أطالب بخصم نقاط من رصيد الفرق التي لا تعقد جموعها في الوقت المحدد هوبري هو اللاعب الأكثر تنافسية في الموسم الماضي
لم يخلد المدرب امحمد فاخر للراحة، مباشرة بعد انتهاء البطولة الوطنية، ولم يسعد بلقب البطولة ويتذوق طعمها. ما إن انتهت البطولة حتى بدأت بطولة أخرى، من أربع محطات عبارة عن جلسات تفاوض لتجديد التعاقد مع الفريق، وحين توصل فاخر إلى اتفاق مع مسؤولي المكتب المسير للرجاء حول تمديد الارتباط لموسم رياضي آخر، بدأت معاناة أخرى، البحث عن قطع غيار جديدة، لتعويض اللاعبين المغادرين للفريق، وتعزيز التركيبة البشرية التي يداهمها موعد منافسات دور المجموعات من عصبة الأبطال الإفريقية. لكن يبدو أن أبرز الإكراهات التي انتصبت في طريق المدرب، هي غياب مفاوضين، لأن أغلب المكاتب المسيرة أغلقت أبوابها وكتبت عليها عبارة، «مغلق بسبب العطلة السنوية». في هذا الحوار، سنحاول الإجابة عن سؤال يشغل كل الرجاويين، كيف سيدير الرجاء مرحلة ما بعد الفوز باللقب؟، ومن خلال هذا السؤال الجوهري سنتعرف عما يعترض فاخر من صعوبات.
بعد تجديد تعاقدك مع الرجاء البيضاوي لموسم آخر، ماذا يشغلك الآن؟ «بعد تجديد التعاقد مع المكتب المسير للرجاء والاتفاق على الاستمرارية، بدأ التفكير في الموسم الإفريقي الذي سيفتح أبوابه في منتصف شهر يوليوز، الوقت يداهمنا طبعا، ونحن بصدد التفكير في مجموعة من الصفقات لتعزيز الفريق بلاعبين قادرين على دعم المجموعة، وملء بعض الثغرات التي سبق أن أشرت إليها على مستوى الدفاع وخط الوسط والهجوم، لأننا عانينا في الموسم الرياضي الماضي من إعاقات بشرية وعشنا متاعب حقيقية قبل الفوز باللقب». ما هي المشاكل التي تواجهك الآن؟ «المشكل الذي يشغلني هو الوضع الحالي لكثير من الأندية، فما أن انتهت البطولة حتى أصبحنا في عطلة إدارية، أغلب الفرق لا تريد فتح باب التفاوض وتنتظر هقد جموعها العامة، وهذا إشكال حقيقي، المفاوضات معطلة مع كثير من المكاتب المسيرة، وإذا أردنا انتداب لاعب أو عبر لاعب رجاوي عن رغبته في الانتقال إلى فريق آخر نصطدم بغياب الطرف المفاوض». لكن المؤسسات لها نوع من الإستمرارية، وأغلب المكاتب المسيرة منتخبة لأربع سنوات، أين الإشكال؟ «الإشكال هو أن الجامعة لا تلزم الأندية بعقد جموعها قبل نهاية شهر يوليوز، وكثير من الأندية تتجاوز هذا التاريخ، مع من ستتحاور في ظل إغلاق هذه المؤسسات، نحن مثلا نريد لاعبا من فريق ما والرئيس في عطلة أو في وضع قانوني يجعل ولايته على وشك الانتهاء، نحن في الرجاء أشبه بمحلبة تفتح أبوابها أمام الزبائن، لكن الأبناك مغلقة وكل المصالح في عطلة، إذن سنعيش حالة كساد». والحل في نظرك؟ «الحل هو اتخاذ إجراءات جديدة، لا يعقل ونحن نودع الهواية ونتطلع إلى الاحتراف، أن نظل متمسكين بقوانين قديمة، الفرق تسير وفق ظهير الحريات العامة الذي يرجع تاريخه لسنة 1959، ونحن في سنة 2011، هذا غير معقول لأن قانون الحريات العامة ليس قرآنا لا يتغير، لهذا يمكن أن نستمر في هذا الوضع، على الجامعة التفكير في عقوبات زجرية، مثلا أن يتم خصم ثلاث نقاط من رصيد كل فريق لم يعقد جمعه العام في الأسبوعين المواليين لنهاية البطولة، وحين يستمر تجاهل الجمع العام يمكن أن ترتفع العقوبة إلى ست نقاط». إنتقل أبو شروان إلى البطولة القطرية وقد ينتقل الرباطي وعلودي وديمبا والجرموني، كيف تتعامل مع هذا الوضع؟ «لا يمكن أن نجبر لاعبا على تمديد عقده مع الرجاء، إذا كانت بنود العقد تسمح له بمغادرة الفريق في أي لحظة، اللاعب الذي يناضل من أجل عقد فيه نوافذ للتهوية ليس لي إلا أن أحييه، فالعقد شريطة المتعاقدين، كنا بحاجة إلى لاعبين لهم تجربة إفريقية لكن ما باليد حيلة، لا أدري هل سيبقى الرباطي أم سيرحل، لكن شخصيا أتمنى أن يبدل المسؤولون جهدا للحفاظ على دعامات الفريق». هل أنت من ينتدب اللاعبين أم المكتب المسير؟ «أنا أقترح على المكتب المسير لاعبا يتماشى وتصوراتي التقنية، وأحيانا أقدم اختيارات أخرى في نفس المركز، المسيرون يباشرون اتصالاتهم وتتم الصفقة حسب الميزانية المتوفرة، لكن صدقني أنا من يوافق على الانتدابات ولا أقبل لاعبا نزل بالمظلة مهما كانت قيمته». إكتفى فاخر لحد الساعة بانتداب عنصر واحد إسمه هوبري، هل تعتقد أن هذا اللاعب يملك مقومات اللاعب القادر على خوض منافسات عصبة الأبطال الإفريقية؟ «هوبري هو اللاعب المغربي الوحيد الذي خاض 30 دورة كاملة في البطولة المغربية، أي أن درجة التنافس عالية لديه، وهو إلى جانب ذلك متعدد الأدوار، يمكن توظيفه حسب الخصاص الذي نعرفه، نحن الآن في أمس الحاجة لعناصر متعددة الأدوار لأنها تساعدنا في تدبير الكثير من المواقف، الآن لا يمكن أن نتعاقد مع كثير من النجوم لنعتقد أننا ربحنا الرهان، فالعديد من اللاعبين المتألقين الذين لا يمكن انتدابهم مع الرجاء، لأن ضم أي لاعب لا يتم إلا وفق معايير محددة، ووفق سؤال محدد: هل نحن في حاجة لهذا اللاعب أم لا؟ الإنتدابات يجب أن تراعي عنصر الجاهزية والعقلية، أي أن عقلية هذا اللاعب هل ستتلاءم مع الأهداف المسطرة؟، ثم إنه لا يوجد لاعب يمكن أن نتعاقد معه كأساسي منذ الوهلة الأولى، في العقود المبرمة بين اللاعبين والأندية، لا يوجد بند يقول إن هذا التعاقد يلزم المدرب بالتعامل مع اللاعب كأساسي، العقد يتحدث عن ضم لاعب، وللمدرب صلاحيات واسعة لإشراكه أو وضعه على كرسي الاحتياط». عقد الحارس الجرموني انتهى، هل تبحثون عن حارس بديل؟ «نحن بصدد التفاوض مع الحارس الجرموني لتجديد العقد، لأننا أحوج إليه أولا بالنظر إلى تجربته الميدانية الطويلة، ولأن خيوط الانسجام بين ثلاثي الحراس: الحظ والجرموني وعتبة، قوية ومتماسكة». مباراة القطن الكاميروني على الأبواب، ما هو برنامجك الإعدادي لهذه المواجهة الهامة؟ «نحن في سباق مع الزمن لتأهيل اللاعبين لخوض منافسات عصبة الأبطال في دور المجموعات، وأنت تعرف أن هذا الإجراء هام لأن بعض اللاعبين الذين كانوا ضمن اللائحة قد غادروا الفريق أو سيغادرونه، لدينا فترة قصيرة للقيام بشيئين أساسيين الإستعداد الإداري أي تأهيل اللاعبين والتحضير التقني والبدني». طيب ما هو البرنامج الذي وضعته؟ «سنستأنف التداريب يوم الإثنين المقبل في الدارالبيضاء، بتجميع اللاعبين استعدادا للموسم الرياضي، بعد إجازة قصيرة، البداية بتحضير بدني لمدة أسبوع في مركب الوازيس، قبل الانتقال إلى معسكر خارجي، يدوم أسبوعين تتخلله بعض المباريات الودية، قبل أن نواجه يوم 16 القطن الكاميروني». معسكر خارجي في أوروبا أو عين دراهم التونسية؟ «تعرف أن إقامة معسكر في المغرب خلال فصل الصيف أمر عسير جدا، لهذا أفضل إجراء معسكر في أوروبا، سنستفيد أكثر وسنبعد اللاعبين من أجواء الصخب، أما معسكر عين دراهم فمستبعد بالنظر للأوضاع الراهنة لتونس». والديربي البيضاوي المقرر إجراؤه في فرنسا ما موقعه في برنامج التداريب؟ «يمكن أن نخوض هذه المباراة في الفترة ما بين 6 و8 يوليوز أي عشرة أيام قبل المباراة الافتتاحية لدور المجموعات، عدا ذلك سيكون من الصعب تدبير التحضيرات، خاصة وأن هذه الإستعدادات لا تقتصر على مباراة القطن الكاميروني، بل هي استعدادات للبطولة والكأس ودوري شمال إفريقيا الذي عاد هذا الموسم، وسيؤثر على برامجنا». هل تجد صعوبات في تدبير هذا الوضع؟ «بالتأكيد للأسباب السالفة الذكر، للأسف كلما انتهى الموسم وقررنا الخلود إلى الراحة إلا وتبين أن الراحة ليست في قاموس المدربين، نحن الآن بصدد تدبير ملف التعاقدات بنوع من السرية التي يفرضها الوضع، أحيانا نصطدم بعراقيل كوجود أشباه وكلاء لاعبين وأحيانا نعاني من بطء المساطر وتقادمها، لكننا سنحاول تدبير الوضع، لأن المطلب الذي رفعه الجمهور الرجاوي هو: (الشعب يريد الشاميبانس ليغ)». حاوره: