مقتل 6 أشخاص دون التمكن من تحرير الرهينة الفرنسي شن الجيش الموريتاني أول أمس الخميس، مدعوما بقوات فرنسية، عملية عسكرية واسعة النطاق على معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالصحراء، بهدف تحرير الرهينة الفرنسي المختطف منذ أبريل الماضي، عشية انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون والتي تنتهي يومه الجمعة. وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح العديد من الإرهابيين المتمركزين في شمال مالي على الحدود المشتركة مع كل من الجزائر والنيجر. وأشارت الصحف الفرنسية الصادرة أمس الجمعة فشل الهجوم العسكري المشترك بين الجيش الموريتاني والقوات الفرنسية في تحرير الرهينة الفرنسي ميشيل جيرمانو، إلا أنه أوقع ضحايا وخسائر في صفوف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وكان أعضاء تنظيم القاعدة الذين يحتجزون الفرنسي البالغ 75 سنة أمهلوا السلطات الفرنسية، منذ 11 يوليوز الماضي، أسبوعين لإطلاق سراح العديد من المعتقلين المسجونين لديها قبل تصفية الرهينة. وأكدت مصادر عسكرية موريتانية أن العملية العسكرية التي قام بها الجيش الموريتاني في الصحراء جرت بالتنسيق مع دول صديقة، دون تحديدها، كما لم ينم تحديد مكان العملية العسكرية ولم تقدم أية حصيلة عنها. ونقلت صحيفة «إل باييس» الإسبانية أن قوة فرنسية انطلقت من شمال موريتانيا لمهاجمة نقطة عسكرية تابعة لعناصر القاعدة كان يفترض، حسب مصادر استخباراتية فرنسية وأمريكية، أن يكون الرهينة الفرنسي متواجدا بها. وأشارت الصحيفة في موقعها، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الإرهابيين المشتبه بهم في احتجاز الرهينة، لقوا مصرعهم، بينما تمكن آخرون من الفرار خلال العملية التي نفذت في وقت مبكر صباح الخميس في مكان غير محدد. وأجمعت العديد من دول منطقة الساحل وغرب أفريقيا، خصوصا مالي وبوركينا فاسو والنيجر، على علمها بالعملية العسكرية، ومنها من سمحت بتنفيذها انطلاقا من أراضيها، كما هو الشأن بالنسبة لمالي. وكشف وزير الداخلية الموريتاني في مؤتمر صحفي بنواكشوط مساء الخميس، أن العملية التي نفذها جيش بلاده أدت إلى مقتل عدة أشخاص والحصول على وثائق وصفها بأنها في غاية الأهمية. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية تقديم الدعم اللوجستيكي والفني للعملية، ومشاركة قوات فرنسية إلى جانب الجيش الموريتاني في العملية بهدف تحرير الرهينة الفرنسي المختطف لدى تنظيم القاعدة. وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الفرنسية إن القوات الفرنسية قدمت دعما تقنيا ولوجستيا للعملية العسكرية الموريتانية ضد معسكر لتنظيم القاعدة في صحراء شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن العملية نجحت في تحييد مجموعة من الإرهابيين كانوا يخططون للقيام بهجمات على أهداف موريتانية. واعتبر البلاغ أن تلك المجموعة هي التي قتلت رهينة بريطانية العام الماضي، وهي التي تحتجز المواطن الفرنسي ميشيل جيرمانو وترفض الدخول في مباحثات للإفراج عنه أو حتى الإفصاح عما إذا كان على قيد الحياة. وتأتي هذه العملية العسكرية غداة الأحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية بموريتانيا، يوم الأربعاء الماضي، في حق مجموعة من الأشخاص يشتيه في تورطهم في اختطاف الرهائن الإسبان نهاية شهر نونبر الماضي فوق التراب الموريتاني، ونقلهم إلى الصحراء على الحدود المشتركة مع مالي والنيجر والجزائر. كما تأتي في خضم الحديث عن قيام قوات مشتركة من كل من موريتانيا والجزائر والنيجر ومالي بعمليات عسكرية واسعة النطاق في الصحراء الكبرى ضد تنظيم القاعدة بغية الحد من نفوذه في تلك المنطقة.