تحتضن مدينة مراكش، من 20 إلى 22 مارس الجاري، الدورة الأولى لمؤتمر الاستثمار العالمي لشمال إفريقيا، المنظم بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات حول موضوع «جاذبية شمال إفريقيا للاستثمارات الأجنبية المباشرة». وسيشارك في هذا المؤتمر، ذي الطابع الاقتصادي، أزيد من 250 شخصا يمثلون القطاعات الاقتصادية والسياسية ورجال الأعمال ومستثمرين دوليين ومحليين، وذلك من أجل تقاسم ومشاركة فرص الاستثمار في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويهدف هذا المؤتمر إلى جمع المستثمرين الأجانب الباحثين عن فرص الاستثمار في شمال إفريقيا، وإبراز الامكانيات التي تتوفر عليها هذه المنطقة لكي تصبح وجهة محورية للمستثمرين الأجانب، والتعريف بالمشاريع الجديدة للاستثمار بهذه القارة، علاوة على دعم مكانة المغرب باعتباره بوابة للولوج الى الاسواق الإفريقية. وتشكل هذه التظاهرة، أيضا، مناسبة لتبادل الآراء حول أفضل الممارسات، والالتقاء بالزبناء والشركاء المفترضين، إلى جانب الاطلاع على آخر الفرص التي يقدمها عالم الأعمال والاستثمار في المجالات المرتبطة بالنمو. وحسب منظمي هذه التظاهرة، فإن اختيار المغرب لاستضافة أول مؤتمر للاستثمار العالمي لشمال إفريقيا، لم يكن وليد الصدفة، بل يأتي لكون المملكة تبنت ورشا مهما للإصلاحات من أجل تحسين مناخ الأعمال بالمغرب، وتحديث الأسواق المالية وتحسين جاذبيتها وملاءمة البنيات التحتية للمعايير الدولية، بالإضافة إلى كون المملكة تتمتع بمزايا مهمة لتصبح محورا إقليميا للأعمال، بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي واتفاقات التجارة الحرة التي وقعتها. وسيتضمن برنامج هذا المؤتمر مناقشة مواضيع معينة خلال ورشات عمل كصناعة السيارات والطيران والطاقة والبيئة بالإضافة إلى الخدمات والتكنولوجيات الجديدة وتطوير المهارات وريادة الأعمال. وقد تدفق على المغرب سنة 2011 ما قيمته 25.6 مليار درهم وهو ما شكل تراجعا مقارنة مع السنة التي سبقتها بنسبة 26.9 في المائة. ويعزى هذا التراجع إلى غياب أية عملية استثنائية كالتي تمت خلال 2010 مع فرانس تليكوم التي اشترت 40 في المائة من رأسمال ميديتيل، بالإضافة إلى عملية رفع رأسمال البنك المغربي للتجارة الخارجية. وبالرغم من هذا التراجع، فإن احتساب التدفق الصافي للاستثمارات الخارجية يجعل من المغرب، حسب التقرير العالمي حول الاستثمار، البلد الذي حقق أكبر ارتفاع للتدفقات الصافية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في افريقيا الشمالية متقدما على العديد من البلدان المنافسة. فقد بلغت هذه التدفقات 20 مليار درهم مسجلة ارتفاعا بنسبة 54 في المائة. أما الوحدة المتخصصة ل»فايننشل تايمز»، فاعتبرت في تقريرها الأخير المتعلق بموسم 2011-2012 وفي نطاق ترتيبها للدول الإفريقية للمستقبل، أن المغرب يعد البلد الأكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا متقدما على جنوب افرقيا التي كانت تحتل الصف الأول على مدى ثلاث سنوات.