الأمطار الأخيرة ستزيد من إنتاج الحليب ومشتقاته يتوقع المهنيون بالقطاع الفلاحي أن يكون الموسم الفلاحي جيدا بحكم الأمطار المسترسلة منذ أكتوبر الماضي. ويرى هؤلاء أن الأمطار المرتقبة خلال الأسبوع الجاري من شأنها أن تضمن جودة السنة الفلاحية الحالية سواء على صعيد زراعات الحبوب أو الزراعات الخريفية. ورغم التخوفات من كون أن هذه التساقطات قد تخلف خسائر وفيضانات في مناطق مختلفة، إلا أن فوائدها على القطاع الزراعي تبقى، حسب المهنيين، بالغة الأهمية، إذ ستستفيد منها مختلف الزراعات بنسب متفاوتة، سواء على مستوى الزراعات الخريفية أو بعض الخضراوات والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى التحسن في جودة المنتوجات ونوعيتها، سواء من حيث الحجم أو الجودة، ويتعلق الأمر خصوصا بالحوامض والزيتون والفواكه بأنواعها المختلفة. وحسب توقعات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية فالأمطار ستهم أغلب مناطق البلاد، وستأخذ طابعا عاصفيا بالشياظمة وسوس والحوز، وربما عبدة أيضا، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تسقط في هذه الجهات أزيد من 70 ملم من التساقطات في ظرف 24 ساعة.وأضافت المديرية، في بلاغ لها، أن الطقس الممطر سيستمر أيضا يوم الأربعاء بالجهات الشمالية، ووسط البلاد، إلى جانب زخات متوسطة على اللوكوس وطنجة والريف.، مشيرة إلى أن هذا الطقس سيتسبب في سقوط ثلوج على المرتفعات التي تفوق 2200 متر. وفي تصريح لأحمد أوعياش، رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، فهذه التساقطات لها أهمية كبرى نظرا لارتباط الفلاحة المغربية بأزيد من 80 في المائة من المساحات المزروعة البورية. ورغم التخوفات من احتمال هطول أمطار قوية وفيضانات في بعض المناطق مما يشكل عاملا سلبيا، قال أوعياش إن الموسم الحالي عرف أمطارا مبكرة خلال شهر أكتوبر الماضي وهذا لأول مرة منذ أزيد من 10 سنوات، يضيف الخبير الزراعي، كما استمرت التساقطات بشكل مسترسل مما يعد بموسم حسن إلى جيد. على مستوى الغطاء النباتي من المؤكد أن هذه التساقطات ستؤدي إلى نموه وتنوعه بشكل يستفيد منه قطيع المواشي، ما سيؤدي إلى زيادة في إنتاج الحليب ومشتقاته، ووفرة العرض من اللحوم بمختلف أنواعها. وحسب رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، فالتأثير الإيجابي للأمطار الحالية على المراعي من شأنه أن يؤدي إلى تقليص الاعتماد على الأعلاف المركبة وتخفيض أثمنة الأعلاف لكون الوسطاء والمحتكرين سيضطرون إلى إخراج الكميات المخزنة من هذه الأعلاف وعرضها في الأسواق تحسبا لموسم فلاحي جيد وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع أثمانها، يقول أوعياش. من جهة أخرى ستمكن التساقطات المطرية من تعزيز الطاقات التخزينية بالفرشات المائية والسدود، وبالتالي، توفير موارد مائية لضمان تزويد منتظم للساكنة بالماء الصالح للشرب وسقي الأراضي الزراعية.