نبيل بنعبد الله يدعو في تطوان إلى استفادة المغاربة بشكل عادل من ثمار التنمية مناظرة جهوية لحزب التقدم والاشتراكية بالشمال لتقييم التحولات وتشخيص الواقع شخص محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وضعية الإصلاحات الكبرى التي تعرفها البلاد وخاصة في الشمال، معتبرا أن هذه الإصلاحات لها مكامن قوة في حين لازالت هناك نقائص أو مناطق ظل. وقال نبيل بنعبد الله في أول نشاط حزبي جهوي منذ توليه الأمانة العامة، في لقاء مفتوح للمجلس الجهوي لجهة طنجة تطوان لحزب التقدم والاشتراكية بمدينة تطوان يوم السبت الماضي، «عندما نلتقي بالمناطق الشمالية لا يمكن إلا أن نؤكد على التحولات الكبيرة التي عرفتها المنطقة على مستويات متعددة، سواء على مستوى التجهيزات أو البنيات التحتية التي تجعل الصلة بين الجهة وباقي مناطق البلاد سهلة من خلال البنية الجديدة للشبكة الطرقية، وكذا الأوراش الكبرى المهيكلة، وخاصة ورش طنجة المتوسط، ومشروع رونو، وغيرهما من المشاريع التي أضفت حيوية جديدة وتحولات مجالية لهيكلة العديد من مدن الشمال.» وفي الوقت نفسه، ذكر بنعبد الله بأن ما تعيشه المنطقة من تحولات، وما تشهده العديد من مناطق البلاد الأخرى، يعبر «عن صحة الاختيار عندما اعتبرنا سنة 1998 أنه من الضروري أن نشارك في إطار الحل الوسط التاريخي أو حكومة التناوب، وأن جزء كبيرا من مظاهر التحول يعود فيه الفضل لنا ولحلفائنا بقسط وافر لأننا نادينا بهذه التحولات، وهناك كثيرون ممن ناضلوا لأجل هذا التحول، ولأجل بلورته على أرض الواقع، وقدموا تضحيات جسيمة من أجل ذلك، مذكرا بأن حزب التقدم والاشتراكية كان على رأس من طرحوا فكرة الأوراش الكبرى من مطارات وطرق وموانئ وناضلوا من أجل أن تتحقق على أرض الواقع. وهو ما يتطلب إعطاء الدليل أن السياسة قيم وأخلاق ومبادئ وتشبث بالصالح العام». لذلك «يمكن أن توجد صيغ لتحالفات ميدانية قد تكون أكثر أهمية من التحالفات الوطنية، حول قضايا وهموم المواطنين وليس حول مصالح أو أشخاص لمواجهة نقائص المرحلة الإصلاحية الحالية»، يضيف المتحدث. وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بأن ما يعرفه المغرب من تحولات في المجال الاقتصادي وفي مجال حقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية والثقافية، جاء نتيجة نضالات ومعارك أفضت إلى هذه التحولات، لذلك، فإن الحفاظ على العديد من المكتسبات ومواجهة النقائص القائمة يتطلب نفس الوثيرة النضالية بل ورفعها من أجل الأوراش الأكبر التي تفترض أن تقود إلى أن يستفيد أكبر عدد من المغربيات والمغاربة من ثمار نتائج التنمية في عين المكان، فالتحولات الكبرى وإعادة هيكلة المدن يجب أن تصاحبه إعادة توزيع مجالي وطبقي للخيرات الجديدة، مضيفا أنه «لا يمكن أن نقبل أن نرى تحولات في بناء ميناء طنجة المتوسطي والطرق السيارة بوجدة وبني ملال وأكادير ومشاريع أخرى متطورة، إلى جانب أنفكو كقرية معزولة في الجبال ليس لساكنتها ما يأكلوه وما يتغطون به من البرد. ونماذج مماثلة لها بالشاون والمناطق المجاورة والعديد من المناطق الريفية» مشددا على أن البعد الاجتماعي مسألة أساسية، فمواصلة الدينامكية الاقتصادية تفرض استفادة الجميع والقضاء على الفقر وسوء التمدرس ومشاكل الصحة الإنجابية والأمية... وفي هذا الجانب، أكد بنعبد الله، متوجها لأعضاء الحزب والتنظيمات الحزبية، بأن تحسين وتيرة التنمية على نحو نوعي يستفيد منه السكان في عين المكان والقضاء