أكثر من 2600 شخص استفادوا من خدمات قافلة طبية متعددة الاختصاصات للسنة الخامسة على التوالي، ومن أجل تقريب خدمات طبية لفائدة غالبية المواطنين والمواطنات القاطنين بالمناطق النائية البعيدة عن المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية والجامعية باقليم الرشيدية، خاصة بكلميمة وتنجداد واملاكو، وفي أفق محاربة عدة أمراض كاليشمانيوز وامراض الغدد... ، وكذا من أجل جعل الأطر الطبية والكفاءات المغربية في خدمة كافة شرائح المجتمع المغربي في جميع إنحاء ومناطق البلد، إبرازا لمعاني الصحة المجتمعية وسياسة القرب الصحية من السكان التي توليها وزارة الصحة الأهمية قصوى على اعتبار أنه من بين المخططات العملية إحداث مستشفيات متنقلة تكون في خدمة المناطق التي تفتقد للمؤسسات الصحية المؤهلة وللكفاءات الطبية والأخصائيين. نظمت جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث، قافلة طبية وجراحية متعددة التخصصات بشراكة مع مع جمعية القافلة الجراحية بالدار البيضاء، وجمعية غريس للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية، وبتنسيق مع مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، والمندوبية الإقليمية للصحة بالرشيدية، وبدعم من بلدية كلميمة وعمالة الرشيدية والمكتب الشريف للفوسفاط و إحدى شركات معجون وفرشاة الأسنان، قافلة طبية احتضنتها المؤسسات الصحية بكل من كلميمة وتنجداد واملاكو وفق برنامج استمر على مدى ثلاثة أيام مابين 14 و16 فبراير الماضي، تهدف إلى تأمين العلاجات الأساسية لعموم السكان، ومحاربة داء اليشمانيا، والحد من انتشار بعض الأوبئة مع التحسيس بأهمية الوقاية، كل ذلك في إطار أبعاد ومرامي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وانخرط في هذه القافلة طاقم طبي متخصص ومحنك ذو خبرة دولية يتكون من أساتذة واستشاريين وأطباء متخصصين في الأنف والحنجرة، الجراحة العامة، الإنعاش والتخذير، طب وجراحة الأطفال، الأشعة، جراحة التجميل، المسالك البولية، القلب والشرايين، الغدد، الجهاز الهضمي،الجلد، النساء والتوليد، الطب العام، رفقة عدد من الممرضين والصيادلة، وبمساعدة عدد من الأطباء والممرضين بالمستشفيات والمستوصفات بمدن الرشيديةوكلميمة وتنجداد واملاكو، حيت أبانوا جميعا عن حسهم الإنساني وتضامنهم العميق مع ساكنة هذه المناطق النائية، معتبرين تواجدهم بالقرب منهم هو من صميم المسؤولية والارتباط الوثيق بالمعاني النبيلة لمهنة الطب. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور لحبيب خلوفي ل "بيان اليوم"، عن استعداد جمعية القافلة الجراحية للقدوم وباستمرار لهاته المناطق، معبرا عن أهمية هذا العمل الإنساني الذي يندرج ضمن أهداف الجمعية ومخططاتها داخل الوطن وخارجه، منوها في الوقت نفسه، بدعم وزارة الصحة في شخص وزيرها البروفيسورالحسين الوردي وجميع المصالح المعنية، خاصة مديرية الأوبئة. وكان عامل إقليمالرشيدية، قد زار مستشفى 20 غشت بكلميمة يوم الجمعة 15 فبراير،مرفوقا بعدد من رؤساء المصالح الخارجية ورجال السلطات المحلية، حيث اطلع على مجهودات جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث من خلال حصيلة عملها مند سنة 2001، التي قدمها رئيس الجمعية الأستاذ لحسن كبيري، حيث أبرز الأهداف العامة ومجالات الاشتغال وجميع الشركاء، متناولا بالتفصيل وبالأرقام حصيلة القوافل الطبية الخمس للجمعية مدعمة بالصور، ليقوم بعد ذلك العامل والوفد المرافق له بزيارة ميدانية لجميع مرافق المستشفى والمستوصف المجاور له، مطلعا عن الخدمات المقدمة لعموم الساكنة، ومنها مركز تصفية الدم الذي يستفيد منه 14 عشر مريضا، ومنصتا للمرضى وهمومهم وللعاملين في القطاع، هناك، عن اهتمامهم ورغباتهم الأساسية لتطوير العمل والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة إلى مستوى أفضل في ظل الخصاص الملاحظ في الأطر الطبية وضعف الإمكانيات، ليتم