الفنانون يتبرعون بالدم تحت شعار «كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ 3 أشخاص.. يمكننا جميعا أن نكون أبطالا».، تتواصل الحملة الوطنية للتبرع بالدم والتي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كان سباقا إلى التبرع بدمه لدى تدشينه لمركز تحاقن الدم بمدينة فاس، ومن أجل أن يصبح التبرع بالدم ثقافة وطنية لدى المواطن المغربي، بهدف باعتبار مخزون الدم يعد في مقدمة الأولويات الأساسية للصحة العمومية، وجعله عنصرا للسلامة الصحية بامتياز. وقد عرفت الأيام القليلة الماضية مساهمة نبيلة من قبل أعضاء من العائلة الملكية في حملة التبرع الوطنية. وعقب ذلك شملت الحملة العديد من المتبرعين من شتى الشرائح، انطلاقا من أعضاء الحكومة وسائر المؤسسات الوطنية، والإدارات العمومية، والأحزاب السياسية التي بادر المنتسبون إليها للتبرع بالدم كقيمة إنسانية وكواجب وطني تضامني يجب أن يساهم فيه الجميع. وترمي هذه الحملة إلى جمع 40 ألف تبرعا بالدم للاستجابة إلى كل الحالات الطارئة والاستعجالية، وبالتالي إمكانية سد العجز الحاصل على مستوى الدم في البلاد، والذي يقدر بحوالي 28 في المائة». وكمحاولة لرفع مستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية الطابع الحيوي والإنساني للتبرع بالدم٬ وبمبادرة من النقابة المغربية لمحترفي المسرح، أقبل العديد من الفنانين والمثقفين المغاربة على الانخراط الكثيف في الحملة، حيث لم تتأخر عشرات الشخصيات من عالم الموسيقى والمسرح والسينما، عن إبداء استعدادها للمشاركة في هذه البادرة والتي يرتقب أن تكون الأكبر من نوعها في المغرب. وهكذا شهد المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط يوم الأربعاء الماضي تقاطر العشرات من الفنانات والفنانين المغاربة من جميع جهات المغرب، للمساهمة في هذه الحملة التعبوية ذات المغزى التضامني العميق، الذي يندرج في إطار تحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالدم كإحدى الأولويات الأساسية لقطاع الصحة العمومية في المغرب. وفي تصريح لبيان اليوم قال الدكتور مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح «إن تبرعنا كفنانين مغاربة بدمنا كان استجابة عفوية للمبادرة التي أطلقتها وزارة الصحة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. ونحن نعتبرها خطوة تضامنية إنسانية لتشجيع كل المواطنين، رجالا ونساء، للسير على النهج الذي كان جلالة الملك أول من أعطى انطلاقة المسير فيه. جلالة الملك أعطى المثال، ونحن، على هديه، نساهم مع إخواننا المغاربة في هذه الحملة المباركة التي ستسمح بإنقاذ العديد من الأرواح». وأضاف نقيب المسرحيين المغاربة، أنه «إذا كان التبرع بجزء من الدم يعد اليوم واجبا وطنيا، فنحن كفنانين نطالب بأن لا تكون هذه الالتفاتة المواطنة موسمية، بل أن تصبح مبادرة طيبة على مدار أيام السنة، كعمل إنساني منظم يضخ دماء سخية لكل مراكز تحاقن الدم في بلادنا والتي هي في حاجة ماسة إليها لإنقاذ حياة إنسان من الخطر.. ونحن كفنانين مغاربة على يقين بأن هذه الحملة التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها ستتوج بالنجاح لأن الشعب المغربي شعب سخي، ومعطاء، يلبي النداء في مختلف المجالات التي يكون فيها الواجب الوطني حاضرا.» وهكذا لم يبخل أي فنان بدمه ولن يبخل فنانونا في يوم من الأيام بشيء، وكلنا استعداد للتبرع بدمائنا في سبيل وطننا الغالي، وفي سبيل مساعدة ومساندة إخواننا المرضى أو من يوجد فيهم في وضعية الخطر أو الحاجة، يقول بوحسين ومن جانبه أكد الفنان المسرحي والمخرج عبد الكبير الركاكنة في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم «أن مساهمة الفنانين المغاربة في هذه الحملة الوطنية كان بمبادرة من النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وبتنسيق مع وزارة الصحة، وقد شارك الفنانون في الحملة انطلاقا من اعتبارهم مواطنين أولا وقبل كل شيء من جهة وباعتبارهم رموزا فنية يتمتعون بوضع اعتباري لدى الفءات الواسعة من المجتمع، وذلك من أجل إعطاء إشارات قوية تعبر عن روح التضامن المتأصلة في وجدان الإنسان المغربي كقيمة أساسية من القيم السامية والنبيلة، لأن التضامن ركيزة من الركائز التي تتأسس عليها ثقافتنا المغربية، وانطلاقا من ذلك حث جميع المغاربة على المساهمة وبكثافة في هذه الحملة الوطنية، فكلنا معرضون للإصابة بما قد يستدعي الإنقاذ بقطرات دم. كما يمكن النظر إلى هذه المشاركة الكثيفة لمجموع الفنانين المغاربة، كمبادرة إنسانية أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة، والتي في مقدورها إنقاذ العديد من الحالات الإنسانية، التي يكون مخزون الدم عاملا أساسيا في إنقاذ حياتها».