشرة وتسريع وتيرة الإصلاحات. ومن جهة أخرى أكد الصبيحي أن حزب التقدم و الاشتراكية يبقى وفيا لمرجعياته الفكرية والنضالية و يظل حزبا يساريا مؤسسا و سباقا لنشر أفكار اليسار منسجما مع الواقع مقتنعا بأنه يجب أن يتواجد في موقع أغلبية الإصلاح والتغيير داعيا إلى ضرورة التحلي بالإجابة على سؤال جوهري:" ما السبيل إلى تفعيل آلة حزبية قوية تكون في مستوى الوزن السياسي لحزبنا العتيد المقبل على تخليد الذكرى 70". وفي ختام كلمته أكد الصبيحي على أهمية منطقة الغرب الشراردة بني حسن لكونها تزخر بطاقات نضالية قوية يجب استثمارها، مشيرا، إلى النجاح الذي عرفه المؤتمر الإقليمي للقنيطرة وسيدي سليمان ودعا إلى إعادة النظر في أساليب العمل. وشهد اللقاء تدخلات كثيرة وقيمة تمحورت حول أهمية مشاركة الحزب في الحكومة وحول ضرورة تقوية التنظيم وكذا التنزيل الديمقراطي لمضامين الدستور لقطع الطريق على أعداء الإصلاح.