عاش فريق الرجاء البيضاوي بداية صيف ساخن من خلال المشاكل التي طفت على السطح إبان استعداده لدوري عصبة أبطال أفريقيا، حيث شهد المعسكر المغلق للفريق إنفلاتات بعض اللاعبين جعلتهم يدخلون في مواجهات مباشرة مع المدرب محمد فاخر، وذلك نتيجة الضغط الرهيب الذي كان يعيشه الجميع. وكانت المفاجأة الكبرى هي إعلان فاخر عن إعفائه من مهمته، خصوصا أن الفريق كانت تفصله عن المواجهة المرتقبة اليوم أمام القطن الكاميروني سوى 10 أيام، مما أدى إلى استنفار قوي في صفوف مكونات الرجاء، بعد ذلك عادت أغلب العناصر الأساسية التي كانت تنتظر تجديد عقودها إلى معسكر أكادير، لتعود الحياة إلى طبيعتها داخل القلعة الخضراء. ومن غرابة الصدف، تم في يوم إعلان جامعة كرة القدم لائحة الأندية التي تسلمت رخصة المشاركة في الدوري الاحترافي، تحديد موعد الجمع العام للرجاء .. الفريق البطل الذي انتزع اللقب العاشر في الدوري الوطني .. نعم في مساء نفس اليوم كان اللقاء في قاعة الندوات بالمركب الاجتماعي «ليديك»ن والذين تابعوا أدوار الجمع أدركوا بالملموس أن أشياء كثيرة ينبغي أن تتغير في مدار كرة القدم وخاصة في مجموعة الصفوة حيث الاحتراف ... حضر مجموعة من المنخرطين جسدوا النصاب القانوني وتسلموا التقريرين الأدبي والمالي عند الاستقبال أمام قاعة الجمع في جو متوتر ومشحون سببه المنع الذي طال أربعة منخرطين لم يتسلموا بطائق الانخراط !؟ وبعد الصراع والدفاع عن أحقيتهم في حضور الجمع، وبتدخل من رئيس المكتب المديري للنادي، اقتحموا القاعة وواجهوا المنصة حيث الرئيس ومن معه ممن عينهم في المكتب المسير يطلبون حجة أو برهانا وما يثبت ارتكابهم الخطأ. وما يعلل المنع الذي طالهم !!! وتابعنا ما حدث في الجمع خلال عمره من غليان وهيجان وانتقادات تختلف حدتها من متدخل لآخر .. ولاحظنا كيف وقف الجمع أمام الباب المسدود بين المطالبين بإسقاط المكتب وإعادة انتخاب التركيبة من جديد، والمدافعين عن الاستمرار والاستقرار بمنح الرئيس صلاحية ترميم التشكيلة، مما يترجم الحسابات العديدة والمتنوعة داخل القاعة... وفي نفس اليوم كانت الخلافات مندلعة في التجمع التدريبي لفريق الرجاء بمدينة أكادير والمدرب «فاخر» في صراع مع مجموعة من اللاعبين !!! لينتهي الأمر بابتعاد هذا الأخير وإعلان انسحابه وتخليه عن المسؤولية، منتقدا التسيير على اختيار مدينة أكادير مكانا للتجمع وإهمال تقوية التركيبة البشرية ... وقبل أسبوع عن دخول الرجاء مجال التباري في الموسم الجديد من لقاء فريق القطن الكاميروني في المنافسات القارية، كان المكتب المسير يبحث عن مدرب ولم يعلن عن اختياره إلا يوم الاثنين قبل خمسة أيام عن موعد المباراة !!! وفي أسبوع هرول المسيرون لجمع أطراف الفريق والتعاقد مع المدرب «إيلي بلاتشي» والتوقيع له يوم الخميس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر النادي، وهذا يبرز بجلاء أن الفرق الوطنية تحتاج إلى نخب جديدة لتواكب التغييرات والإصلاحات التي فتحت أوراشها الجامعة منذ الإعلان على دخول العصبة الإحترافية.. إنه فريق الرجاء ... الفريق البطل ولا يختلف وضعه عن وضع الفرق الأخرى !!! وأعتقد أن الهيئة الأولى التي كلفها المكتب الجامعي بزيارة الفريق ... وقفت على ما يتوفر عليه 44 فريقا مما يفرضه دفتر التحملات، أدركت أن كرة القدم الوطنية لا تتوفر على فريق نموذجي بعقاراته وهيكلته ونظامه وكفاءاته بعد أكثر من نصف قرن من الممارسة!!! وانظروا ما يجري ويدور في العديد من الفرق !!! فهل تدخل تدخل كرتنا عهدا جديدا يحمل عنوان «الاحتراف .. نظام جديد بهموم قديمة وأدوات عتيقة»، لكن ذلك لن يكون سهلا منذ السنة الأولى لأن مثل هذا التحول يحتاج لسنوات من أجل أن نجني ثمار هذا المشروع الذي سيكون في صالح كرة القدم الوطنية إذا ما توفرت له شروط النجاح.