لم تقف الوداد بعد، ولم تخرج من وقع الهزة العنيفة وتكشف المرحلة أن الفريق في بنائه غير محصن لمواجهة العواصف··· وتتوالي الاستقالات والتخلي في ظرف صعب بعد ابتعاد المدرب بادو زاكي، تبعه المعد البدني عبد الرزاق العمراني ومدرب حراس المرمى حميد صبار ثم المدير الإداري محمد الباتولي· وعقب الهزيمة في تطوان كثف المسيرون اتصالهم بحثا عن مدرب يؤطر الفريق في الدورات المتبقية، وكانوا مساء الاثنين في انتظار وصول الفرنسي كريستيان لانغ، ومن الصعب إيجاد مدرب كفء وجيد في هذا الظرف حيث الفرق في مختلف الدوريات تعيش آخر دورات الموسم الرياضي· وبلغنا أن البحث عن مدرب للوداد دفع المدرب رشيد الداودي للتلويح بالاستقالة والابتعاد بدوره· وفي المقابل تحرك منخرطون ومحبون واتصلوا بمدربين من أبناء الوداد بهدف اقناعهم بالالتحاق بالفريق ودعمه في المرحلة ولم يمانع بعضهم، لكن للمسيرين رأي آخر··· وفي قراءة لما يجري ويدور كان لنا اتصال بالمدب بادو زاكي وبين لنا أن هناك ما يبرر استقالته، وأوضح أنه تعرض للتهديد والوعيد في الشارع وعبر الهاتف، وأن هناك في فضاء الوداد من يعرقل عمله بدس المكائد وحبك المؤامرات، وأعلن زاكي أن بعض الذين اعترضوا سبيله في الشارع ذكروا إسم من يحرضهم ضده· وأضاف زاكي أن هذه الممارسات تستهدفه كما تستهدف رئيس الفريق عبد الإله أكرم· وما يكشفه زاكي اليوم وهو يستقيل يترجم صراعا محموما في الأخشاء حول المواقع ويبين أن تسيير الفريق غير منسجم والهزة العنيفة أتت على عناصر تمثل جناحا قد يكون هو الموالي للرئيس، في انتظار الباقي في الجمع العام المقبل أو فبله· يتحدث زاكي عن مؤامرة تستهدفه وعن عضو في الفريق وراء الحملة ويربط ما يجري بالمرحلة واقتراب الجامعة من الإعلان عن مدرب المنتخب الوطني، فهل ينتقل من التلميح إلى التوضيح لأن في ذلك رحمة للوداد والوداديين· هل يمزق الزاكي الصمت ويكشف الحقائق للرأي العام معتمدا القرائن ويقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل ليعرف الجميع كيف تتعرض مؤسسة رياضية عريقة للتخريب، وكيف تعيش آخر الأيام في الموسم وضعا مهزوزا بطريقة غير مفهومة· بدون مدرب وبطاقم تقني وإداري تتخلى عناصره تباعا والاستقالات بالجملة· ويحدث هذا في زمن ظهرت فيه الوداد تبني وترمم مقرها وعززت صفوفها بلاعبين في عملية تهدف إلى تحقيق نتائج أرفع· الوداد مبعثرة وممزقة في موسم تتأهب فيه كرة القدم الوطنية لدخول الإحتراف، فمن وراء النكسة؟ وهل يقو المسيرون النافذون في الفريق على تعرية الواقع وتشريخ الوضع ومواجهة زاكي إذا اعتبروه أخطأ· أعتقد أن البحث عن مدرب في عجالة بمثابة عجلة إغاثة ومواجهة الطرف الصعب في صمت بهدف الخروج بأقل الخسائر إلى شاطئ النجاة لن ينفع الوداد في البناء لا في الحاضر ولا في المستقبل، لأن الوضع الحالي يفرض تعرية الحدث ووضع الأصبع على الداء بهدف العلاج أو البثر بشجاعة والصمت والسكون عن المنكر· مشاكل الوداد بالجملة رغم ما تحملته من تكاليف ومصاريف في سبيل التألق· والغريب أن الصراع القائم بين الأشخاص وما يتحدث عنه الزاكي وغيره بالهمس ستكون الوداد ضحيته وهي وحدها التي تؤدي الضريبة وهي الخسائر· ونعود لنتساءل هل كان لابد من ضم الفرنسي كريستيان لانغ؟ وما الذي سيضيفه حتى لو كان ساحرا في الدورات المتبقية؟ وهل الفريق بلاعبيه في حاجة إلى الغريب؟ ترى من كان وراء زلزال الوداد؟ وهل المشاكل التي تعاني منها الوداد سنويا تعود لأشخاص؟ أم أن الأمر مرتبط بهياكل بنيات أساسية وآليات توضح العلاقة بين كل المتدخلين؟