على المظاهر السلبية المرافقة للتحولات القائمة، يتطلب مواصلة النضال والكفاح، مشددا أن الأجيال السابقة التي ناضلت من أجل التحولات الحالية يجب أن تستمر بنفس الوثيرة إلى جانب الأجيال الجديدة التي يجب أن تساهم في بناء المغرب الذي يتطور على أساس استفادة كافة الشرائح الاجتماعية من خلال توزيع عادل للخيرات، ومناصب شغل للجميع، والحق في أجور جيدة، وخدمات اجتماعية، وحقوق اجتماعية بما فيها الحق في العطلة والراحة والاستجمام كحق من حقوق الإنسان، وغيرها. وفي هذا الجانب أكد أن طموح الحزب لإنجاز الجيل الجديد من الإصلاحات للفترة 2010-2020 يتطلب أن نسير رفقة حلفائنا في الاتجاه الصحيح للتغلب على النقائص القائمة. وتحدث بنعبد الله عن البعد الثقافي في التنمية، مشيرا إلى أن التنمية الجهوية لا يمكن أن تتطور وتتحقق دون أن يكون البعد الثقافي في صلب مشروع التنمية الجهوية، وأن تعرف الحياة الثقافية تطورا مماثلا ومواكبا لأصالة وتجدر المغرب الحضاري والثقافي وتطلعات المغاربة. فالإصلاحات «يجب أن تطال البعد الثقافي والفني والتراث الثقافي بالبلاد. فبفضل الثقافة يمكن للمغرب أن يكسب نقطة أو نقطتين في مؤشرات التنمية»، مذكرا في نفس الوقت بأن «مدينة تطوان والعديد من المناطق الشمالية أعطت أمجادا حقيقية للثقافة بفضل الحس الثقافي للساكنة وبفضل العديد من البنيات الثقافية القائمة مشيرا إلى أن الاستثمار في الثقافة يمثل ضمانة لأن يعيش أطفال المغاربة حياة أفضل. وفي ختام كلمته كشف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن التحضير لتنظيم مناظرة جهوية من مستوى عال حول التنمية الجهوية بالشمال في نهاية السنة الجارية، تستهدف تشخيص الواقع التنموي القائم بالجهة الشمالية والديناميات الجديدة التي عرفتها والتحولات القائمة، وكذا نقائص المسار التنموي حتى يستطيع الحزب تقديم مقترحات ملموسة لصالح تطوير المسلسل التنموي القائم على حد قوله. وفي نفس السياق، أكد أن هذا النهج ينسجم وسعي حزب التقدم والإشتراكية إلى بناء تصورات للتنمية الجهوية لأجل تقديم برامج تنموية واقتصادية اجتماعية وسياسية تهم الجهات، وتساعد التنظيمات الحزبية إلى الانطلاق في عملها اليومي من أسس علمية وقدرة اقتراحية بناءة في توطيد صلاتها بالساكنة، وتوطيد الديمقراطية المحلية ومشاركة المواطنين. ومن جهته ذكر محمد بنسالم رئيس مجلس التنسيق لجهة طنجة تطوان وعضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، أهمية اللقاء الذي يجمع فروع الحزب بمختلف مناطق الجهة الشمالية بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي وأعضاء من اللجنة المركزية ومستشارات ومستشاري الحزب بالجهة، وذكر بالظروف التي ينعقد فيها والتي تتميز بتوافد عدد كبير من السياح من الداخل والخارج إلى المنطقة، مؤكدا أن اللقاء هو لقاء أولي مخصص لمناقشة ما تعرفه الجهة من تحولات في علاقاتها بالإسقاطات الاجتماعية على الساكنة المحلية والتنمية المستديمة بالمنطقة من أجل ربط التنظيمات الحزبية بقضايا الساكنة . وفي نهاية العرض، ساهم الحاضرون من مناضلي الحزب وعدد من ممثلي الأحزاب القريبة والمنظمات النقابية والجمعيات المختلفة في نقاش مفتوح تطرق للعديد من المشاكل والقضايا التي تعاني منها الساكنة بمدينة تطوان. وتميزت التدخلات بلحظات مؤثرة لمواطنين وأعضاء الحزب قدموا شهادات حول بعض مظاهر الحيف وعدم الإنصات التي تواجه بها قضاياهم بعض الأوساط المسؤولة بالجهة.