من صائد للألقاب إلى مؤطر للأطفال بقسم الهواة حرم النظام الجديد لمهنة التدريب بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مجموعة من المدربين من رخص الاشتغال مغاربة وأجانب، وذلك لعدم توفرهم على الشروط المطلوبة والمتمثلة في شهادة الكفاءة المهنية، ويتابع الرأي العام ما يجري ويدور مع تنزيل للنظام الجديد المقدم من طرف الاتحاد الدولي والمنفذ عبر الاتحاد الإفريقي. وفوجئ المتتبعون والمهتمون بالمدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني محروما من الرخصة ولم يحضى ملفه بالقبول والموافقة، فتعذر عليه بذلك التوقف عن العمل رغم العروض التي تلقاها من النادي القنيطري والدفاع الحسني الجديدي وغيرهما لسمعته وصيته وكذا نتائجه ميدانيا. نعم، المدرب أوسكار لا يمارس التدريب في المغرب في زمن الإحتراف، وهو الذي قاد فريق الرجاء للفوز بخمسة ألقاب خلال سنة ونصف فقط، وضمن للفريق المشاركة في كأس العالم للأندية في إنجاز غير مسبوق لأي فريق عربي وإفريقي، فالغريب في الأمر أنه وبعد عقد ونصف يتم التساؤل عن ملف الرجل، تكوينه ومؤهلاته؟ وقد سطع نجمه في الدارالبيضاء بعد أبيدجان ومسقط رأسه في الأرجنتين. وقد التحق المدرب أوسكار بالدارالبيضاء في سنة 1998 مباشرة بعد قيادة فريق أسيك ميموزا الأيفواري للفوز بلقب كأس إفريقيا في نسختها الثانية، وتعاقد مع مسؤولي الرجاء التي كان يرسها آنذاك أحمد عمور، وانطلق في عمله في مطلع سنة 1999، في يناير حلفا للمدرب وحيد هاليلوديتش الذي غادر الرجاء وعوضه آنذاك محمد فاخر، وفي موسمه الأول فاز مع الرجاء بلقب البطولة الوطنية وكأس إفريقيا حيث انتصر في النهاية على فريق الترجي التونسي بضربات الترجيح بعد التعادل معه ذاهات وإيابا بدون أهداف. وقد ظهر أوسكار مثيرا للجدل بتميز أسلوب عمله المبني على التواصل والقرب والعلاقات الإنسانية، وظلت الأسئلة تتناسل حول ضماد يحمله على إحدى ساعديه، إضافة إلى قبعة معنونة باسم «Junior»، وقد أوضح لنا آنذاك أن الضماد فأل خير ارتبط به منذ أن كان لاعبا وتعرض للكسر في ساعده، وإسم «Junior» إبنه الوحيد، وفي الموسم الثاني 1999- 2000 أضاف الرجل ألقابا أخرى، منها البطولة، كأس إفريقيا والكأس الممتازة التي أحرزها فريق الرجاء على حساب فريق أفريكا سبور بهزهمه بهدفين لصفر في النهاية، والكأس الافروأسيوية بتجاوز فريق أوهانغ كوريا، وتمكن فريق الرجاء من ضمان المشاركة في كأس العالم للأندية التي أقيمت منافساتها سنة 2000 بالبرازيل، لكن المدرب «أوسكار» لم يرافقه حيث عوضه المدرب فتحي جمال، وفي الموسم الموالي غير أوسكار الأجواء وانتقل الى الفريق الجار والمنافس الوداد الذي كان يرأسه آنذاك نصر الدين الدوبلالي، حيث استمر يستمتع بحظوظ انتزاع الألقاب، وفاز معه بكأس الكؤوس الافريقية. وبعد هذه التجربة عاد أوسكار إلى الرجاء مع رئيسه عبد الحميد الصويري فقاده للفوز بلقب كأس العرب في سنة 2006 في نهائي تخطى فيه فريق إنبي المصري بفوز في مصر بهدفين لصفر، وآخر في البيضاء بهدف واحد دون رد، وتابعنا كيف تألق الرجل مع الفريقين الرجاء والوداد في الديربي حيث نجح في قيادتهما للفوز، وفي تعادل الديربي انتقل إلى المصحة إثر وعكة صحية. ويحسب للمدرب أوسكار المغامرة في العمل بالاعتماد على الشباب وإقحام عناصر جديدة يملك القدرة على شحنها وتحضيرها وتمكينا من الإندماج. فالمدرب أوسكار أشرف على تدريب مجموعة من الفرق في مختلف القارات من بينها أسيك أبيدجان، الترجي التونسي، العين الاماراتي، الأهلي الليبي وكان يلعب له الساعدي القذافي، سيون (سويسرا)، وكان ضمن لاعبيه آنذاك شارل روسلي مدرب فريق وداد فاس حاليا، كما درب الرجاء، الوداد، النادي القنيطري، المغرب الفاسي وفرقا أخرى في مسقط رأسه بالأرجنتين، وبلغنا أن حرمان أوسكار من رخصة التدريب ساهم في تأزيم وضعه، وقد ضمه نادي الرابطة البيضاوي بدرب غلف ليشرف على تأطير أطفال مدرسته وذلك بعقد يرمي إلى تحضير اللاعبين، وظهر مؤخرا فريق وفاق بوزنيقة بالقسم الأول هواة يعرض على أوسكار الالتحاق به لتعزيز طاقمه التربوي والتقني في مبادرة ترمي إلى التنقيب على المواهب والتكوين ونفس المهمة دار الحديث عليها في فضاء الرجاء في الصيف الأخير، حيث تم لقاء تمهيدي بين أوسكار وبعض مسيري فريق بوزنيقة في بداية الأسبوع الجاري من أجل الاتفاق عن أسلوب العمل وكيفية انتقال الرجل من فريق الرابطة. وهكذا يتشبث أوسكار وعائلته بالمغرب، وكرة القدم الوطنية، حيث يمارس التدريب بدرب غلف قبل الالتحاق بفريق بوزنيقة شأنه في ذلك شأن عاشقي الكرة والمغرب، من بينهم المهدي فاريا الذي فضل العيش في مدينة القنيطرة.