فرنسوا هولاند يشيد بالتجربة المغربية في مجال الحقوق والحريات غادر الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مرفوقا بالسيدة فاليري ترييرفيلر، مساء أول أمس الخميس، المغرب في ختام زيارة رسمية للمملكة استغرقت يومين. وكان في توديع هولاند، لدى مغادرته مطار الرباط- سلا، بالخصوص، رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران. هذا وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن زيارته إلى المغرب فتحت آفاقا جديدة للعلاقات الاستثنائية بين فرنسا والمغرب، منوها بالأشواط الكبيرة التي قطعها المغرب في مجال التحديث والديمقراطية. وجدد هولاند دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي كأساس لإنهاء النزاع في الصحراء. ونبه فرانسوا هولاند، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عشية الخميس، في ختام زيارة الدولة التي قام بها إلى المغرب، إلى أن الوضع في منطقة الساحل يقتضي إيجاد حل لمشكل الصحراء، وقال «إن الوضع غير المستقر في هذه المنطقة يبين إلى أي درجة يظهر أن عدم تسوية النزاعات يمكن أن يغذي الجماعات الإرهابية، ويؤدي إلى تأزيم وضعية اللا استقرار»، مضيفا «إن تطور الأوضاع في هذه المنطقة يحتم علينا العمل بمزيد من الإلحاح والاستعجال في حل هذه القضية في ضوء معاناة السكان لأكثر من 30 عاما». وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس الأخيرة إلى المنطقة، تدخل في إطار البحث عن مقترحات جديدة لتجاوز الجمود الحالي من أجل التوصل إلى تسوية متفاوض بشأنها ومقبولة من جميع الأطراف. وجدد هولاند موقف بلاده المساند لجهود الأممالمتحدة في إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع في الصحراء، على أساس قرارات مجلس الأمن، وفي نفس الوقت أعلن أن فرنسا تعتبر مبادرة المغرب لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا بأنها جدية وذات مصداقية». وأشاد الرئيس الفرنسي، خلال لقائه مع الصحافة، بحكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن المغرب ليس فقط لم يعرف الربيع العربي، بل استبقه» في ظل المسلسل الديمقراطي الذي انطلق به منذ أزيد من عقد من الزمن، وصولا إلى الدستور الجديد الذي تم اعتماده في 2011، والذي يتضمن جوانب مهمة، لا يمكن إنكارها، كما قطع أشواطا كبيرة في مجال الديمقراطية والتعددية والحريات». وأعرب هولاند عن تقديره للمكتسبات التي حققها المغرب في مجال الحقوق، على سبيل المثال حقوق المرأة. وقال «تباحثت مع جلالة الملك في هذا المجال، ولمست لدى جلالته انخراطا كبيرا في هذا المجال، ويجب الاعتراف بذلك». وأكد أن فرنسا لا تنصب نفسها للحكم على أي تجربة، والمغرب قام بمجهودات جبارة في مجال الحقوق والحريات، في ظل الاستقرار والهدوء، لأن الملك عرف كيف يستبق، ولأن الأحزاب السياسية عرفت أيضا كيف تكون في مستوى مسؤولياتها، وطبيعي جدا أن تكون هناك بعض النواقص، أو التأخر، وإذا لم نعترف بأن هناك تقدما محرزا فإن ذلك سيكون من باب الجحود. وحذر فرانسوا هولاند أن يحيد الربيع العربي عن المبادئ التي حملها ودافع عليها، على مستوى الحقوق والحريات. وهو ما سيشكل نكوصا وتراجعا، في نظره. وبارتباط مع الأزمة السورية، أعلن رئيس الجمهورية الفرنسية أنه لم يتم تسليم أي أسلحة للمعارضة السورية خشية استعمالها ضد مصالحنا. وأشاد بمستوى التنسيق في المواقف بين المغرب وفرنسا في هذا السياق, مبرزا أن المنتظم الدولي جاد منذ أشهر في البحث عن حل سياسي يخرج سوريا من المأزق الذي توجد فيه. وقال لقد حان الوقت لرحيل نظام بشار الأسد، ونحن نتفاوض مع روسيا من أجل ذلك، داعيا المعارضة السورية في نفس الوقت إلى الوحدة، وتجاوز الخلافات والانقسام لتقوم بدورها في المرحلة المقبلة. واعتبر فرانسوا هولاند أن زيارته إلى المغرب فتحت آفاقا جديدة للعلاقات الاستثنائية مع المغرب، معربا عن شكره وامتنانه لجلالة الملك، وللحكومة المغربية، وللبرلمان، والمجتمع المدني والشعب المغربي قاطبة. وقال إن العلاقات بين فرنسا والمغرب دخلت مرحلة جديدة، سواء على مستوى المشاورات السياسية وتطابق وجهات نظرهما حول العديد من القضايا، أو على مستوى الشراكة الاقتصادية، باعتبار المغرب بوابة لفرنسا نحو إفريقيا.