أفراد الجالية المغربية عبر العالم عازمون على المساهمة في النضال الذي يخوضه المغرب من أجل وحدته الترابية بمدينة ريجيو إميليا الإيطالية، رمز الوحدة الإيطالية التي أضحت حاليا معقلا لعناصر البوليساريو ومساندي الأطروحة الانفصالية، قرر مغاربة العالم نقل نضالهم من أجل الوحدة الترابية عبر تنظيم ملتقى عالمي حول موضوع « الجهوية الموسعة ودور الجالية المغربية»، خلال الفترة الممتدة ما بين 24 و26 ماي القادم .سيتم خلال هذا الملتقى استضافة مدينة العيون كضيف شرف، بمشاركة مجموعة من الفعاليات المنتمية للأقاليم الجنوبية وعدد من المسؤولين الحكوميين والمنتخبين المغاربة والأجانب و مجموعة من الخبراء فضلا عن ممثلين لأفراد الجالية بمختلف بلدان المهجر. ذلك ما كشف عنه خالد مفيدي مدير الملتقى الرابع لمغاربة العالم «سفراء الأمل»، في ندوة صحفية، احتضنها نادي الصحافة بالرباط مساء أول أمس الخميس، موضحا أن هذا الملتقى المنظم بتعاون بين المنظمة الدولية «سفراء الأمل» وبلدية ريجيو إميليا الإيطالية يعد «مساهمة من أفراد الجالية المغربية الموزعة عبر مختلف بلدان العالم في النضال الذي يخوضه المغرب من أجل وحدته الترابية، عبر مقاربة موضوع الجهوية الموسعة وكل ما يرتبط بها من قضايا وطنية كقضية الصحراء المغربية». وشدد خالد مفيدي على أن الجهوية الموسعة أصبحت تفرضها الضرورة الإستراتيجية على اعتبار أنه «آن الأوان لانخراط المغربي في محيطه الجيو-سياسي»، وأن هذا الانخراط لا يمكن أن يتم إلا بعد تأثيث البيت الداخلي عن طريق الاندماج الوطني لمختلف الجهات الوطنية، مشددا على الدور الذي يمكن أن تلعبه الجالية المغربية بالخارج والتي «أبان عدد من أفرادها عن كفاءة عالية في ممارستهم لتدبير الشأن العام في بلدان المهجر، خاصة في إطار المؤسسات الجهوية». في هذا الصدد، قال مفيدي إن «مغاربة الخارج يمكن أن يؤدوا أدورا رائدة بشأن بلورة مشروع الجهوية الموسعة على أرض الواقع». وأورد في هذا الصدد مقتطفات من خطاب الملك محمد السادس خلال تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية حيث أكد جلالته على أن الجهوية ليست مشروعا تقنيا إو إداريا بل توجه حاسم لتطوير وتحديث هياكل الدولة والنهوض بالتنمية المندمجة من خلال إشراك كل القوى الحية للأمة في بلورته، إذ أبرز مفيدي أنه بالنظر للتجارب المهنية والاجتماعية والسياسية المكتسبة لأفراد الجالية في بلدان الإقامة، خاصة بإسبانيا وإيطاليا وألمانيا .. والتي هي بلدان قطعت أشواطا طويلة فيما يتعلق بتطبيق الجهوية. هذا وقدم مدير الملتقى خلال هذه الندوة ورقة بمثابة مقترحات تخص بلورة مشروع الجهوية الموسعة، إذ يتعين حسب المتحدث أن ينبني هذا التصور على أربعة مرتكزات أساسية، تتمثل في التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها، ووحدة الدولة والوطن والتراب، على أن تكون الجهوية تأكيدا ديمقراطيا للتميز المغربي الغني بتنوع روافده الثقافية والمجالية المنصهرة في هوية وطنية موحدة، هذا فضلا عن الالتزام بالتضامن كمرتكز ثاني للمشروع، واعتماد التنافس والتوازن في الصلاحيات والإمكانات وتفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها، فيما المرتكز الرابع يتمحور حول انتهاج اللاتمركز الواسع الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله في نطاق حكامة ترابية ناجعة، يشير المتحدث. وفيما يخص فعاليات الملتقى في نسخته الرابعة، أشار مفيدي إلى أنها ستشمل عددا من الأنشطة التي ستحتضنها عدد من الفضاءات الهامة بالمدينة الإيطالية التي تعرف بأنها مهد الوحدة الإيطالية، تكون عبارة عن عروض ثقافية ونصب خيام تقليدية تمثل عددا من مناطق المغرب المتعدد سواء بأقاليمه الصحراوية أو الأطلس..، على أن تتمحور أشغال الملتقى أساسا حول مواضيع تهم التجارب المقارنة في مجال تطبيق الجهوية بكل من إيطاليا، بلجيكا، إسبانيا وألمانيا بل ومختلف بلدان الاستقبال التي تعرف هذه التجربة، كما ستقارب مواضيع تخص مختلف قضايا الهجرة سواء في ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات ودراسة قضايا استثمار تحويلات الجالية نحو المناطق المنحدرة منها، فضلا عن مواضيع تخص الجالية وعلاقتها بإغناء تجربة الجهوية الموسعة، وآفاق مشاركة مغاربة العالم والمجتمع المدني بمختلف أطيافه في تنفيذ مشروع الجهوية والانخراط في أوراشها، وطرح تصور الأحزاب السياسية حول الموضوع.