المطالبة بإسماع صوت الأندية لدى الجامعة كان لابد أن يفكر مسؤولو الأندية الرياضية في التواصل والتحاور في زمن التكتلات ويقبلوا الاجتماع فيما بينهم لمواجهة الصعوبات المشتركة أمام أندية كرة القدم، بعيدا عن المبادرات المعزولة والانشغال بالمشاكل اليومية لكل ناد على حدة، وذلك بمبادرة من فريق الرجاء البيضاوي بواسطة الرئيس الشاب محمد بودريقة. وسجل اللقاء الأول حضور ممثلي 19 فريقا في الصفوة من بينهم الرجاء البيضاوي وأولمبيك خريبكة والرجاء الملالي والمغرب التطواني وحسنية أكادير وداد فاس والنادي القنيطري وجمعية سلا واتحاد المحمدية والرشاد البرنوصي والراسينغ البيضاوي ويوسفية برشيد والاتحاد الزموري للخميسات، فيما برز غياب الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي والجيش الملكي وغيرهم. وتأتي المبادرة في فترة أنهى فيها مكتب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولايته ويتأهب رئيسه علي الفاسي الفهري ومن معه لعقد الجمع العام، وهو المرشح للظفر بولاية ثانية، وتأمل الأندية في دمقرطة هذه المؤسسة وتحريك التغيير في اتجاه الأفضل، كما رافقت المبادرة أسئلة كثيرة حول الأهداف والمرامي من الاجتماع في هذا الظرف. وجاءت أجوبة الحضور تبين الرغبة والضرورة لجمع الشمل ولعب أدوار هامة تساعد على تطوير المنتوج الرياضي بالتآزر والتعاون ومواجهة الصعوبات الموحدة، ولم يتجاوز اللقاء المغلق تسعين دقيقة في قاعة بفندق في الدارالبيضاء بقي الصحافيون خارجها. وعلمت «بيان اليوم» أن النقاش لم يحترم جدول للأعمال وظل اللقاء مفتوحا حول وحدة المشاكل والصعوبات لدى الأندية الوطنية، وتمحورت المداخلات في العمق حول تطوير الموارد المالية بتقوية عائدات الإشهار والنقل التلفزي، وتنمية البنيات التحتية بدعم من الجماعات المحلية والسلطات، وتحسين التكوين بمساهمة الوزارة الوصية والجامعة. كما تحدث الحضور على ضرورة إسماع صوت الأندية لدى الجامعة عبر الرؤساء، كما أوضح ممثلو الأندية انتظارهم للمراسيم التطبيقية لقانون التربية البدنية (03-09) لملاءمة هذا المرسوم التشريع مع الواقع الكروي وواقع الأندية، وتم في الختام الاتفاق على اجتماع ثان يحضره الجميع، حيث ضربوا موعدا في الرباط يوم ثالث عشر ماي الجاري بدعوة من فريق المغرب التطواني. وبهذا يتجدد اللقاء بين رؤساء أندية الصفوة في مدار كرة القدم بمبادرة من فريق الرجاء بعد محاولات يائسة أولاها برزت في السبعينيات وتكررت في الثمانينيات وكان وراءها الراحل عبد الرزاق مكوار ثم محمد الكرتيلي ومروان بناني وعبد الله أبو القاسم وأبو خديجة في الأيام الأخيرة، حيث في كل مرة تبرز عناوين ترافق المخاض، وعلمت «بيان اليوم» أن هناك ميلاد مرتقب لدولة المسيرين وعن نادي الرؤساء وهذا مستبعد لأن المعنيين ليسوا أجراء وهم أصحاب القرار في أنديتهم، ففي كل مرة كانت تتحرك معارضة بسبب غموض الرؤية في المشروع. وتابعنا ما راج في السنة الماضية، وتحديدا في شهري مارس وأبريل عندما اجتمع بعض الرؤساء من جديد بدافع فرض الضريبة على الدخل في الأندية واللاعبين، وتوالت الاجتماعات في قاعات الفنادق وبعض البيوت، وتعرضت المبادرة للإجهاض مرة أخرى، فهل أدرك اليوم مسؤولو الأندية ضرورة التواصل وأن مدار كرة القدم لا يجمعهم فيه التنافس فقط والترتيب العمودي في سبورة التصنيف والمردود التقني. كما أدركوا أن الأندية مؤسسات وطنية الآن تتبارى وتتفاعل لتخلق قوة الغد المرتكزة على الشباب المجسد للرصيد الفعلي للمستقبل، إلا هؤلاء المسيرين لم ولن يدركوا أن النادي الحقيقي والطبيعي للرؤساء هو الجامعة، إذ في الحرم الجامعي يمكنهم أن يجتمعوا ويفكروا ويقترحوا، واللجوء الى فضاء بديل ربما يبرره وجود انحباس أو اختناق في الجامعة، موعد الجمع يقترب فهل يلعب مسيرو الأندية دورهم الفعلي أم سيشاركون في مناسبة أخرى عابرة تكرس الوضع السائد؟