المشاركون رفعوا شعارات لإسقاط الفساد وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية لم تمنع قطرات المطر التي تساقطت على العاصمة آلاف المحتجين للخروج في مسيرة وطنية دعت إليها الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، للمطالبة ب «إسقاط الفساد» والتنديد بسياسة الحكومة الحالية. منذ الساعات الأولى للصباح بدأت تتقاطر على الرباط حافلات قادمة من مختلف المناطق تقل المشاركين في المسيرة الوطنية، استجابة لنداء المركزيتين النقابيتين، منهم من قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى العاصمة، ومنهم من فضل التنقل بوسيلته الخاصة، ومنهم من اختار الوصول عبر القطار. في ساحة باب الأحد تجمهر عشرات المئات من الأشخاص في وقت مبكر متشحين باللونين الأصفر، الذي يرمز إلى الكنفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) والوردي شعار الفيدرالية الديمقراطية للشغل (فدش)، ومع مرور الوقت بدأت تتسع دائرة المشاركين الذين تجمهروا في المكان المحدد لانطلاق المسيرة، رافعين لافتات تعبر عن مطالبهم الأساسية. من النظرة الأولى تظهر مشاركة كل التنظيمات النقابية المنضوية تحت لواء المركزيتين، ومن كل المناطق تقريبا، من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق. وتميزت المسيرة منذ انطلاقتها بتنظيم جيد، على عكس المسيرات السابقة، وبانضباط كبير للمشاركين فيها. وتحت رذاذ المطر الناعم انطلقت المسيرة الوطنية للمركزيتين النقابتين، من ساحة باب الأحد، قبل أن تتوجه رأسا عبر شارع الحسن الثاني، في وقت كان عدد المشاركين يتزايد شيئا فشيئا. ولم تعرف المسيرة، على غرار سابقاتها تسابقا لاحتلال مقدمتها، ولم تعرف حتى في أي لحظة من لحظاتها أي مناوشات أو احتكاك بين المشاركين، كما كان يقع في مسيرات أخرى. على طول شارع محمد الخامس، الشريان الرئيسي بالعاصمة، صدحت حناجر المشاركين بشعارات المطالبة بتحسين الأوضاع، وتوفير سبل العيش الكريم والكرامة، كما ردد المشاركون شعارات تطالب بإسقاط الفساد، وتنادي بالكرامة للجميع. وسجل المشاركون أقوى لحظات المسيرة عند الوصول أمام البرلمان، حيث توقفوا لترديد شعارات مناوئة للحكومة وسياستها، والمطالبة بالكرامة وصيانة الحقوق، ولا تمر كوكبة دون تسجيل حضورها لبضع الوقت أمام المؤسسة التشريعية، مستلهمة شعارات من قبيل «عليك لامان عليك لامان.. لا حكومة لا برلمان». وعلى مدى أكثر من ثلاث ساعات، هي مدة المسيرة لتقطع مسافة حوالي كيلومترين، ما بين ساحة باب الأحد وباب الرواح، ارتفعت شعارات اجتماعية ذات نفس سياسي مباشر.