وصف عدد من الفاعلين في القطاع الفلاحي، بداية هذا الموسم، بأنها متعثرة، معبرين عن تخوفهم من استمرار الوضع المناخي الحالي مدة أطول. فاعلون في القطاع الفلاحي متخوفون من استمرار الوضع المناخي الحالي (خاص) وقال أحمد أوعياش، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، إن "الحالة مقلقة بالنسبة إلى زراعة الحبوب، خاصة إذا استمر غياب التساقطات المطرية أزيد من أسبوع آخر". وأوضح أوعياش، في تصريح ل"المغربية"، أن تزامن موجة البرد، التي تكتسح حاليا مساحات زراعية شاسعة، إضافة إلى الصقيع، تعد محرجة لمرحلة إنبات المزروعات. غير أنه لم يستبعد إمكانية تدارك الموقف، وقال "رغم الخصاص الواضح في الأمطار، إلا أننا لم ندخل بعد مرحلة السيناريو الكارثي، ونحن متفائلون"، مذكرا بأن مواسم فلاحية سابقة انطلقت بهذه الوتيرة، إلا أن "أمطار نهاية شهر مارس وبداية أبريل كانت كافية لإنقاذها من السكتة القلبية". من جانب آخر، وصف أوعياش مستوى حقينة السدود بالجيد، وأكد أن مخزونها من المياه كاف لتغطية سنتين إضافيتين، معتبرا أن "الفرشة المائية كافية لتدبير ما تبقى من الموسم الفلاحي الحالي بشكل جيد بالنسبة إلى المدارات السقوية، المنتجة للفواكه والخضراوات". وأوضح أن المشكل بالنسبة إلى الفلاحين في هذه المناطق سيكمن في زيادة تكاليف الوقود المستعمل في ضخ المياه. وبخصوص المساحات المزروعة، أكد أفاد أوعياش أن أنها تناهز 4.5 ملايين هكتار، واستبعد أي تأثير لشح الأمطار على تربية المواشي. في السياق نفسه، قال إبراهيم الحسناوي، رئيس الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب، في تصريح ل "المغربية"، إن التخمينات الحالية تصب في اتجاه واحد، وهو توقف انطلاقة مناسبة للموسم الحالي على الأيام القليلة المقبلة، مفيدا أن الزراعات البورية توجد حاليا في وضعية حساسة، وهي في أمس الحاجة إلى المياه. واستبعد الحسناوي إمكانية تحقيق محصول مماثل من الحبوب لمحصول السنة الماضية (7,46 ملايين طن). وعزت وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري الارتفاع القياسي لمحصول الحبوب في الموسم السابق، إلى التساقطات المطرية الملائمة والموزعة بانتظام على مدار الموسم، بجميع المناطق الفلاحية، إذ بلغ المعدل الوطني للتساقطات قرابة 300 ميليمتر، بارتفاع 38 في المائة، مقارنة مع متوسط سنة عادية (215 ملم). وكانت الوزارة تتوقع أن يشهد الموسم الحالي محصول حبوب قياسي، بناء على العوامل المناخية في السنوات الأخيرة، وجهود الوزارة والحكومة في تأمين البذور والأسمدة والآليات الفلاحية، ومساعدة الفلاحين المتوسطين والصغار على تجاوز آثار الديون المترتبة عنهم. وعكس مخاوف المهنيين والفلاحين، أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري، بداية دجنبر الماضي، أن الموسم الفلاحي يتواصل في "ظروف جيدة"، ويطبعه تحسن مختلف المؤشرات، سيما الطلب القوي على البذور والأسمدة ووتيرة الحرث، مقارنة مع المؤشرات المسجلة، خلال الموسمين الماضيين. وحسب الوزارة، بلغ مجموع التساقطات المطرية، حتى 7 دجنبر الجاري، 137 مليمترا، بارتفاع نسبته 30 في المائة، مقارنة مع سنة عادية (105 ملم)، وبانخفاض بنسبة 26 في المائة، مقارنة مع الموسم الماضي في الفترة نفسها (186 ملم). وهمت عملية الحرث 4 ملايين هكتار، بزيادة قدرها 28 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، وبلغت مبيعات البذور حوالي مليون قنطار، ومبيعات الأسمدة حوالي 250 ألف قنطار.