مكنت التساقطات المطرية المتوالية في مختلف جهات المملكة من ضمان نمو متوازن للغطاء النباتي ومختلف الزراعات، على خلاف السنتين الأخيرتين. وقال أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، إن الموسم الفلاحي شهد تساقطات مطرية متكررة، انطلقت مع بداية أكتوبر الماضي، وساعدت الفلاحين على تهيئ أراضيهم في ظروف ملائمة. وأضاف أوعياش، في تصرح ل"المغربية"، أن التساقطات المطرية لشهر نونبر كانت مهمة، إلى جانب الأمطار الحالية، مؤكدا أنه يتوقع "موسما فلاحيا جيدا". وأشار أوعياش إلى أن كل الانتظارات تبقى رهينة تساقطات بداية وأواخر شهر أبريل، التي تكون حاسمة إلى حد بعيد في نجاح أي موسم فلاحي بالمغرب. وقال رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية "إلى حد الآن، الأمور تسير بشكل موفق والتساقطات منتظمة، وبما أن زراعات الحبوب تشكل 80 في المائة من إجمالي الزراعات بالمغرب، فإن هناك بوادر تدعو إلى التفاؤل، وأتمنى أن تكون أمطار أبريل في موعدها هذه السنة". واعتبر أوعياش أن التساقطات السابقة والحالية كان لها دور كبير في نمو الزراعات، سواء بالمناطق البورية، أو بالجهات التي تعتمد على زراعات الأشجار. وأفاد أن هذه الأمطار تكتسي دورها الفعال من خلال نمو الغطاء النباتي بمراعي الماشية، التي توجد أغلبها بمناطق غير مسقية أو قاحلة، ما سيوفر لمربي الماشية أعلافا طبيعية، تعفيهم من اقتناء الأعلاف المركبة، ما سيكون له أثر جيد على اقتصاد العملة، الموجهة لاستيراد مكونات الأعلاف من الخارج، كما أن هذا المعطى الإيجابي سيضمن توفير لحوم ذات جودة عالية. وأضاف أوعياش أن من إيجابيات هذه التساقطات المطرية، امتلاء حقينة السدود، وتطور احتياطي الفرشات المائية، فضلا عن الارتياح النفسي العام. ويتميز الموسم الفلاحي٬ الذي يراهن على زرع 5.4ملايين هكتار من الحبوب والقطاني٬ بمواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد في الماء، وتحسين نظام التأمين الفلاحي، وتعزيز دعم صندوق التنمية الفلاحية٬ فضلا عن حماية الماشية. يشار إلى أن هذا الموسم انطلق في ظل الكثير من المتغيرات الإيجابية٬ بالنظر إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري، عملت، بمعية باقي المتدخلين، على رصد الإمكانيات الضرورية لإنجاح الموسم٬ بما في ذلك توفير البذور التي قدرت كميتها بمليون و500 ألف قنطار٬ والأسمدة (مليون طن)٬ كما أن المكتب الشريف للفوسفاط، عمل من خلال عملية "سماد" على تقريب الأسمدة من المناطق الجبلية والنائية.