منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى660 مليون دولار في العام 2013 لتمويل برنامج مكافحة الشلل بعد مرور ستين سنة على اكتشاف اللقاح توشك الجهود لاستئصال شلل الأطفال في العالم على تحقيق هدفها لكنها مهددة بنقص الأموال وعدوانية الجماعات المتشددة في باكستان ونيجيريا حيث لا يزال المرض وباء مزمنا. وأكد اوليفر روزنباور المتحدث باسم برنامج استئصال المرض في منظمة الصحة العالمية «إن العالم لم يكن مطلقا قريبا إلى هذا الحد من استئصال شلل الأطفال في حين أصبح لدينا الآن أقل عدد من الحالات والبلدان المصابة». وتم في العام 2012 إحصاء 223 إصابة فقط مقابل 360 ألفا في 1988 عندما أطلقت الأممالمتحدة حملة للقضاء على المرض المعدي جدا والذي يفتك بالأطفال الصغار الذين أصيب عدد منهم بالشلل وتوفي منهم ما بين 5 و10 في المائة. وقد سجلت جميع هذه الحالات ال223 باستثناء ست حالات، في نيجيريا (122) وباكستان (58) وافغانستان (37) بحسب منظمة الصحة العالمية. وقال اوليفر روزنباور لوكالة فرانس برس إن نجاح الهند في القضاء على فيروس شلل الأطفال منذ سنتين يؤكد «أن استئصال المرض ممكن تقنيا». وحذر من أنه بدون القضاء الكامل على الفيروس فان عدد الحالات قد يزيد مع 200 ألف إصابة جديدة كل سنة خلال عشر سنوات، مشيرا إلى خطر العنف أثناء حملات التلقيح في آخر بؤر المرض. ففي نيجيريا وباكستان تتهم شخصيات دينية أو سياسية اللقاح بأنه يحتوي على عناصر مصدرها الخنزير المحرم للاستهلاك أو أنه يتسبب بالعقم مما يغذي شائعات عن مؤامرة غربية للإساءة إلى المسلمين. وأوقعت هجمات عدة على فرق التلقيح أو مراكز صحية عشرات القتلى في الأشهر الأخيرة خصوصا في مناطق نائية في هذين البلدين. إلى ذلك تتهم وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي ايه) في باكستان بأنها قامت بحملة خادعة للتلقيح للحصول على عينات للحمض الريبي النووي من السكان في إطار مطاردة أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي قتل في مايو 2011 على يد كومندوس أميركي. وقالت طبيبة الأطفال كارول بانداك المسؤولة عن برنامج مكافحة المرض في نادي الروتاري، المنظمة الخيرية الأميركية المشاركة بشكل نشط في حملات مكافحة شلل الأطفال، «ما من شك أن هذه المجموعات التي تحارب التلقيح تشكل تحديا أمام (حملة) استئصال» الوباء. ولنزع فتيل هذه العدائية شرعت منظمة الصحة العالمية بحملة توعية لدى الشخصيات الدينية الرئيسية والحكومات في البلدان المعنية، كما أوضحت الطبيبة في مقابلة مع وكالة فرانس برس، مشيرة إلى تعبئة كبيرة على المستوى الرئاسي في نيجيريا. وأضافت «أن الهدف هو الاتصال محليا مع الزعماء الدينيين والسلطات التقليدية لإعلامها بفوائد التلقيح والتمكن أيضا من الاستماع إلى هواجسها». وفضلا عن مشكلة العنف «فان تمويل حملة استئصال (المرض) تشكل تحديا» كما تشدد بانداك مؤكدة أن الحملة بحاجة ل660 مليون دولار في العام 2013 لتمويل هذا الجهد، أي أكثر من نصف الميزانية السنوية المقدرة بنحو مليار دولار، والتي تسهم فيها خصوصا دول مجموعة الثماني ومؤسسة غيتس ونادي الروتاري العالمي. واستئصال شلل الأطفال من شأنه أن يفتح الطريق أمام تحقيق نجاحات في مكافحة أمراض أخرى خصوصا الحصبة كما قال الدكتور والتر ارونشتاي رئيس مجموعة الخبراء المستقلة في منظمة الصحة العالمية حول القضاء على شلل الأطفال. وقال لفرانس برس إن الحملة العالمية لمكافحة شلل الأطفال «سمحت بإقامة شبكة مختبرات حديثة جدا واكتساب مهارة تسمح بالتصدي لأمراض أخرى في المستقبل». وقد اكتشف الأميركي جوناس سالك اللقاح ضد شلل الأطفال. وأعلن في 26 مارس 1953 نجاح أول تجربة سريرية على بعض المتطوعين بينهم هو شخصيا وأولاده الثلاثة وزوجته. وفي العام 1955 أعلن اللقاح رسميا آمنا وفعالا.