الاعتداء الذي استهدف قبر الراحل ادريس بنزكري (في منطقة آيت واحي بدائرة تيفلت بإقليم الخميسات)، يستحق الاستنكار القوي لكونه أولا مس قبرا، وللقبور حرمة لدى المغاربة، ثم لكون دفين هذا القبر هو بالذات إدريس بنزكري، المناضل الوطني الحقوقي الكبير، الذي عرف قيد حياته بصداقته للجميع، وأيضا بالتضحيات الكبيرة التي قدمها لبلده وشعبه. قد يكون الاعتداء سلوك عربدة من طرف جانح، وقد يكون الفعل مدبرا، ويتوخى الإساءة الرمزية للراحل، وفي الحالتين يجب التحقيق في ذلك، وإخبار الرأي العام وأسرة الفقيد بالنتائج. آيت واحي، قرية صغيرة هادئة يتعارف سكانها فيما بينهم، ويعيشون كما لو أنهم من أسرة واحدة، فضلا على أن إدريس بنزكري يعتبر قيمة رمزية وإنسانية تعتز المنطقة برمتها به، ولذلك، فالإساءة اليوم إلى قبره هي إساءة لهذه الرمزية، ولأهل آيت واحي جميعهم. أما إذا ثبت أن الاعتداء كان من فعل فاعل، فإن القضية ستتحول إلى جريمة حقيقية، خاصة بالنظر إلى القيمة الرمزية والوطنية للراحل إدريس بنزكري لدى كافة المغاربة، وفي أوساط المدافعين عن حقوق الانسان في بلادنا، وبالتالي، سيصير من الواجب التحقيق الجدي في تفاصيل وسياقات الاعتداء، وما قد يكون وراءه من رسائل وإشارات... وفي انتظار الكشف عن نتائج التحقيق، الذي أعلن أن السلطات باشرته، فإن المطلوب اليوم هو أولا إعادة ترميم القبر، ومساعدة الجماعة القروية لآيت واحي (جماعة خميس سيدي يحيى) بما يلزم لصيانة المقابر، ولتقوية الإجراءات الوقائية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاعتداءات المرفوضة، فضلا عن ضرورة استثمار قرب ذكرى وفاة الراحل بنزكري هذا الشهر، للإقدام على مبادرات وبرامج من شأنها أن تجسد إشارات رمزية وفعلية تعلن إعادة الاعتبار للمنطقة ولفقيدها ولأسرته في عين المكان، ولمجموع ساكنة تيفلت ودائرتها التي أنجبت إدريس بنزكري، والتي اختار هو أن يعود إليها ويعانق ترابها لراحته الأبدية. وحيث أن موعد الذكرى قريب، ولا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، فليس من المقبول أن يكون استقبال الذكرى بحديث الاعتداء على قبر الفقيد، وإنما لا بد من مبادرات مستعجلة تجسد الإصرار الوطني الجماعي لجعل استقبال المناسبة مقرونا بتجديد الاعتبار والتقدير لهذا المناضل الوطني والحقوقي الكبير، ولتوجيه رسالة مضادة لمن تجرأ على استهداف قبره. الرحمة لإدريس، والسلام لروحه.. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته