الأمطار تبعث الأمل في موسم فلاحي جيد أنقذت الأمطار الأخيرة التي يشهدها المغرب، منذ نهاية الأسبوع الماضي، الموسم الفلاحي من شبح الجفاف والصقيع الذي ضرب البلاد، مبعدة بذلك سيناريو السنة الماضية، الذي دفع الحكومة، خلال الفترة الزمنية ذاتها، إلى تخصيص أكثر من مليار درهم لمساعدة المزارعين الذي تأثروا بشح السماء وتقلبات الجو. وأبدى فلاحون، من مختلف المناطق، استبشارا بعد التساقطات المطرية الأخيرة، التي بعثت في أوساطهم ارتياحا وآمالا في إنقاذ الموسم الفلاحي، واعتبروها مؤشرا لطلائع موسم فلاحي واعد في حال استمرارها على نفس الوتيرة حتى مطلع شهر مارس القادم. ووصف أحمد أوعياش رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية «كومادير» في تصريح لبيان اليوم، تأثير هذه التساقطات على الموسم الفلاحي ب «الإيجابي» بالنظر إلى حجمها وكذلك بالنظر إلى كونها همت جميع المناطق الزراعية بالمغرب. واعتبر أوعياش أن «الارتفاع النسبي والملحوظ الذي عرفته درجة الحرارة بالموازاة مع هذه التساقطات سيكون له تأثير إيجابي على مردودية كل المنتجات الفلاحية، بالإضافة إلى التحسن المهم الذي ستعرفه مختلف المراعي التي شهدت تدهورا خطيرا خلال السنة الماضية، مما سينعكس إيجابا على جودة القطيع وعلى تربية الماشية بصفة عامة». بالإضافة إلى ذلك، فإن التساقطات الأخيرة، يضيف رئيس «كومادير» سيكون لها «الآثار الإيجابية على ارتفاع حقينة السدود وعلى منسوب المياه الجوفية، التي تستفيد منها على الخصوص الفلاحة الصغيرة بالمناطق النائية والمناطق الجبلية التي تعتمد على الآبار والينابيع كسبيل وحيد للسقيّ». من جانبه، قال عباس الطنجي الخبير الزراعي والأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في تصريح لبيان اليوم، إن هذه التساقطات «تشكل مبعث أمل وتفاؤل لكونها جاءت في الوقت المناسب، وهمت كل المناطق الزراعية من طنجة إلى أسفي، وذلك بعد التخوف الذي انتاب المزارعين جراء تأخر هذه التساقطات لمدة 40 يوما». وأضاف الطنجي، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن الفترة الحالية، بعد هذه التساقطات، هي فترة التسميد ومحاربة الأعشاب الضارة خاصة بالنسبة للحبوب، مما يعني ارتفاع الطلب على شراء الأسمدة والمبيدات، ما يفرض على وزارة الفلاحة، بحسبه، أن «تراقب الأسعار وأن تتدخل لدعم المزارعين لشراء هذه المواد، لأن التساقطات، وإن كانت مهمة، فهي وحدها لا تكفي، في إشارة إلى الدور الذي يتعين على الدولة القيام به في مجال دعم الفلاح لشراء الأسمدة والمبيدات». من جانب آخر، ذكر كل من أحمد أوعياش وعباس الطنجي أن هذه التساقطات، سيكون لها تأثير على بعض المحاصل الزراعية كالخضروات والليمون وفي تأخير موسم جني قصب السكر. وأوضح الطنجي أن الاطمئنان على الموسم الفلاحي، «سابق لأوانه»، رغم الآمال التي بعثتها هذه التساقطات، لأن الموسم «لا زال طويلا»، معربا عن أمله في أن يعرف فصل الربيع تساقطات مماثلة لضمان موسم جيد. وعلى العموم فإن هذه الأمطار ستكون مفيدة، خاصة بالنسبة للفلاحة البورية التي تمثل قرابة 90% من المناطق الزراعية، وتعتمد فقط على التساقطات.