التواصل المباشر له مع أطباء وأساتذة جمعية القافلة الجراحية بمركب إجراء الفحوصات والعمليات. هذا، وبلغ عدد المستفيدين والمستفيدات من الكشوفات الطبية ما مجموعه 2641 شخص موزعين على كل من كلميمة 905 وتنجداد 971 واملاكو 765، حيث استفادوا جميعا من فحوصات مدققة في جميع التخصصات المذكورة، مستفيدين أيضا من بعض الأدوية مجانا التي منحتها وزارة الصحة لجمعية القافلة الجراحية، بالإضافة إلى مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط تقدر تكلفتها المالية الإجمالية ب 120000 درهم. هذا وقد تم إجراء 135 عملية جراحية مجانية لفائدة المستفيدين من مدن كلميمة وتنجداد واملاكو تتراوح تكلفتها الاعتيادية بين 6000 و 9000 درهم، همت اليشمانيوز 24 حالة، الغدد 6، الأنف والحنجرة 28 حالة، الأطفال 17 حالة، النساء والتوليد 7 حالات،الفتق 15 حالة، الحويصلة والحشوية 9 حالات، و29 عملية جراحية بسيطة، كما تم إجراء 66 فحص بالصدى، و37 صورة بيانية كهربائية للقلب، كل ذلك تم بالمركب الجراحي لمستشفى 20 غشت ومرافقه،هذه المؤسسة الصحية رغم كبرها وتعدد مرافقها وتوفرها على بعض الأجهزة الضرورية، تظل خالية من أي نشاط صحي بسبب انعدام الأطر الطبية المتخصصة وضعف الإمكانيات اللازمة، حتى تأتى قدوم هذه القافلة السنوية لتضفي نوعا من الحياة والحيوية على هذا المستشفى المحلي الذي يبعد عن المستشفى الإقليمي للرشيدية ب60 كليمترا فقط. وعلى مستوى آخر، يبقى مستشفى مولاي علي الشريف غير مؤهل لاستيعاب جميع الحالات المرضية، لقلة الموارد البشرية وضعف عدد الأطر الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات، وفقر الساكنة وحاجتها، ليشكل عجز المستشفى أحيانا في القيام بأدواره العلاجية عائقا أمام حصول المرضى على حظهم في العدالة الطبية والولوج إلى العلاجات الأساسية بإقليم سكناهم، ليضطروا للسفر إلى مدن مكناس وفاس والرباط طمعا في الحصول على مبتغاهم رغم صعوبة ذلك. وعلى هامش هذه الحملة الطبية، تم تنظيم زيارات للمؤسسات التعليمية قصد القيام بحملة تحسيسية حول صحة الفم ووقاية الأسنان لفائدة أزيد من 4000 تلميذ وتلميذة مؤطرة من طرف طبيب اختصاصي من مديرية الأوبئة بوزارة الصحة بالرباط، بشراكة مع إحدى شركات معجون الأسنان حيث تم توزيع أزيد من 2000 فرشاة ومعجون الأسنان، وهي المبادرة التي ساهمت بشكل كبير في توعية أطفال المنطقة بخطورة أمراض اللثة والأسنان، وكذا الأهمية البالغة للنظافة والمتابعة الطبية، وهوما استحسنه التلاميذ وتجاوبوا معه بقدر المسؤولية، وجعل أيضا الأطر التعليمية تقف عند أهميه هذا الفعل التربوي الطبي الذي ترسخ في أذهان التلاميذ والتلميذات. ومن جهة أخرى، عرف البرنامج تنظيم ورشة تكوينية لفائدة 20 أستاذا للتربية البدنية بثانوية الحسن الثاني بتنجداد في مجال الإسعافات الأولية، أطرها بحنكة عالية البروفيسور محمد ميكل رئيس مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي إبن رشد بالدار البيضاء والأستاذ الجامعي بكلية الطب بالدار البيضاء وأحد أبناء المنطقة، الذي أخذ على نفسه عهدا بعدم نسيانه لموطنه الأصلي، والتزامه بالتضحية دائما في سبيل تقريب أغلب التخصصات الطبية لساكنة المنطقة المحرومة . وفي الختام، أقيم حفل تكريمي لأطر القافلة الطبية جريا على العادة، حيث تم تكريم البرفيسور ادريس الخايز اعترافا بخدمات الطبية الجليلة، وتضحياته الجسام في سبيل نصرة مهنة الطب وتشريف قطاع الصحة في جميع المحافل والمؤتمرات الوطنية والدولية، وهو المتخصص في طب وجراحة الحشوية وأمراض الكبد، والخبير الدولي المعترف له بحنكته في المجال، حيت يعمل جاهدا على الارتقاء بهذه الجراحة بالمغرب، خاصة زرع الكبد، تلك العمليات المكلفة التي تجرى بالخارج وتقدر بملايين الدراهم، حيث يسعى جاهدا لإجراء مثل هاته العمليات بالمغرب، والذي حضي بالاستماع لشهادات زملائه وأصدقائه، كما قدمت له هدايا تذكارية رمزية.