المعرض لا يمكن له أن يحل مشكل القراءة فهذا المشكل أكبر من المعرض ومن وزارة الثقافة نفسها يتحدث الدكتور حسن الوزاني بصفته مديرا لمديرية الكتاب بوزارة الثقافة، ومديرا للدورة التاسعة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء لبيان اليوم، عن الحصيلة الإجمالية لهذه الدورة وعن الإكراهات التي واجهتها، كما يلفت الانتباه إلى المخطط الخاص بالكتاب والقراءة العمومية الذي تعده الوزارة والذي سيخرج إلى حيز الوجود، عما قريب. كيف كانت الظروف التي مرت فيها الدورة التاسعة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟ هذه الدورة حققت نجاحا ملموسا، يتجلى بالخصوص في حضور هام للناشرين بنسبة أكبر من الدورة السابقة، بالإضافة إلى البرنامج الثقافي سواء الذي تعده وزارة الثقافة أو الذي يتم بشراكة مع مؤسسات أخرى، من قبيل فقرة أصوات أمريكا اللاتينية والكرايبي الذي يسلط الضوء على عدد من الأصوات الإبداعية التي تنتمي لهذه القارة، ولقاءات مع الفائزين بجوائز المغرب للكتاب، والاحتفاء بعدد من الكتاب والمبدعين والباحثين، مغاربة وأجانب، ممن رحلوا عن دنيانا في السنوات القليلة الماضية.. إلى غير ذلك من الفقرات العديدة والمتنوعة، فقد تم تنظيم 120 لقاء بمشاركة 400 كاتبا من 35 دولة. هل واجهتكم إكراهات معينة، وما السبيل لتجاوز هذه الإكراهات؟ هذه التظاهرة الدولية، بالنظر إلى حجمها، لا بد أن تعتورها بعض الثغرات، من قبيل التداخل مع معرض الكتاب بالإسكندرية، غير أنه سيتم تقييم ذلك والعمل على تداركه، وإن كان ذلك يظل محمودا. كما أن إلغاء الخيمة في هذه الدورة، كان له تأثير إيجابي، حيث أنه سمح بتدبير جيد للمساحة الداخلية للمعرض، من حيث السيولة والممرات، كما أنه تمت العناية بالجانب الجمالي من ناحية تصميم الأروقة. ما هي التحولات الإيجابية التي طرأت على هذه الدورة؟ أعتقد أن من بين التحولات الإيجابية التي ميزت هذه الدورة، يمكن تسجيل أن نسبة مشاركة دور النشر الأجنبية كانت مرتفعة مقارنة مع الدورات السابقة، مما يؤكد على أن المعرض بات يكتسي جاذبية أقوى لدى الأجانب. ما مدى مساهمة المعرض في النهوض بوضعية القراءة والنشر ببلادنا؟ المعرض لا يمكن له أن يحل مشكل القراءة؛ فهذا المشكل أكبر من المعرض ومن وزارة الثقافة نفسها، على اعتبار أنه مشروع مجتمع بكامله. ولا بد هنا من التذكير بالمخطط الذي تعده الوزارة بهذا الصدد، والذي خضع لدراسة عميقة، كما أنه كان نتيجة مقارنة مع تجارب مماثلة في دول أخرى متحضرة، ومن المقرر الإعلان عن هذا المخطط المتعلق بالكتاب والقراءة العمومية في يونيو المقبل. ما هي أبرز ملامح هذا المخطط؟ أبرز ملامح مخطط الكتاب والقراءة العمومية، تتجلى في أن المبدأ الأساسي الذي يحمله هو أن وزارة الثقافة وحدها لا تحل المشكل، أما المبدأ الثاني الأساسي، فيكمن في إيجاد صيغة ملزمة للأطراف المعنية بصناعة الكتاب حتى لا يتم إعادة التجارب الفاشلة.