سنتان فقط.. أمام المغرب لتحسين مناخ أعماله ورفع جاذبيتهحذر حميد بلفضيل، مدير مركز الاستثمار الجهوي بالدار البيضاء، من أن المغرب لم يبق أمامه سوى سنتين من أجل تحسين مناخ الأعمال ورفع جاذبيته للاستثمارات الخارجية. ونبه بلفضيل، خلال ندوة نظمها الاتحاد العام لمقاولات المغرب الخميس الماضي بالدار البيضاء حول موضوع متعلق بالاستثمار، إلى أن بلدان الجوار تقوم، خلال هذه الفترة الممتدة على مدى سنتين وبمساعدة ودعم الهيئات الدولية المختصة، بتأهيل وتحسين مناخ الأعمال بها ورفع جاذبيتها للاستثمارات، مضيفا أن على المغرب ألا يفرط في وضعه المتقدم نسبيا في هذا المجال خلال السنوات الثلاثة الماضية. وفيما يتعلق بالاستثمارات الخارجية، تدفق على المغرب سنة 2011 ما قيمته 25.6 مليار درهما وهو ما شكل تراجعا مقارنة مع السنة التي سبقتها بنسبة 26.9 في المائة. ويعزى هذا التراجع إلى غياب أية عملية استثنائية كالتي تمت خلال 2010 مع فرانس تليكوم التي اشترت 40 في المائة من رأسمال ميديتيل، بالإضافة إلى عملية رفع رأسمال البنك المغربي للتجارة الخارجية. وبالرغم من هذا التراجع، فإن احتساب التدفق الصافي للاستثمارات الخارجية يجعل من المغرب، حسب التقرير العالمي حول الاستثمار، البلد الذي حقق أكبر ارتفاع للتدفقات الصافية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا الشمالية متقدما على العديد من البلدان المنافسة. فقد بلغت هذه التدفقات 20 مليار درهما مسجلة ارتفاعا بنسبة 54 في المائة. وحسب معطيات الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، تواصل الاستثمارات المباشرة القادمة من دولة الإماراتالمتحدة ارتفاعها للسنة الثانية على التوالي بنسبة 71 في المائة ما بين 2009 و2011 كما تحتل الإمارات 10 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة على المغرب. هذه الاستثمارات تتوجه أساسا إلى قطاع الطاقة والمعادن بنسبة 37.3 في المائة، وقطاع الصناعة والسيارات بنسبة 28 في المائة و16.5 في المائة على التوالي. وتفيد ذات المعطيات أن المغرب يحتل الصدارة بين دول الجنوب المتوسطي في جلب الاستثمارات الإماراتية. كما جاء في الوثائق التي وزعت خلال هذه الندوة أن الوحدة المتخصصة ل «فايننشل تايمز»، اعتبرت في تقريرها الأخير المتعلق بموسم 2011-2012 وفي نطاق ترتيبها للدول الإفريقية للمستقبل، أن المغرب يعد البلد الأكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة في إفريقيا متقدما على جنوب إفريقيا التي كانت تحتل الصف الأول على مدى ثلاث سنوات. وحسب التقرير فالمغرب من الدول القلائل بالمنطقة التي سجلت ارتفاعا في عدد المشاريع المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة في 2010، حيث ارتفعت نسبة عدد المشاريع إلى 40%، وفاقت نسبة نمو الاستثمارات برأس المال 50%. وحسب ذات المصدر فقد تمكن المغرب سنة 2011 من جذب 70 مشروعا جديدا، مقابل 154 لجنوب إفريقيا و55 لكينيا.