الموسم الفلاحي لن يتعدى 80 مليون قنطار رغم غزارة الأمطار مكنت التساقطات المطرية المتوالية في مختلف جهات المملكة من ضمان نمو متوازن للغطاء النباتي ومختلف الزراعات، على خلاف السنتين الأخيرتين. ويتوقع مختصون ومهنيون في مجال الفلاحة أن تصل محاصيل المغرب من الحبوب للموسم الفلاحي الجاري إلى أكثر من 80 مليون قنطار، كرقم دون المستوى القياسي الذي تم بلوغه سنة 2009 ، مع توقع أن تصل محاصيل فلاحية أخرى إلى مستويات عالية من المردودية. وعزا مندوب وزارة الفلاحة بجهة الشاوية ورديغة التفاؤل السائد داخل الوزارة إلى نسبة الأمطار المتساقطة بانتظام طيلة الموسم الفلاحي والتي أدت إلى تجاوز امتلاء السدود بنسبة تتجاوز 80 في المائة على العموم فيما اقترب معدل امتلاء عدد من السدود من 100 في المائة كسدي وادي المخازن والمسيرة . ورغم أن التساقطات المطرية تفاوتت بين شمال البلاد وجنوبها خلال الموسم الفلاحي الحالي، فإن نفس المصدر يرى بأن شمول هذه الأمطار في المدة الأخيرة لمختلف المناطق وكذلك عدم حدوث فياضانات في المناطق التي عرفت بالفيضانات في السنوات الأخيرة، وبالأساس جهة الغرب الشراردة بني حسن، وتحسن الفرشة المائية كلها أمور توفر إمكانية موسم فلاحي جيد إن على مستوى الحبوب الرئيسية أو الأشجار المثمرة أو البقوليات أو غيرها، علما بأن الزراعات الربيعية تنطلق في ظروف مناخية جيدة، ومن شأن تساقطات مطرية فيما تبقى من شهر مارس وفي شهر أبريل المقبل أن ترفع من توقعات الموسم الفلاحي. وهو ما أكده الباحث الزراعي عباس الطنجي الذي يرى أن الموسم الفلاحي شهد تساقطات مطرية متكررة، انطلقت مع بداية أكتوبر الماضي، وأن التساقطات المطرية لشهر نونبر كانت مهمة، إلى جانب أمطار النصف الثاني من مارس وبداية أبريل ، مؤكدا أنه يتوقع «موسما فلاحيا أكثر من جيد»، ومشيرا إلى أن الانتظارات كانت رهينة بتساقطات بداية شهر أبريل التي يمكن القول أنها حسمت إلى حد بعيد في نجاح الموسم الفلاحي. وأضاف الباحث الزراعي أنه «إلى حد الآن، الأمور تسير بشكل موفق والتساقطات منتظمة، وبما أن زراعات الحبوب تشكل 80 في المائة من إجمالي الزراعات بالمغرب، فإن هناك بوادر تدعو إلى التفاؤل». واعتبر الطنجي أن التساقطات السابقة والحالية كان لها دور كبير في نمو الزراعات، سواء بالمناطق البورية، أو بالجهات التي تعتمد على زراعات الأشجار. وأفاد أن هذه الأمطار تكتسي دورها الفعال من خلال نمو الغطاء النباتي بمراعي الماشية، التي توجد أغلبها بمناطق غير مسقية أو قاحلة، ما سيوفر لمربي الماشية أعلافا طبيعية، تعفيهم من اقتناء الأعلاف المركبة، ما سيكون له أثر جيد على اقتصاد العملة، الموجهة لاستيراد مكونات الأعلاف من الخارج، كما أن هذا المعطى الإيجابي سيضمن توفير لحوم ذات جودة عالية. بيد أن الموسم الفلاحي الذي يتوقع أن لا يتجاوز 80 مليون قنطار، يقول الطنجي، كان بالامكان أن يحطم الرقم المسجل سنة 2009 ، وأن يتجاوز بالتالي 105 مليون قنطار لو « انتفت العوائق التقنية والتواصلية والتكوينية تتمثل في نقص الأسمدة والبدور المختارة ومبيدات الأعشاب وعدم وعي أغلب الفلاحين بأهمية هذه المدخلات».